قال الدكتور جاسم محمد، رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب بألمانيا: إن توجه برلين لاستقدام 27 طفلا و10 نساء، كانوا ضمن صفوف داعش، قبل احتجازهم في مخيم روج شمال سوريا، خطوة إيجابية، كما أن ألمانيا ودولا أوروبية تحتاج لبذل المزيد من الجهود لاستعادة ما تبقى من الأطفال والنساء الموجودين في مخيمات سوريا.
وأضاف رئيس المركز في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن ألمانيا استعادت النساء والأطفال عن طريق رحلة خاصة بمطار فرانكفورت.
وأكد "جاسم"، أن النساء يخضعن للمراجعة القانونية، المتورطات في جرائم حرب أو انتهاكات حقوق الإنسان يخضعن للمحاكمة، وربما تدان بثلاث سنوات أو خمس أو أكثر، فالنساء المتورطات في الانتهاكات والجرائم تواجه عقوبات، وإذا لم تكن مدانة من قبل القضاء، فهي تعيش حرة طليقة ولا تخضع للمراقبة، ويمكنها أن تعيش حياة طبيعية.
وتابع، أما الأطفال فعادة ما يتم فصلهم عن النساء، وتسليمهم لأحد ذويهم، وإذا لم يتم التوصل لذوي الأطفال يتم إيداعهم في مراكز تقويم وتأهيل، ويقدم لهم الرعاية الكاملة، وهذه هي المعايير التي تعتمدها ألمانيا، ويجب أن نشير إلى أنها تمتلك برامج تطبقها لنزع أفكار التطرف مثل برنامج "الحياة" كما تقدم الدعم النفسي والاجتماعي للنسوة خلال فترة الاعتقال أو بعدها.
وحول المخاوف التي يشعر بها المواطن الأوربي من وراء مثل هذه الخطوات، شرح رئيس المركز أن الخوف موجود وكبير، هم لا يريدون تواجد عناصر داعشية بالبلاد، والألماني يشعر بالخوف عندما يحس أن جاره سيكون من الدواعش، ويمكنك تصور هذه الهواجس والمخاوف في الشاعر الأوروبي، لذا فهناك رفض شعبي من استقدام عناصر داعش، وبقية الدول متقاربة في نفس السياسيات والإجراءات، وأعتقد أن بعض الدول مثل بريطانيا وفرنسا لديها عقوبات ضد المتورطين أشد مما هي في ألمانيا، فلا توجد سياسة موحدة في الاتحاد الأوروبي بهذا الشأن، لكن هناك مقاربة في الإجراءات والسياسات.
يشار إلى أن ألمانيا قامت باستقدام عدد من الأطفال والنساء من سوريا، ونقلا عن "دوتش فيله" الألمانية، فإنه "بعد عملية وصفتها وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بأنها "شديدة الصعوبة"، تمت إعادة 27 طفلا وعشر أمهات من مخيم روج في شمال سوريا إلى ألمانيا، أربع نساء من العائدات تمّ اعتقالهن فور وصول ألمانيا.
