تعد سياحة الشعاب المرجانية في مصر هي الأكبر من نوعها على مستوى العالم، حيث حققت عائدات لمصر تقدر بنحو 7 مليارات دولار في عام 2019، قبل انتشار جائحة كورونا بحسب تقرير اللجنة رفيعة المستوى لاقتصاد المحيطات المستدام، الذي حذر من فقدان مصر لهذه الثروة العظمية، حيث يرى الخبراء أن التغيرات المناخية والتنمية السياحية غير المنظمة والتلوث الساحلي أبرز المشكلات لفقدان الشعاب المرجانية، وأوصوا بأن تكون على أولويات أجندة المؤتمر القادم بشرم الشيخ فى COP27 ، مطالبين بتشديد الرقابة على المنشآت الساحلية بالقرى الساحلية وأن تتم تحت إشراف وزارة البيئة.
ويقول الدكتور وحيد إمام، رئيس الاتحاد النوعي للبيئة، إن التغيرات المناخية تهدد الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم، حيث يؤدى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة معدلات التلوث إلى التأثير هيكل الكالسيوم الذى يتغذى عليه "الشعاب" المرجانية مما تصيب بابيضاض الشعاب المرجانية وفقدانها لألوانها.
ويضيف إمام في تصريحات لـ “البوابة نيوز”: زيادة الاحتباس الحرارى العالمي عند 1.5 درجة مئوية سيعمل على تنخفض الشعاب المرجانية بنسبة 70-90% أخرى بحلول نهاية هذا القرن، مع حدوث خسائر تزداد إلى 99% عند ارتفاع درجة حرارة الأرض بواقع درجتين مئويتين، وهنا لابد من التحرك العالمى للإجراءات التكيف المناخى ويجب أن تكون حماية التنوع البيولوجى على أجندة المؤتمر cop27.
وبحسب تقرير وزارة البيئة حول استراتيجية التنوع البيولوجي لعام 2016؛ التهديدات الرئيسية للنظم الإيكولوجية البحرية هي السياحة غير المنظمة، واستغلال الموارد البحرية، والصيد الجائر، وصيد الأسماك في المناطق المحظورة والتلوث الساحلي أبرز المشكلات التى تواجه الشعاب المرجانية.
الجدير بالذكر ان الشعاب المرجانية في البحر الأحمر تغطي نحو 400 كيلومتر مربع قبالة سواحلنا الشرقية، وهي موطن لأكثر من 200 نوع من الشعاب المرجانية الصلبة. إنها إحدى العجائب الطبيعية ومفتاح للتنوع البيولوجي ولصناعة السياحة لدينا. ولكن في السنوات الأخيرة، تعرضت هذه النظم البيئية البحرية الحساسة لضغوط تغير المناخ المتفاقمة بسبب التنمية الساحلية غير المنظمة، والنشاط السياحي، والصيد الجائر.
ومن جهته يقول الدكتور محمد كامل، خبير الرصد البيئي بجامعة عين شمس: الشعاب المرجانية ثروة هائلة ولها مردود على الدخل القومي في السياحة ويجب اتخاذ كل السبل للحفاظ عليها ومن أبرزها تقليل معدلات التلوث الساحلي سواء ملوثات مصانع أو تسرب غازات.
ويضيف كامل لـ"البوابة نيوز": يجب الالتزام بتطبيق التنمية الساحلية المنتظمة تحت إشراف من وزارة البيئة فبسبب التغيرات المناخية وزيادة المد والجزر تؤدى لفقدان "المشيات الثابتة" والتي يكون تأثيرها أقل على الاحتكاك بالشعاب المرجانية ولكن مؤخرًا لجأت القرى السياحية لمد المشيات المتحركة بأعماق طويلة فى الشواطئ ما يؤثر على الاصطدام بالشعاب المرجانية وفقدان أجزاء كبيره منها بشكل مستمر.
كما تظهر الخطورة في فقدان الشعاب المرجانية لدينا حيث انخفض الغطاء المرجاني الصلب بنسبة 13.6% في المتوسط بين عامي 2005 و2019 في المواقع العشرة الأكثر تضررا، وفقا لتقرير صادر عن الشبكة العالمية لرصد الشعاب المرجانية ومن الصعب تقييم صحة الشعاب المرجانية بدقة بسبب عدم وجود بيانات أساسية جمعت قبل عمليات التطوير العمراني الضخمة، مما يعني أن الباحثين يجب أن يعتمدوا على التقديرات، وفقًا لتصريحات للدكتور محمود حنفي، أستاذ الأحياء البحرية بجامعة قناة السويس والمستشار العلمي لجمعية حماية البيئة والإنقاذ بالغردقة.
ويبقى السيناريو الأسوأ أن تخسر مصر نحو 5.6 مليار دولار من 7 مليارات دولار تولدها من سياحة الشعاب المرجانية سنويا بحلول نهاية القرن.
وستشكل الخسائر بهذا الحجم ضربة كبيرة للناتج المحلي الإجمالي للبلاد، إذ تم ربط 3.5% منها بالسياحة المرتبطة بالشعاب المرجانية، ووفقا لتقرير الشبكة العالمية لرصد الشعاب المرجانية.