في إطار توطيد العلاقات المصرية الخارجية، وخاصةً العربية وتعزيز سبل التعاون بينهم وبحث ومنافشة الملفات ذات الاهتمام المشترك، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان بقصر الاتحادية، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيز دعمها وتطويرها، بما يخدم شعبي البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
تأتي الزيارة في إطار تطوير التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين، وحرص السودان على توفير المناخ الداعم لذلك في مختلف المجالات التنموية الاستراتيجية، فضلًا عن تعويل السودان على الدور المصري الداعم للجهود السودانية الجارية لإسقاط وإعادة جدولة الديون الخارجية عليها، وكذلك الاستفادة من نقل التجربة المصرية الملهمة في الإصلاح الاقتصادي وتدريب الكوادر السودانية والمساعدة على مواجهة التحديات في هذا الصدد.
خلال هذه الزيارة، تحرص مصر على دفع التعاون الثنائي في مختلف المجالات مع السودان الشقيق، خاصةً ما يتعلق بتنفيذ مشروعي الربط الكهربائي وربط السكك الحديدية، وتعزيز المناخ المواتي لإقامة المشروعات الاستثمارية المشتركة سواء الصناعية أو الزراعية، فضلًا عن دفع العلاقات التجارية والاقتصادية بالبلدين، إلى جانب تفعيل أنشطة اللجان الفنية المشتركة بين مصر والسودان، وكذا تفعيل مذكرات التفاهم والبروتوكولات المُبرمة بين البلدين، أخذا في الاعتبار شمول تلك الاتفاقيات شتى جوانب التعاون الثنائي.
سد النهضة
يتم خلال هذه الزيارة أيضًا مناقشة آخر المستجدات فيما يتعلق بمفاوضات سد النهضة والتوافق حول التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم ومتوازن حول ملء وتشغيل سد النهضة، مع التأكيد على أهمية تعزيز التعاون بين دول حوض النيل بغرض تحقيق الاستخدام المستدام للموارد المائية في نهر النيل، على النحو الذي من شأنه أن يحقق المصالح المشتركة لشعوب كال الدول وتجنب الإضرار بأي طرف.
زيارة وزير خارجية قطر ورئيس المجلس الرئاسي الليبي
خلال هذا الأسبوع أيضًا، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس، وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، حيث أعرب الرئيس السيسي عن تقديره للتقدم الملموس في مسار العلاقات المصرية القطرية، الذي من شأنه أن يخدم أهداف ومصالح الدولتين والشعبين، ويعزز جهود الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة العربية، وتناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، كما تم استعراض آخر تطورات الأوضاع الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأكد الرئيس السيسي، ارتباط أمن الخليج بالأمن القومى المصري، مشيدًا بالدور المهم الذي تقوم به قطر في مواجهة التحديات التي تواجه الأمة العربية، كما ثمن وزير الخارجية القطرى دور مصر المحوري بالمنطقة، بوصفها ركيزة أساسية لأمن واستقرار الوطن العربى، مشيدا بحرص مصر على تعزيز التضامن بين الدول العربية، والدفع قدما بالعمل العربى المشترك.
كما أكد الرئيس السيسي، دعم مصر لكل ما من شأنه تحقيق المصلحة العليا لـ«ليبيا الشقيقة» والحفاظ على وحدة أراضيها وتفعيل الإرادة الحرة للشعب الليبى، وذلك فى إطار المبدأ المصري الثابت الداعم لاضطلاع مؤسسات الدولة الليبية بمسئولياتها ودورها وصولا إلى عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا، وإنهاء المرحلة الانتقالية، وبما يتيح للشعب الليبى الشقيق المجال لتقرير مصيره واختيار قياداته وممثليه.
زيارة رئيس جمهورية رواندا
وخلال هذا الأسبوع أيضا، استقبل الرئيس السيسي، الرئيس بول كاجامي رئيس جمهورية رواندا، حيث تم عقد مباحثات مثمرة بين الرئيسين لمواصلة تعميق الشراكة بين البلدين، وتم توقيع عدد من مذكرات التفاهم للتعاون المشترك في مجالات تكنولوجيا المعلومات والبريد والتدريب الدبلوماسي والشباب والرياضة والمتاحف، وتحدث الرئيس السيسي أيضًا عن قمة المناخ الـ 27، التي من المقرر أن تستضيفها مصر في شهر نوفمبر المقبل، مؤكدًا على حرص مصر على التعبير خلال رئاسة هذه القمة على تطلعات القارة الإفريقية، معبرًا عن أمله في أن يصدر عن هذه القمة نتائج تنفيذية ملموسة تحقق نقلة نوعية للقارة الإفريقية في هذا الملف.
زيارة هامة
وبدوره، يقول السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني لمصر اليوم هامة جدًا وفي توقيت دقيق، حيث أنه خلال هذه الزيارة سيتم التركيز على الأوضاع السياسية والاقتصادية وتعزيز التعاون بها بين البلدين، مشيرًا إلى أنه يتم مناقشة احتمالية ربط كهربائي بين إثيوبيا والسودان لتوظيف سد النهضة.
ويواصل «هريدي»، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن الموضوعات التي يتم مناقشتها غاية في الأهمية، ويتم التباحث بين الرئيس السيسي والبرهان بما يحقق زيادة التعاون بين البلدين والعمل على دعم وتعزيز العلاقات بينهم في المجالات المختلفة خلال الفترة المقبلة، وتوحيد الموقف وتبادل الرؤى فيما يخص ملف سد النهضة.
كما يوضح السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، أن زيارة رئيس المجلس السوادني اليوم لمصر هامة جدًا، وخاصةً من ناحية استقرار السودان حيث أنها عانت خلال الفترة الأخيرة من الاضطرابات والتهديدات السياسية والاقتصادية، فإن زيارة مصر يجب أن تكون نقطة تحول في المسار السياسي السوداني، فهي بعيدة تمامًا عن الاستقرار، بما يشكل خطر كبير على السودان والمنطقة وتتأثر مصر بهذه التهديدات أيضًا.
ويؤكد «العرابي»، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن مصر تتمتع بالمكان الاستراتيجي المميز، وبالتالي فهي تسعى لتعزيز العلاقات مع الدول الأفريقية والخليجية أيضًا واستمرارها من أجل توحيد الرؤى والأفكار العربية والأفريقية في الملفات والقضايا المشتركة لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، وهو ما تقوم به مصر خلال الفترة الراهنة من خلال هذه الزيارات الرسمية المتبادلة.
