حذر برنامج الأغذية العالمى من أن ١٣ مليون يمنى قد يواجهون المجاعة بسبب الحرب التى أشعلتها ميليشيات الحوثى الإرهابية بانقلابها على السلطة الشرعية.
وقال المدير التنفيذى لبرنامج الأغذية العالمى ديفيد بيزلى فى مقابلة مع «أسوشيتدبرس»، إن اليمن فى وضع سييء للغاية. وأضاف: «نقوم بإطعام ١٣ مليون شخص فى بلد يبلغ عدد سكانه ٣٠ مليون نسمة، وأموالنا نفدت، ولفت إلى أن ٢٨٥ مليون شخص حول العالم يواجهون الآن خطر المجاعة، ما يجعل تلبية احتياجات اليمن أكثر صعوبة.
وقال: «لدينا الآن ضعف عدد الأشخاص الذين يعانون فى جميع أنحاء العالم. بالتالى، ماذا سأفعل لأطفال اليمن؟ هل أسرق من الأطفال فى إثيوبيا أو أفغانستان أو نيجيريا أو سوريا؟ هذا غير صائب».
وأوضح «بيزلي» أن وكالته اضطرت إلى خفض الحصص الغذائية إلى النصف لثمانية ملايين يمنى بسبب نقص التمويل. وقال: «ربما نقوم بتخفيضها إلى الصفر. ما الذى تعتقدون حدوثه؟ سيموت الناس. ستكون كارثة».
وقال برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة، إن حوالى ٨١١ مليون شخص ليس لديهم ما يكفى من الغذاء فى جميع أنحاء العالم، وتشير التقديرات إلى أن ٤٥ مليون شخص فى ٤٣ دولة معرضون لخطر المجاعة. ويشهد اليمن منذ ٧ سنوات حربا مدمرة تسببت بحسب الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية جارية فى العالم حالياً.
ويدور النزاع بين حكومة يساندها منذ ٢٠١٥ تحالف عسكرى تقوده السعودية، وبين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران ويسيطرون على مناطق واسعة فى شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء منذ بدء هجومهم فى ٢٠١٤.
وخلال ٧ سنوات، قتل فى النزاع عشرات آلاف الأشخاص معظمهم من المدنيين، حسب منظمات إنسانية، ويعيش أكثر من ثلاثة ملايين مدنى فى مخيمات مكتظة، فى إهمال وتجافى وصعوبات متزايدة. واصطدمت جهود السلام بتعنت الحوثيين المدعومين من إيران، حيث بقى اتفاق الرياض الذى وقعته الحكومة مع المجلس الانتقالى الجنوبى فى مكانه دون إحراز تقدّم عملى حتى الآن، مع زيادة حدة التوتر مع القوات الموالية للإسلاميين فى شبوة ووادى حضرموت، وتصاعد نشاط تنظيم القاعدة فيها. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة من المتوقع أن يصل عدد الجوعى فى اليمن إلى ١٦ مليون شخص هذا العام. ويُتوقع أن يعانى حوالى ٢.٣ مليون طفل تحت سن الخامسة فى اليمن من سوء التغذية الوخيم خلال العام الحالى. من بين هؤلاء الأطفال، ٤٠٠ ألف طفل قد يموتون إذا لم يتلقوا العلاج بصورة عاجلة. هذه الأرقام تشير إلى أعلى معدلات لسوء التغذية الحاد الوخيم فى اليمن منذ تصاعد الصراع عام ٢٠١٥.
وأكدت تقارير لمنظمات حقوقية أنه إلى جانب الخسائر العديدة التى خلفتها الحرب على مدى السنوات السبع الماضية، فإن المجاعة تثقل كاهل اليمن الذى مزقته الحرب، حيث أثر الصراع المستمر منذ ما يقرب من سبع سنوات بشكل سيئ على اقتصاد البلاد وأضعف نظام الرعاية الصحية الهش بالأصل.
ووصفت تقارير صحفية المجاعة فى اليمن بأنها ليست نتيجة مباشرة للحرب، بل هى سلاح حرب.
وحسب التقارير فإنه من المعترف به على نطاق واسع أن المجاعات ناتجة عن أفعال سياسية، تتراوح من الحرمان من الطعام، والسعى وراء أهداف سياسية واقتصادية وعسكرية إلى الإهمال، ووفقًا لبرنامج الغذاء العالمى، فإن عشرة من أكبر ١٣ أزمة غذائية فى العالم، بما فى ذلك بالطبع أفغانستان واليمن، ليست مدفوعة بالصراعات فحسب، بل هى نتاج تكتيكات الحرب المتعمدة التى تشمل الاقتصادات المعطلة والسكان الجوعى.
ونوهت التقارير إلى أن المجاعة فى كل من اليمن ليست فقط نتيجة لندرة الغذاء، بل هى بالأحرى نتيجة الضائقة المالية للأسر، فمنذ بداية الصراع فى اليمن، استخدم الحوثيون الجوع كسلاح حرب من خلال أفعال التكليف، كالهجمات على قطاع إنتاج الأغذية وعلى الأسواق، وإعاقة وصول المساعدات، والتوفير الانتقائى للمساعدات.
وأوضحت أنه تم الاعتراف بالصلة بين الحرب والجوع فى الواقع بشكل صريح مع صدور قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فى عام ٢٠١٨ الذى يحظر استخدام الجوع كسلاح حرب، وعلى الرغم من أنه من الواضح أن الجهات الفاعلة السياسية لم تتقبل مثل هذه التوصيات، فقد لعبت الأمم المتحدة مع ذلك دورًا أساسيًا فى تسليط ضوء مهم على هذا الاتجاه، لدرجة أن برنامج الغذاء العالمى منذ ذلك الحين عمل بجد لفهم الصلة بين الأمن الغذائى والصراع وكيف يمكن أن يساهم فى بناء السلام، وخلفت الحرب وعواقبها ملايين الأشخاص مشردين، فى معظم الحالات بلا مأوى وعرضة لأهواء أمراء الحرب المحليين والدوليين.