أيام معدودة ويبدأ شهر رمضان المبارك الذى ينتظره الجميع بشغف كل عام، لكنه يأتى هذا العام مختلفًا بعد ارتفاع أسعار السلع، حيث ارتفعت أسعار ياميش رمضان والتى تعد عادة من العادات المصرية المتعلقة بهذا الشهر الكريم، حيث اعتاد الجميع على الاستعداد لرمضان بالتسوق وشراء كل مستلزمات المنزل من ياميش ولحوم وسلع وبلح ومكسرات وتوابل، بعد أن امتلأت بها المحلات وافترشت بها فى الشوارع.
وبسبب ارتفاع الأسعار فلم يعد إقبال المواطنين على ياميش رمضان مثله مثل السنوات السابقة، بعد أن تضاعفت الأسعار ولم تصبح فى متناول البسطاء، وأصبح المواطنون مضطرين إلى شراء كميات قليلة فقط من احتياجاتهم من الياميش لتقضى حاجتهم فى رمضان، كذلك استغنوا عن بعض السلع الأخرى باهظة الثمن.
ومن ناحية أخرى يعيش أصحاب وعمال محلات العطارة والياميش حالة من الحزن لما آلت إليه الأمور بعد أن استعدوا لاستقبال هذا الشهر الكريم الذي يعد موسم رزق وفير للعطارين، ينتظرونه من العام للعام، ويستعدون له.
يقول محمد الهاشم أحد تجار العطارة والياميش بمنطقة الساحل بالقاهرة، إن السبب فى ارتفاع الأسعار يعود إلى جشع بعض التجار، مؤكدًا أن الياميش أصبح حلم للمواطنين بعد أن تم حجب أنواع معينة من البضائع بجانب زيادات كبيرة في الأسعار مقارنة بالأعوام الماضية، ولا بد من الرقابة على الأسواق لمحاربة هؤلاء التجار من غلاء الأسعار بصورة.
وأضاف أن جميع أنواع البقوليات والأرز والبلح يتم زراعتها في مصر ولا نقوم بإستيرادها بالعملة الأجنبية فلماذا ترتفع أسعارها في الوقت الحالي.
ويتابع، أن الإقبال على التوابل وياميش رمضان يبدأ قبل حلول الشهر الكريم بعدة بأسابيع ويستمر حتى انتهاء الشهر، إذ تشتري الزبائن كميات كبيرة قبل رمضان لتخزينها حتى تكفي احتياجاتهم طوال الشهر، فيه ناس بتنزل تشتري التوابل وياميش رمضان وفي ناس بتنزل تسأل على الأسعار.
ويواصل، يعد شهر رمضان المبارك موسم سنوي ينتظرونه كل عام، موضحًا أنهم يجهزوا بضاعتهم منذ أواخر شهر رجب، “ننسق مع التجار من بدري وخاصة الحاجات اللي بستوردها زي المشمشية والفسدق واللوز وعين الجمل علشان نلحق نوزعها على تجار المحلات”.
وعن الأسعار يقول تتراوح أسعار لفة قمر الدين ما بين 22 إلى 75 جنيها للمستورد، والتمر بالمكسرت وزن 200 جرام بسعر 24 جنيه، بينما التمر السادة وزن كيلو 26 جنيه، وكيلو زبيب أسود 50 جنيها، والمشمشية تتراوح أسعارها ما بين السوري والتركي من 60 إلى 100 جنيه.
أما بالنسبة للبلح فالشامية يتراوح ما بين 5 إلى 9 جنيهات، والابريمي من 14 إلى 24 جنيها، أما المركابي يتراوح سعره من 7 إلى 17 جنيها.
ويقول عبدالعزيز محمد أحد البائعين بمحلات العطارة، أن شهر رمضان يعد موسم بالنسبة له ينتظره من عام لآخر، لافتا إلى أن هذا العام يشهد إقبال ضعيف للغاية على ياميش رمضان مقارنة بالعام الماضي.
وتابع: “نقوم بتجهيز البضاعة قبل شهر رمضان بأسابيع حتي انتهاء الشهر الكريم، ولكن غلاء الأسعار جعل البعض يعزف عن شراء الياميش المستورد ويتجه إلى شراء المنتجات المحلية التي يعد البلح والعصائر من أبرزها”، موضحًا أن العديد من أصناف السلع ارتفعت أسعارها قليلا ورغم ذلك هناك اتجاه لدى التجار بالتخفيض لتشجيع المستهلك على الشراء "عشان البضاعة ما تفسدش قبل انتهاء الشهر".
وأشار إلى أن التجار قد يبذلون محاولات كبيرة لتصريف منتجاتهم خاصة سريعة التلف خشية تعرضهم للخسائر وعدم قدرتهم على سداد ماعليهم من أقساط للموردين تمثل قيمة هذه البضائع التى جلبوها لبيعها فى هذا الموسم.
ويختتم كلامه، نلجأ إلى تقديم الأوزان الخفيفة كالربع كيلو والثمن كيلو للتيسير على المواطنين وتسهيل الشراء.
وعن أراء المواطنين فى أسعار الياميش اختلفت آرائهم بين منتقدا لارتفاع الأسعار وبين من رأى أنه موسم مرة واحدة فى العام والانسان يمكنه أن يشترى من الياميش والمكسرات بكميات قليلة.
ويقول مختار فوزي أحد المواطنين، قد نستغني هذا الشهر عن الياميش نظرًا لأسعاره المرتفعة جدا هذا العام أما البلح والتمور والعصائر لا نستطيع التخلي عنها، فبعد سماع أذان المغرب نسرع لتناول البلح والعصائر والماء.
بينما قررت بعض الأسر المصرية الاكتفاء بشراء أنواع معينة من الياميش، وبعضها قرر الاكتفاء بكميات أقل، بسبب ارتفاع الأسعار.
وتقول أية مصطفى، قمنا بشراء الياميش بكميات أقل من التي اعتدنا على شرائها كل عام، "الأسعار غالية بس مقدرش مشتريش عشان رمضان مينفعش من غير ياميش".
وتوضح، كنا كل عام نقوم بشراء كيلو من كل صنف من المكسرات، ولكننا مع زيادة الأسعار، قررنا الاكتفاء بشراء نصف كيلو من بعض الأصناف، مع الاكتفاء بربع كيلو من الأصناف الأخرى، وإذا احتجنا كميات أخرى سنقوم بشرائها بعد ذللك.
وقال محمود باسم، أحد المواطنين، أن إرتفاع أسعار الياميش هذا العام فى ظل إرتفاع أسعار الكثير من المواد الغذائية، ستضطره إلى شراء نصف الكمية من الياميش التى كان يشتريها كل عام.
وأضاف أنه اعتاد شراء كميات كبيرة لتوزيعها على أقاربه وأصدقائه وجيرانه لكن مع غلاء الأسعار فإنه بالكاد يستطيع توفير ما تحتاجه أسرته فقط.
من جانبه، قالت نهي عمران، أن شراء المكسرات عادة رمضانية اعتدنا عليها منذ طفولتنا، مشيرة إلى أن الأسعار ارتفعت هذا العام فى الأسواق بنسبة قد تصل إلى الضعف مقارنة بالعام الماضي، وأكدت أن نفس الكمية التى قمت بشرائها العام الماضي بمبلغ 1500 جنيه، بلغت تكلفتها هذا العام 2700 جنيه.