الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

حوارات ثقافية| حسين حمودة: أتمنى زيادة المساحات المخصصة للأدب في الإعلام

الكاتب حسين حمودة
الكاتب حسين حمودة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

حسين حمودة:  يجب ترجمة الأدب العربى إلى اللغات الأخرى ليحصل الأدباء على المكانة التى يستحقونها على خريطة الأدب العالمى

على مائدة «البوابة نيوز» الثقافية خلال شهر رمضان، مثقفون وأدباء يتحدثون عن البدايات وكيف تكونت شخصية المثقف، ومدى تأثرهم بالأدب العربى والعالمى، ذكريات وطقوس المثقفين خلال الشهر المبارك، الدراما ومسلسلات رمضان من وجهة نظر المثقفين، ونصائح للجيل الجديد والشباب.. حوارات يومية على مدار الشهر. موعدنا اليوم مع حوار جديد من حوارات رمضان الثقافية مع الناقد الأدبى حسين حمودة، وإليكم نص الحوار.

■ حدثنا عن ذكرياتك مع شهر رمضان فى الطفولة.. كيف تفتح وعيك بطقوس الشهر المعظم فى الصغر وما أبرز المواقف العالقة فى ذهنك تجاهه؟

- رمضان كان دائما شهرا مميزا فى طفولتى.. وطقوسه لا يمكن نسيانها.. الاستيقاظ لتناول السحور كان مشوبا بجو ساحر، وكذلك طبعا اللعب بعد الإفطار بالفوانيس الملونة، التى كانت من الزجاج والشمع.. ثم كان هناك مدفع الإفطار الذى يتم إطلاقه من قلعة صلاح الدين والذى كنت أسمع دويّه بوضوح، وكان يثير فضولى من أجل رؤيته عن قرب، وقد تحقق هذا فى فترة لاحقة، الذكريات العالقة بذهنى عن هذا الشهر مرتبطة بكل هذه الأجواء الجميلة.

■ ماذا عن طقوسك فى شهر رمضان الآن؟

- الطقوس الآن أقل مما كانت عليه من قبل وأكثر تحديثا بالطبع.. ولكنى أراقبها وأسعد ببعض مشاهدها التى أراها فى أطفال من أجيال جديدة.. وأستمد طاقة إيجابية من رؤيتى للزينة والفوانيس وعناقيد الضوء التى يعلقها الجيران أو يضعونها فى بلكوناتهم، وهذا يفتح لى أبوابا كثيرة للتأمل فى التغيرات التى تحدث فى مجتمعنا، والتى هى سنّة الحياة، مظاهر البهجة وأشكالها تتغير، ولكن البهجة نفسها تظل ثابتة.

■ هل هناك كتب معينة تستعيد قراءتها فى هذا الشهر؟

- أحيانا أجد نفسى مدفوعا لقراءة بعض النصوص الصوفية فى هذا الشهر، أو لسماع ومشاهدة وسماع فيديوهات للمقرئين والمنشدين والمداحين الذين أحبهم، وأفرح كالطفل عندما أكتشف فيهم موهبة جديدة.. ولكنى بجانب هذا أقرأ ما يتراءى لى، وما أجده متاحا وأحيانا ما يتصل بعملى.

 

■ كيف ترى الدراما التى يتم تقديمها فى المواسم الرمضانية؟ وما أبرز النجوم أو الكتاب الذين تحرص على متابعتهم؟

- الحقيقة أننى لست متابعا جيدا للدراما فى السنوات الأخيرة، والسبب أننى لم أعد أجد وقتا كافيا لذلك.. لكنى أتابع بعض المسلسلات القليلة التى أجد إجماعا على متعة مشاهدتها، فى فترة سابقة كنت حريصا، بدرجة أكبر على مشاهدة المسلسلات التى يكتبها كتاب سيناريو بعينهم، أو يقوم بإخراجها مخرجون بعينهم، ويشارك فيها ممثلون وممثلات أقدّر مواهبهم، الآن مع الانشغالات أشاهد ما أستطيع دون مواظبة كافية للأسف.

■ كيف بدأ اهتمامك بالكتابة والأدب من الطفولة؟

-الاهتمام المبكر بدأ بالقراءة فى الروايات والقصص مع بداية مرحلة الدراسة الإعدادية.. وكان هذا يتحقق بشكل غير منظم، ثم بدأت محاولات الكتابة فى الخواطر والشعر، وعندما مررت بتجربة حب مبكر كتبت ما يشبه اليوميات عن هذه التجربة.. ولم يقرأ هذه اليوميات أحد غيري!، فيما بعد تنامى اهتمامى بالقراءة بالكتابة وأصبح أكثر تركيزا.

