السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

اقتصاد

"شوف اللي مش متشاف".. استمرار التوعية بأهمية الكشف المبكر لمرضى المايلوما

المايلوما المتعددة
المايلوما المتعددة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شهر مارس من كل عام هو الشهر العالمي للتوعية بالمايلوما المتعددة ولذلك فهو فرصة ذهبية لنشر الوعي المجتمعي بتلك الأورام غير المرئية وتسليط الضوء علي أهمية الفحوصات الطبية اللازمة والتشخيص الدقيق لها، إذ تمثل نسبة الإصابة بأورام الدم 10%؜ من نسبة الإصابة بكافة أنواع السرطان عالمياً ولذلك كثفت جونسون آند جونسون العالمية جهودها التوعوية المستمرة بتلك الأمراض تحت مسمي "شوف اللي مش متشاف".

وليظهر لنا الأهمية الكبيرة لرفع التوعية المجتمعية بأورام الدم وأعراضها، علينا أن نعرف أن نسبة كبيرة من المرضي يكتشفون إصابتهم بأورام الدم بالصدفة وفي مراحل متأخرة، فأعراض أورام الدم متعددة ومختلفة ولكنها تظهر بفحص صورة الدم، ونسبة كبيرة يتم اكتشافها نتيجة وجود تضخم في الطحال أو تضخم في الغدد الليمفاوية، كما أن هناك نسبة من المرضي يعانون من أنيميا مزمنة، أو نقص في الصفائح الدموية، أو ضعف في المناعة، حيث تكون الأعراض المصاحبة لأورام الدم متعددة وكثيرة.

كذلك هنالك مجموعة من المرضى يظهر المرض عليهم في شكل ارتفاع في درجة الحرارة خاصة في المساء، ويصاحب ذلك تعرق أو إحساس بالإجهاد أو الوهن الشديد، ولذلك فبعكس السرطانات الصلبة لا يتم اكتشاف أورام الدم مبكراً ولذلك تسعي هذه الحمله لتسليط الضوء علي الأعراض المبدأية البسيطة لمساعدة المرضي علي الاكتشاف المبكر للمرض.

الدكتورة ابتسام سعد الدين

وفي هذا السياق، قالت الدكتورة ابتسام سعد الدين، أستاذ الأورام وأمراض الدم بكلية الطب جامعة القاهرة، تشمل أورام الدم مجموعة كبيرة من الأورام المختلفة كالأورام الحادة والأورام المزمنة الليمفاوية والمايلوما المتعددة حسب نوع الخلية الأصلي، ويصيب كل نوع مرحلة مختلفة من العمر حيث تصيب الأورام الليمفاوية الحادة الأطفال وصغار السن بينما تكون الإصابات بأورام الدم المزمنة في الشريحة العمرية الأكبر سنًا وتلعب المواصفات أو الخريطة الجينية دوراً كبيراً في تحديد العلاج المناسب والذي قد يختلف من مريض لآخر حتى في المرضى المصابين بنفس الورم.

وأضافت، أن الفترة الأخيرة قد شهدت طفرة كبيرة في علاج أورام الدم وذلك باكتشاف مجموعة كبيرة من الأدوية الحديثة التي تحدد بدقة العلاج الأمثل للمريض طبقاً لخريطته الجينية مما أدى لحدوث تحسن كبير في نسب السيطره علي المرض والذي ساعد المريض علي ممارسة عمله وأنشطته اليومية بدون المعاناة من الآثار الجانبية الشديدة للعلاج الكيميائي والأساليب التقليدية، حيث أن العديد من العلاجات الحديثة تأتي في صورة أقراص وبالتالي فلن يحتاج المريض إلي لذهاب للمستشفى لتلقي العلاج.

وبوجه عام فإن أهم نصيحة للمريض أن يتوجه للطبيب  في حال شعوره بأعراض لم تكن موجودة من قبل مثل الإرهاق السريع أو النهجان أو فقدان الوزن الغير مبرر أو ارتفاع مستمر في درجة الحرارة لأنه كلما تم التشخيص مبكراً كلما زادت فرصة السيطرة علي المرض.

