رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

عين على الغرب| لينين فى باريس.. عندما كانت المدينة ملجأ للفنانين والمعارضين الروس

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نسلط فى هذا الباب الضوء على أبرز الإصدارات الحديثة فى الغرب، أو أبرز القضايا التى تدور في الأوساط الثقافية الغربية.. ماذا يقرأون.. أحدث الإصدارات؟ وأبرز القضايا التى تشغل الوسط الثقافي الغربى كتاب ونقاد.

لم تكن هذه هى المرة الأولى التى يحضر فيها لينين إلى باريس، فقد سبق وجاء فى عام ١٩٠٣ رفقة تلميذه ليون تروتسكى، لإلقاء محاضرة حول الإصلاح الزراعى فى روسيا فى أحد المعاهد الباريسية

فى هذه الأثناء بينما تدور الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ألقت الحروب العسكرية والنزاعات السياسية بظلالها على الأدب والثقافة ولا سيما بعد قرار إحدى الجامعات الإيطالية بمنع تدريس أدب الروائى الروسى الشهير، فيودور دوستويفسكى، الذى عانى هو الآخر اضطهادًا فى بلاده.

جامعة بيكوكا الإيطالية، تراجعت عن قرارها بمنع تدريس أدب صاحب » الجريمة والعقاب» لطلاب الجامعات بعد حالة من الغضب عبر مواقع التواصل الاجتماعى، شارك فيها المهتمون بالثقافة حول العالم ليس فى إيطاليا وحدها.

وفى الحلقة نترجم مقالًا نشر فى موقع » ليت هاب» الشهير المختص بالأدب والثقافة وعنوانه » لينين فى باريس: عندما كانت المدينة ملجأ للفنانين والمعارضين الروس» للكاتبة الشهيرة هيلين رابابورت، والذى تروى فيه كيف عاش لينين أحد الزعماء الروس فى باريس، يقرأ فى مكتباتها ويحاضر فى جامعاتها حتى عاد إلى روسيا مرة آخرى.

تبدأ «هيلين» مقالها قائلة:"اليرديناندو غاليانى الاقتصادى الإيطالى الشهيرـ والذى شغل منصب سكرتير سفير نابولى، قال ذات مرة إن باريس هى مقهى أوروبا، فى عام ١٧٥٠ عندما قال غاليانى هذه المقولة، لم تكن مقهى باريس مجرد مقاهى تقدم القهوة لمرتاديها، ولكنها كانت بمثابة نواد اجتماعية تجرى فيها مناقشات ثقافية وسياسية هامة.

فى عام ١٩٠٠ تحولت مقاهى باريس إلى أسطورة، مغناطيس ثقافى، يجذب المسافرين من الكتاب والفنانين والرسامين من جميع أنحاء أوروبا. أدت هذه المقاهى مهمة جديدة، إلا وهى تحولها لـملجأ - إن لم يكن موطنًا - للعديد من الفنانين والمعارضين السياسيين الذين اختاروا أو أجبروا على الفرار من روسيا، إذ غادر العديد من الثوار الروس بلادهم إلى باريس ومدن أوروبية أخرى بعد ثورة ١٩٠٥.

قبل نهاية ١٩٠٨، وبالتزامن مع سقوط «أوخرانا» أو الشرطة السياسية السرية الروسية، توافد إلى باريس العديد من الروس وعلى رأسهم اليهود الذين شن ضدهم حملات هجوم شرسة هناك. 

تصادف فى هذه الأثناء وصول الزعيم البلشفى فلاديمير لينين قادما من جنيف إلى باريس، واستقر بأحد أحيائها الهادئة مع عائلته لمدة زادت على ٣ سنوات. 

لم تكن هذه هى المرة الأولى التى يحضر فيها لينين إلى باريس، فقد سبق وجاء فى عام ١٩٠٣ رفقة تلميذه ليون تروتسكى، لإلقاء محاضرة حول الإصلاح الزراعى فى روسيا فى أحد المعاهد الباريسية، التى كانت بمثابة جامعة ماركسية غير رسمية يتردد عليها الاشتراكيون. 

لم تكن سنوات لينين الثلاث فى باريس من أجل الراحة، لكنها كانت من أجل العمل.

ورغم تلك حالة النشاط الفكرى التى كان يعيشها لينين فى باريس، لم يمنعه انشغاله بدراساته وأبحاثه من التنزه هنا وهناك، إذ كان كثيرًا ما يرى لينين خارج المكتبة الوطنية فى باريس، حيث كان يدرس ويقرأ ويكتب منشوراته وأبحاثه السياسية، وهو يعبر باريس على دراجته، أو يلعب الشطرنج فى مقهى ليون، أو يحتسى المشروبات ويقرأ الصحف الروسية فى أحد مقاهى مدينة مونبارناس. 

فى عام ١٩١٧، عاد لينين إلى روسيا وتبوأ مكانته بين البلاشفة للإطاحة بحكم القيصر الروسى نيقولا الثانى.