تُعد سلسلة «رؤية» من أهم المشروعات الثقافية التى تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب ووزارة الأوقاف المصرية، وتستهدف شرح صحيح الدين فى كتيبات صغيرة يسهل حملها.. وخلال شهر رمضان المبارك نستعرض أهم أجزاء هذه السلسلة، والتى تتضمن شتى مناحى الحياة، والتى تبدأ ببناء الشخصية الوطنية وخطورة الفتاوى والأفكار الظلامية وكيفية مواجهة الإرهاب والتطرف، وحماية دور العبادة.. وغيرها من الموضوعات التى تقدم بطريقة مبسطة.
يقول الدكتور محمد مختار جمعة أن ثمة عناصر مهمة وعلامات فارقة هي تلك التي تشكل الهوية الواقية للأمم والشعوب، في مقدمتها الدين بكل آفاقه الواسعة، والوطن بكل أبعاده ومقوماته، بداية من الجغرافيا وانتهاءً بقوة الدولة، إضافة إلى اللغة، والثقافة، والتاريخ بكل ما يحمله من إرث حضاري، وان هناك أمما وشعوبً ودولاً محدثة تريد أن تقفز فوق التاريخ، غير أنها لا تريد أن تؤمن بالتطور الزمني، ولا بالتراكم الحضاري، فلا تجد من منظورها سبيلا للقفز فوق التاريخ إلا بالعمل على هدم حضارات الآخرين، ومحاولة القضاء عليها أو تشويهها، فإن لم تستطع فبالعمل على إذابة هويتها في هويات محدثة تفصمها عن كل ما شكل هويتها العظيمة عبر التاريخ، وقد قالو: من لا ماضي له فلا حاضر له ولا مستقبل.
ولعل من أهم سمات هويتنا الواقية في زمن العولمة الجارفة هو بناؤها الأيديلوجي على القيم والأخلاق، فقد بني موروثنا الحضاري والثقافي على القيم والأخلاق، فتعلمنا أن الغايات الشريفة لا يمكن أن تتحقق إلا بالوسائل الشريفة، وأن الانتهازية ومبدأ الغاية تبرر الوسيلة يمكن نقضيهما بسهولة، وعلى أقل تقدير تجاوزهما، لأن من نكث فإنما ينكث على نفسه، وأن الدول التي لا تبني على القيم والأخلاق تحمل عوامل انهيارها وسقوطها في أصل بنائها وأسس قيامها، وأن الأمم الراقية لا يمكن أن تنزلق إلى ما لا يليق بتاريخها وحضارتها وقيمها الأخلاقية والإنسانية الراسخة.
عن التدين الصحيح هو صمام أمام لكل شيء، وهو من أهم الضوابط إن لم يكن أهمها على الإطلاق في توجيه سلوك البشر وتصرفاتهم، ولا ينكر عاقل أو منصف أن الدين بصفة عامة أحد أهم عوامل بناء الشخصية وتشكيل الهوية، وأن الفهم الصحيح للدين يسهم بقوة في بناء شخصية إيجابية بناءه، وأن الفهم الخاطئ للدين، أو الانحراف عن الأديان كلية يؤدي إلى خلل في تكوين الشخصية بقدر الانحراف عن صحيح الدين، أو قدر الفهم الخاطئ له، بما قد يصل إلى درجات بعيدة من السلبية أو الهدم، أو العقد النفسية المدمرة لصاحبها أو للمجتمع أو لهما معًا، فالدين فطرة الله التي فطر الناس عليها، وأن الأديان السماوية كلها جاءت لسعادة البشرية وصلاحها واستقامتها.