الدكتور محمد عثمان عزازي المسيري

ومن جانبه أوضح الدكتور محمد عثمان عزازي المسيري، رئيس قسم أمراض الدم وزرع النخاع بكلية الطب جامعة عين شمس، أن اللوكيميا الليمفاوية المزمنة هي عبارة عن خلل جيني يؤدى إلى الإصابة بتغيرات في نمو الخلايا على مستوى معين مما يؤدى إلى فرط إنتاج هذه الخلية، ويصاحبه الكثير من الأعراض على رأسها بعض التضخمات في الغدد اللمفاوية والطحال، وتكسر في الدم، أنيميا، وفي كثير من الأحيان يمر هذا المرض ويكتشف بالصدفة لدى كبار السن عند عمل بعض التحاليل مثل صورة الدم أو يكتشف قبل التدخلات الجراحية، ومما لا شك فيه أن التقدم في فهم اللوكيميا الليمفاوية المزمنة يمثل طفرة كبيرة حيث أصبح بإمكان الطبيب عمل تحليل الجينات أو ما يسمي بفقد الجين، وهذا له أثر كبير في تحديد نوع العلاج، كذلك يوجد ما يسمى باختبار الأجسام المناعية للسلسلة الثقيلة، وهو الاختبار يعطي الطبيب فكرة عن مدى تطور المرض، بالإضافة إلى الطريقه المناسبة لعلاج المريض، مما انعكس على تناقص في عدد الوفيات بين المرضى، وفي الحقيقة لابد وأن يكون دور الرعاية الصحية في توفير احدث العلاجات ليس فقط من أولويات الدولة، ولكنه يمتد لكل العاملين بالقطاع الطبي الخاص أو المؤسسات العلاجية أو التأمين الصحي وغيرها، وهو ما يجب أن ينظر إليه علي أساس أنه استثمار يعود بالنفع علي اقتصاد الدول حيث ينعكس بصورة إيجابية ليس فقط على صعيد التوفير المادي ولكنه ينعكس على تطور الخدمات وتحسين نسب نجاح العلاج الدوائي وسرعته، فالرعاية الصحية المواكبة للتطورات الطبية تحسن جودة حياة المرضى وتساعدهم على السيطره علي المرض وتحسن من إنتاجيتهم.

ولفت المسيري إلى أن جونسون آند جونسون العالمية ترعي تحليل مرض اللوكيميا الليمفاوية مجاناً نظراً لتكلفته العالية مما ينعكس على تقليل العبء المالي ليس فقط على المرضى وإنما أيضاً على الدولة.

وفي سياق متصل يقول الدكتور أشرف الغندور، أستاذ أمراض الدم كلية طب الإسكندرية، أن مرض المايلوما المتعددة هو تحور وزيادة في إنتاج خلايا البلازما في النخاع العظمي، مما ينتج عنه في معظم الحالات إنتاج بروتين في الدم، وقد يؤدي إلى العديد من الأعراض في حالة تأخر التشخيص مثل تآكل في العظام، وخصوصاً منطقة الحوض والفقرات، كما قد يؤدي إلى إصابة الكلى وزيادة وظائفها وحدوث أنيميا حادة، كلما كان تشخيص المرض مبكراً كلما قلل ذلك من مضاعفاته، ويتم تشخيص المرض من خلال دكتور المخ والأعصاب أو الباطني أو العظام ليتم تحويله مبكراً للمتخصص، فالتشخيص المبكر يمنح المريض فرصه لعيش حياة طبيعية دون التأثير على نمط حياته، وقد ظهرت المايلوما المتعددة في أوائل التسعينات وحتى عام 2005 لم يكن هناك إلا العلاج الكيماوي ولكن العلاج تطور كثيرًا فبعد العلاج الموجه ظهر مؤخرًا علاج موجه لخلايا المايلوما فقط دون التأثير علي الخلايا الأخرى، مما رفع من كفاءة الاستجابة للعلاج وهو من أحدث ما اكتشف العلم.

الدكتورة هبة حسين

ومن جانبها صرحت الدكتورة هبة حسين، المدير الاقليمي للشؤون الطبية جانسن بمصر وشمال شرق أفريقيا، أشعر بالفخر الشديد بالدور الفعال الذي تلعبه جانسن مصر في رفع الوعي بأمراض الدم السرطانية، خاصة وأن أمراض الدم ذات طبيعة خاصة فهي تتطلب الكثير من الاهتمام والتوعية ، لذا تحرص جانسن مصر على بذل قصارى جهدها من أجل رفع مستوي الوعي ونشر المعلومات الصحيحة من خلال الأطباء المتخصصين بسرطانات الدم وأمراض الدم المتعددة، فتلك الأمراض شديدة الخطورة وتفقدنا الكثير من الموارد البشرية اذا لم يتم علاجها بشكل صحيح ولفترة كافية طبقا للبروتوكولات العالمية، وإيماناً من جانسن مصر بحق المريض المصري في تلقى الرعاية الصحية المطلوبة، قامت برعاية حملة توعوية ممتدة مع الجمعية المصرية لدعم مرضي السرطان الدم لنشر الوعي بمرض المايلوما المتعددة و كيفية التعايش معه، كما أن التطور الكبير في علم الجينات هو أيضًا مدعاة جديدة للتفاؤل خصوصًا مع ظهور ما يعرف بالطب الدقيق ووجود تحاليل باثولوجية دقيقة لتشخيص الطفرات الجينية لدى بعض المرضى، ويعد هذا تطور هام حيث يتيح للعلاج أن يأتي بنتائج أفضل نظراً لدقة رصد المرض.

وأشادت حسين، بزيادة الاهتمام من قبل الدولة المصرية بصحة المريض المصري ووضع ملف الصحة علي رأس أولوياتها باعتبارها ثروة قومية.