■ من أبرز الكتاب الذين أثروا فكريا عليك؟ وما أبرز الكتب التى شكلت وعيك فى مرحلة التكوين؟

- فى البداية كنت أقرأ قراءات تتحرك فى طيف واسع جدا.. روايات مترجمة، بوليسية ورومانتيكية ومغامرات، بجانب بعض القصص والروايات العربية، وكان هذا مرتبطا بالمتعة والخيال الذى كنت أحلق معه.. وكان تأثرى بهذه القراءات واضحا على مستوى الانفعالات والسفر فى عوالمها.. فى مرحلة الثانوية وما بعدها بدأت أميز بين أعمال الكتّاب الذين تأثرت بهم أكثر، وكان منهم نجيب محفوظ، يوسف إدريس، إحسان عبد القدوس، عبدالرحمن الشرقاوى، سعد مكاوى، محمود البدوى، وتيمور فى الرواية والقصة.. وفى الشعر محمود درويش، عبدالرحمن الأبنودى، صلاح جاهين، ومن الأعمال المترجمة لديستويفسكى، تولستوى، تشيخوف، إميل زولا، وبلزاك.. أتصور أن هؤلاء كان لهم تأثير واضح ومباشر فى تشكيل وعيى وتنميته بدرجات أكبر.. وسوف تتسع دائرة من تأثرت بهم فيما بعد.. وسوف تشمل عددا كبيرا من الكتاب والكاتبات والشعراء والشاعرات.. كما سوف تشمل كتابات أخرى خارج الأدب.

■ من أبرز الكتاب الذين تحرص على متابعة أعمالهم على الساحة الآن؟

- أنا أتابع عددا كبيرا من الكتاب والكاتبات بحكم عملى فى بعض لجان تحكيم جوائز الأدب.. وخارج الأعمال التى تقدم لهذه الجوائز هناك كتاب وكاتبات أحرص على قراءة كل جديد يصدر لهم ولهن.. وأرجو أن تسامحنى لعدم ذكر أسماء، لأننى لو نجحت فى أن أذكر كل الأسماء التى أتابع أعمالها (وهذا صعب فى الحقيقة) فلن أنجح فى ترتيب هذه الأسماء، والحرج قائم فى الحالتين.

■ ما رأيك فى مصطلح القراءة السريعة والذى انتشر بشكل كبير بين الشباب وكأنه موضة؟ وكيف ترى تأثر الأدب المصرى بالأدب الأجنبى عبر الأزمنة؟

- الشباب الآن يجد وسائل كثيرة للمعرفة خارج دائرة القراءة.. طبعا هناك شباب يقرأون.. ولكن الغالبية منهم، فيما أتصور، أصبحت أكثر اهتماما بما تتيحه لهم التكنولوجيا الحديثة من هوايات ومن تسلية، وأيضا من طرق جديدة للحصول على المعرفة.. المهم أن تظل هناك، فى هذا كله، اهتمامات جادة عند الشباب، بحيث لا ينقطعون عن مجريات التقدم، ولا عن البحث عن إجابات للأسئلة المتجددة التى يطرحها العالم الذى يعيشونه والمستقبل الذى يمضون إليه، والقراءة السريعة ليست عيبا، فلعلها تستدعى فى بعض مراحلها قراءة أخرى متأنية..

أما عن الشق الآخر من السؤال، فالأدب المصرى والعربى تأثر دائما، عبر التاريخ الطويل، بآداب الأمم الأخرى، وفى الوقت نفسه أثّر فى كثير من هذه الآداب.. التلاقح والتفاعل وتبادل التأثير والتأثر كلها سمات حاضرة فى تاريخ الآداب والفنون المتعددة بحكم أنها إبداعات إنسانية..

■ أمنية أدبية تتمنى أن تتحقق؟

- أتمنى أن تتزايد المساحات المخصصة للأدب والثقافة فى وسائل الإعلام المتعددة، الصحف والمجلات والإذاعة والتليفزيون، وأن يتنامى الاهتمام بنشر الثقافة فى كل ربوع مصر، خصوصا فى الريف والبادية، وأتمنى أن تقوى حركة ترجمة الأدب العربى إلى اللغات الأخرى بحيث يتبوأ أدباءنا وأديباتنا المكانة التى يستحقونها على خريطة الأدب العالمى، فالأدب المصرى والعربى فى الحقيقة فيه الكثير من المواهب الكبيرة التى تستحق أن تكون حاضرة على هذه الخريطة.

■ ما آخر أخبارك الأدبية فى هذه الفترة؟

- أنا أعمل كثيرا جدا وأجد وقتا قليلا لكتابة بعض المقالات، وأتمنى أن أتخفف إلى حدّ من المشاغل بحيث أجد وقتا لجمع مقالات كثيرة كتبتها ونشرتها خلال العقود الماضية، وتنظيمها ونشرها فى كتب.