الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

"الموناليزا " صاحبة الابتسامة الغامضة.. أشهر لوحات دافنشي

لوحة الموناليزا
لوحة "الموناليزا "
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعد لوحة الموناليزا إحدى أشهر اللوحات على مستوى العالم، تثير حالة من الجدل، فاللوحة التي رسمها الفنانى الإيطالى ليوناردو دا فينشي تتسم بالابتسامة الغامضة والمحيرة لامرأة، ومؤخرًا استخدامها الفنان إيطالي  " سالفاتوري بينينتيندي المعروف بـ TVBOY، على الجدران بشوارع مدينة برشلونة الإسبانية، لتصور لوحة الفنان ليوناردو دافنشى وهي ترتدى قناعًا واقيًا، للتعبير عن تفشى الرعب حول العالم من فيروس كورونا الجديد.

استهل دافينشي في رسم تحفته الرائعة عام 1503 بإيطاليا وانتهى منها بعد ذلك بثلاث أو أربع أعوام بفرنسا،وكشفت دراسة أمريكية تؤكد أن ابتسامة "الموناليزا" ليست حقيقية أو مزيفة، قضت اللوحة عدة سنوات فى الحمام الملكى لملك فرنسى سابق لفترة حكم "بونابرت" لمدة ثلاثمائة عام.

الموناليزا واحدة من أوائل وأهم وأفضل اللوحات الفنية التي رُسِمت والتي تضمنت صورة لنصف طول امرأة، لوحة الموناليزا التي حصل عليها الملك فرانسيس الأول مَلك فرنسا، أصبحت الآن مِلكًا لفرنسا، وهي معروضة بشكل دائم في متحف اللوفر في باريس حيث تُعتبر الأكثر شهرة وزيارة في العالم، رُسِمت لوحة الموناليزا باستخدام الألوان الزيتية على خشب الحور،وتُعد لوحة الموناليزا من أكثر اللوحات رمزية في تاريخ الفن، والتي تم ذكرها في العديد من كتب الفن التاريخية، كما أنّها عُرضت في قصر فرساي أثناء حكم لويس الرابع عشر.

تتميز الموناليزا عن غيرها فنيًا بالتأثير الغامض وتقنية التدرج الضوئي الذي يعتمد على المخالفة بين درجات الضوء حتى ينطمس المظهر المألوف ويكتسي لونًا من الفتور أو التلاشي أو تمييع الخطوط فتفسح لقوى الحساسية أن تتفجر بين الرائي والمرئي يبدع دافنشي لوحاته وويجعلنا وكأننا في حلم نرى فيه الحقيقة أول مرة.

لوحة الموناليزا 

قال المصور الإيطالي "جورجيو فاساري"عن الموناليزا:"إن من يريد أن يرى إلى أي حد يستطيع الفن أن يصور الطبيعة تصويرًا صادقًا عليه أن يتأمل في صورة موناليزا، فهي عمل إلهي لا يكاد يكون في طاقة البشر، وهي شيء عجيب وحية كالطبيعة نفسها".

وقال غومبرتش عن الصورة الشخصية للموناليزا ورسم الشخوص:ثمة شيء مشترك بين الأعمال العظيمة للرسامين الإيطاليين هو أن شخوصهم تبدو متخشبة بعض الشيء ولا يرجع ذلك إلى عدم تأنيهم أو معرفتهم فما من أحد ك "فان أيك" تأنيا وما من أحد ك "مانتينيا" معرفة في محاكاة الطبيعة، ومع ذلك تبدو شخوصهم أشبه بالتماثيل منها بالكائنات الحية، لعل السبب وراء ذلك أنهم وهم يتحرون رسم الشيء خطًا خطًا، وتفصيلًا تفصيلًا يقللون من قدرتنا على تخيله متحركًا متنفسًا.[٩] في الواقع كأن أحدهم قد سحره وأرغمه على الوقوف بلا حراك، فالشعر المتموج لشخوص "وتشللي".

لوحة الموناليزا 

طرح دافنشي الموناليزا على الرؤية التجريدية والنظرية وعكف على المجالات التخطيطية إلى جانب الرسوم التفصيلية متجاهلًا الرسم الهندسي للشكل، سابرًا غور التجارب فكان وقع على عنصر الزمن واستنبط أن كل المكونات في حركة دائبة وتغير متصل، وكذلك فإن الضوء يرتبط عند الفنانين بالفراغ والفضاء وكل ما هو غير ملموس على حين يرتبط الظلام بكتلة المادة وكثافتها يستغل دافنشي ذلك كثيرًا في عرض الجانب الروحي من شخصياته وخلق التأثير البالغ في متلقي أعماله.

تستمد الموناليزا شهرتها وقيمتها الفنية من جهة الاحداث التي ارتبطت بها عبر الزمن ولعل أهم هذه الأحداث عن كثرة نسخها وتقاليدها وتداولها أدى إلى سرقتها والتعصب القومي الذي يضن أن يكون الكنز خارج قبضة الاحتكار أو الملك الشخصي.

تعرضت الموناليزا للسرقة عام 1911 من متحف اللوفر وكان زيوع الخبر وقع الكارثة الوطنية على نفوس الفنانيين ووضعت الدولة جوائز ضخمة تقدر بأربعين ألف فرنك زهبًا لمن يعيد الموناليزا، وأُعتقِل كل من الشاعر غيوم أبولينير والفنان بيكاسو لاشتباهِهم بسرقتها، وبعد سنتين من اختفاء اللوحة، تمّ إبلاغ السلطات المحليّة من قبل أحد التجار الإيطاليين بوجود رجل حاول بيع اللوحة، حيث عُثر عليها في صندوق مهاجر إيطالي يدعى بيروجيا، والذي عمل لفترة زمنية في المتحف رغم إنكاره لهذه الحقيقة في البداية، وتمّ القبض عليه ومحاكمته وسجنه، ليتم فيما بعد إرجاع اللوحة إلى مقرها في فرنسا.

تُعتبر لوحة الموناليزا إرثا تاريخيا فنيا لا يباع، ومكانه المتحف تُحفظ بعناية فائقة، ووسط حراسة كبيرة، وقد وصلت قيمتها التقديرية إلى مليار دولار، وتعد الموناليزا في ارتفاع مقداره 76 سنتيمتر وعرض 53 سنتيمتر، وهو حجم صغير مقارنة باللوحات المعتادة، تجلس السيدة ليزا أو الجيوكوندا نسبة لعائلة التاجر، من بين أسرار ابتسامة الموناليزا أيضا أنها تختلف باختلاف نظرتنا إليها ونفسيتنا آنذاك، فمرة ساخرة، ومرة حزينة، ومرة حنونة رقيقة، مما يضفي عليها سحرًا خاصًا.

لوحة الموناليزا