دموع المصريين كثرت هذه الأيام، وتبحث عمن يجففها، وآخرها خروج مصر من تصفيات كأس العالم بالهزيمة أما السنغال في مباراة العاصمة داكار، بعد إهدار ضربات الترجيح، وشاركت دوع الجزائزيين المصريين في أحزانهم، بهدف الضربة القاضية في الدققية 124، وقبل صافرة النهاية بـ43 ثانية.
ولكن السؤال المهم، من يجفف دموع أهل مصر والجزائر، بعد بناء قصور من الأحلام لمئات الملايين في البلدين، لينزلا معا من على سلم الطائرة المتجهة لكأس العالم في الدوحة، ليبقيا في مدرجات المتفرجين، وهم يجففون دموعهم التي انهمرت على الوجدان، وسادت حالة صمت الحزن في شوارع المدن والقرى، وفي البيوت، والنوادي، والكل يمصمص شفاة، وداخل حلوقهم كلمات الحزن والغضب، وفي قلوبهم نار لا تطفئها كل مياه العالم.
دموع المصريين ليست سهلة وثمنها ليس أسهل، فقد راهنت جماهير شعب مصر على الدخول في ماراثون كأس العالم 2022، ووضعوا كل آمالهم في فريق المنتخب الوطني، وحبس الجميع أنفاسهم لمدة 150 دقيقة على أمل الصعود لأهم بطولة كرة قدم في العالم، ورسم كل مشجع خارطة للفوز، والصعود، ووضع كل منهم جدولا لتشجيع المنتخب.
ولكن لا تأتي دائما الرياح بما تشتهي السفن، فقد ضاعت كل الآمال بسبب أداء يراه البعض سيئا، وإهدار أهداف، ستصبح الأسوأ في تاريخ من أهدرها، وهناك من يرى في أداء محمد صلاح رغم ما تعرض له من ضغوط، أنه الأسوأ، مع فجوة كبيرة بين أداءه في مبارياته الإحترافية، وبين ما يقدمه في مبارياته مع المنتخب الوطني، ويضع نفسه والخوف عليها في المقام الأول.
وفي ملف دموع المصريين يأتي دور "كارلوس كيروش " كمدرب للفريق الوطني، والذي يتهمه بعض المتخصصين بأنه أتى بتشكيل قد لا يتوافق مع حجم مباراة فاصلة، ومع فريق (السنغال" الذي يعتبر الأهم في إفريقيا.
وتتفرق دموع المصريين بين القبائل، فقد جاء التحكيم ظالما من جانب الحكم الكروي الجزائري "مصطفي غربال"، والذي لم ينحاز للحق قي كثير من التفاصيل، وتغاضى عن تدخلات عنيفة كثيرة، وأعطى بطاقات صفراء، ليست في محلها، للفريقين، وهو ما يضعه المتابعون للشأن الكروي، أمر شديد القلق من الحكم الجزائري خلال المباراة...ومازالت المسؤوليات تتوالى على من أدمع عيون المصريين، وأجهش البعض منهم بالبكاء.
ومصر ومصريوها يستحقون الأفضل دائما، ولكن يبدوا أن أحدا لم يلتفت لذلك، ولا نريد القسوة في الأحكام على كل الأطراف، وعلى فريق حتما واجه الكثير من الضغوط، منها ما فعلته الجماهير السنغالية لدعم منتخب بلادها بالطرق المشروعة وغير المشروعة للانتصار على مصر، باللجوء إلى أشعة الليزر وتوجيهها على أعين لاعبي مصر أثناء تنفيذ ركلات الترجيح وخلال المباراة، وعلى الخصوص لوجه النجم محمد صلاح أثناء تقدمه لتسديد الركلة الأولى والأهم دائما في ماراثون ضربات الترجيح، لتغطي وجه أشعة اليزر وبكثافة، بالرغم من الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحادات القارية تمنع السماح للمشجعين بدخول ملاعب كرة القدم وهم يحملون أقلام الليزر، مما يراه البعض بأن ذلك تسبب في ارتباكه في الإهدار بتصويب وصفه البعض بأن الأسوأ لصلاح بالرغم من أنه متخصص في ركلات الجزاء في مختلف مبارياته.
ولكن قد يرد البعض هنا بأن مثل هذا الأمور متوقعة في كل المبارايات الحاسمة مثل مباراة "مصر والسنغال"، بل حدث مثل هذا في مباراة استاد القاهرة بين الفريقين، ولابد من توقع مثل هذه الأمور، بما فيها إلقاء زجاجات المياه.
ويبقى على الوجه الآخر في قلب العاصمة الجزائرية، وبعد احتفالات تم إطلاقها للتأهل لكاأس العالم بالدوحة، تأتي الأحداث أسرع لينفذ الفريق الكاميروني إلى شباك الفريق الجزائري قبل نهاية المبارة بـ43 ثانية، مسجلا هدف التأهل لصالحه، على حساب الفريق الجزائري، والمؤكد أنه الأكثر أداءً والأفضل.
وتنتهي المباراتان بحالة من الوداع الحزين لجماهير فريقين من أهم فرق القارة السمراء من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022 بالدوحة، وسط حالة من الغضب، ودموع ليست سهلة من شباب وفتيات، وكبار وصغار، وحتما هناك ما يستحق لتجفيف هذه الدموع.
وإن كان دائما قاعدة تقول أن من صعد هو الأفضل، في ظل تفسير أكثر تشاؤما، بأن غير المتأهل ونحن منهم، كانوا سيكون في إختبار لا يمكن إدراك تبعاته، إذا ما دخلوا للمنافسة في كاس العالم المرتقب.
وستبقى سنة 2022 هي سنة أكثر من كبيسة على جمهور مصر والجزائر ومنتخبيهما الوطنيين.