تحل اليوم الذكرى الـ113 على بناء السفينة الأشهر في التاريخ “تايتنك” حيث بدأ العمل فيها في مثل هذا اليوم 31 مارس من عام 1909، والسفينة الذي مر على بنائها أكثر من قرن، وما زالت بنفس الشهرة، والحديث عنها من وقت لآخر، حيث بنيت على أيدي أمهر المهندسين، وأكثرهم خبرة، واستخدم في بنائها أكثر أنواع التقنيات تقدمًا حينها، وهي باخرة ركاب إنجليزية عملاقة كانت مملوكة لشركة "وايت ستار لاين".
تم بناؤها في حوض هارلاند آند ولف لبناء السفن في بلفاست والتي تعرف الآن بـأيرلندا الشمالية، وكانت السفينة وقت بنائها تعتبر أكبر سفينة في العالم لنقل الركاب فبلغ وزنها 52310 أطنان، وبلغ طولها 882 قدمًا، وعرضها 92 قدمًا، وحملت السفينة أيضا كمية كبيرة من البضائع، وتم تخصيص 26800 قدم مكعب من المساحة في كعنابر لتخزين الطرود والرسائل والسبائك والعملات وغيرها من الأشياء الثمينة.
وكان يشرف على مكتب البريد في الطابق G البحر بمقدار خمسة كتاب بريديين الذين كانوا يعملون 13 ساعة في اليوم وسبعة أيام في الأسبوع يقومون بفرز ما يصل 60000 وحدات يوميا، وجلب ركاب السفينة معهم كمية كبيرة من الأمتعة واتخذت آخر 19455 قدم مكعب من المساحة لأمتعة الدرجة الأولى والدرجة الثانية وكمية كبيرة من البضائع العادية، بدءا من الأثاث والمواد الغذائية وحتى السيارات، وكانت تستخدم السفينة 415 ألف طن من الفحم بينما في ساوثامبتون يقومون بتوليد البخار ببساطة لتشغيل روافع البضائع، والحرارة والضوء وضمت السفينة على ظهرها نخبة من أثرياء إنجلترا وأمريكا.
وكان من ضمن هؤلاء الأثرياء بل أثراهم جميعا الكونيل جون جاكوب استور البالغ البالغ من العمر 47 عاما وهو حفيد عائلة استور الإنجليزية الشهيرة بتجارة الفراء ومثل جون بنشاطه التجاري الضخم امتدادا لهذه التجارة إلى جانب امتلاكه لعدد من الفنادق العالمية، من صمم السفينة وقام بتنفيذها قالوا إنها غير قابلة للغرق كغيرها من السفن، حيث تنفرد باحتوائها على قاعين يمتد أحدهما عبر الآخر كما يتكون الجزء السفلي من السفينة من 16 قسما لا يمكن أن ينفذ منها الماء وحتى لو غمرت المياه على سبيل الافتراض أحد هذه الأقسام فإنه يمكن لقائد السفينة وبمنتهى السهولة أن يحجز المياه داخل هذا الجزء بمفرده ويمنعها من غمر باقي الأجزاء.
ولكن في أول رحلة لها في 10 أبريل 1912 من لندن إلى نيويورك عبر المحيط الأطلسي وبعد أربعة أيام من انطلاقها في 14 أبريل 1912 اصطدمت الباخرة بجبل جليدي عند الموقع 41°44' شمالا و49°57' غربا قبل منتصف الليل بقليل، مما أدى إلى غرقها بالكامل بعد ساعتين وأربعين دقيقة من لحظة الاصطدام في الساعات الأولى ليوم 15 أبريل 1912.
كان على متن الباخرة 2،223 راكب، نجا منهم 706 أشخاص فيما لقي 1،517 شخص حتفهم وكان السبب الرئيسي لارتفاع عدد الضحايا يعود لعدم تزويد الباخرة بالعدد الكافي من قوارب النجاة للمسافرين الذين كانوا على متنها، حيث احتوت على قوارب نجاة تكفي لـ 1،187 شخص على الرغم من أن حمولتها القصوى تبلغ 3،547 شخص، وغرق عدد كبير من الرجال الذين كانوا على ظهر التيتانيك بسبب سياسة إعطاء الأولوية للنساء والأطفال في عملية الإنقاذ.