أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن ترحيبه بالهدنة في اليمن، مشيرًا إلى أن مدة شهرين للهدنة غير كافية.
وقال بايدن في بيان صادر عن البيت الأبيض أمس الجمعة، "أرحب بالإعلان اليوم عن هدنة لمدة شهرين في الصراع اليمني. هذه المبادرة انتظرها الشعب اليمني طويلا، وتنطوي على وقف جميع الأنشطة العسكرية لأي طرف داخل اليمن وعبر حدوده، ودخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة، فضلا عن تجديد الرحلات الجوية التجارية من صنعاء وإليها إلى الوجهات المتفق عليها".
وتابع "هذه خطوات مهمة لكنها ليست كافية. يجب الالتزام بوقف إطلاق النار، وكما قلت من قبل، من الضروري أن ننهي هذه الحرب. بعد سبع سنوات من الصراع، يجب على المفاوضين القيام بالعمل الجاد والضروري للتوصل إلى تسويات سياسية يمكن أن تحقق مستقبل سلام دائم للشعب اليمني كافة".
وأكد الرئيس الأمريكي، "أنه ممتن للدور القيادي للمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان في تحقيق هذه المبادرة قبل حلول شهر رمضان المبارك. كما أنني ممتن للعمل الجاد الذي قامت به الحكومة اليمنية والثقة التي أولتها للوساطة التي تقودها الأمم المتحدة".
وفي وقت سابق، أعلنت الأمم المتحدة عن اتفاق طرفي النزاع في اليمن على هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد تبدأ السبت أول أيام رمضان في عدة دول مسلمة، واتفاقهما بشأن شحنات الوقود ومطار صنعاء.
وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ في بيان أمس الجمعة إن "أطراف النِّزاع تجاوبوا بإيجابية مع مقترح للأمم المتحدة لإعلان هدنة مدتها شهران تدخل حيِّز التنفيذ اليوم السبت الثاني من أبريل في الساعة السابعة مساءً بتوقيت اليمن".
وأضاف في البيان الذي نشرته وكالة فرانس برس نسخة عربية منه أن "الهدنة قابلة للتجديد بعد مدة الشهرين بموافقة الأطراف".
جاء الإعلان تزامنا مع نقاشات حول النزاع المدمر في اليمن تستضيفها السعودية التي تقود تحالفا عسكريا يدعم الحكومة المعترف بها دوليا ضد ميليشيات الحوثيين المدعومين من إيران.
ورغم رفضهم المشاركة في المحادثات الجارية على أرض عدوتهم، قدم الحوثيين الأسبوع الماضي عرضا مفاجئا لهدنة موقتة وتبادل أسرى.
وأعلن التحالف بعد ذلك أنه سيوقف العمليات العسكرية في اليمن خلال شهر رمضان.
ويلتزم طرفا النزاع حتى بوقف إطلاق النار، وهو الأول منذ أبريل 2020.
وتابع غروندبرغ "وافق الأطراف على وقف جميع العمليات العسكرية الهجومية، بما فيها الجوية والبرية والبحرية، داخل اليمن وعبر حدوده".
وأوضح المبعوث الأممي أنهم وافقوا على "دخول سفن المشتقات النفطية إلى موانئ الحديدة وتسيير الرحلات الجوية التجارية من وإلى مطار صنعاء نحو وجهات في المنطقة محدَّدة مسبَّقًا".
وأردف "اتفق الأطراف أيضًا على الالتقاء تحت رعايتي للبحث في فتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى في اليمن".
وشدد مبعوث الأمم المتحدة على أن "الهدف من هذه الهدنة إعطاء اليمنيين مهلة هم بأمس الحاجة اليها، تُفرِّجُ عنهم المعاناة الإنسانية، وأهم من ذلك الأمل في أنَّ إنهاء هذا النِّزاع ممكن".
من جانبه، رحب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الجمعة بإعلان الهدنة، آملا أن تتيح إطلاق عملية سياسية لسلام دائم.
وصرح غوتيريش للصحفيين "ينبغي الآن استخدام هذه الاندفاعة" للتأكد من "التزام (هذه الهدنة) في شكل تام وتمديدها"، مضيفا "هذا يثبت أنه حتى حين تبدو الأمور مستحيلة، يصبح السلام ممكنا حين تتوافر إرادة التسوية".
وأكد هانس غروندبرغ أنه سيواصل العمل خلال الشهرين "بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار"، وحضّ الطرفين على الالتزام بالهدنة.
وجرت آخر عملية تبادل للأسرى في حرب اليمن في أكتوبر 2020 عندما أفرج كل من الجانبين عن 1056 أسيرا، بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر.