ما زال محصول القمح يسبب أزمة عالمية كبيرة بسبب ارتفاع أسعاره على إثر الحرب الروسية الأوكرانية، فيما تؤكد الحكومة أننا في مأمن حتى الآن، حيث قال السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إن مصر تمتلك احتياطيًا من القمح يكفي لمدة 4 أشهر،، مؤكدًا أن الموسم المحلي هذا العام في أفضل حالاته.
وأضاف القصير، أن الظروف المناخية جيدة جدًا، قائلًا إن الحصاد قد يتأخر أسبوع أو أسبوعين؛ حتى تنضج حبة القمح بصورة جيدة.
وأشار إلى زراعة 3 ملايين و650 ألف فدان بمحصول القمح، الأمر الذي يتيح إنتاجية بمقدار 10 ملايين طن، متوقعًا أن تستلم الوزارة ما بين 5 إلى 6 ملايين طن قمح من المزارعين والفلاحين هذا العام.
وذكر وزير الزراعة، أن السعة التخزينية والمشروع القومي للصوامع، تسمح بتخزين الكميات المذكورة، منوهًا إلى الوضع الذي شهدته الدولة في عام 2014، وتخزين القمح في شون ترابية تهدر 20% من القمح وتؤدي إلى جودة أقل.
ولفت إلى أن السعة التخزينية ارتفعت من مليون ونصف المليون طن في عام 2014، إلى ما يزيد عن 5.5 مليون طن، مشيدًا بدور المشروعات القومية خلال الفترة الماضية، وجهود الدولة المبذولة لاستيعاب الزيادات في الإنتاج.
وأوضح أن الدولة كانت سباقة في إدارة الأزمة الروسية الأوكرانية، مستشهدًا بتقديم تيسيرات للفلاح تشمل زيادة سعر توريد القمح بـ100 جنيه، والحافز الاستثنائي الذي وجه به الرئيس السيسي بمقدار 65 جنيهًا، وإقامة نقاط الاستلام قريبة من مواقع الفلاحين.
واستطرد: "هناك أكثر من 400 نقطة لاستلام القمح، وسيتم دفع الأموال نقدًا للمزارعين وخلال 48 ساعة كحد أقصى، الأمر الذي يضمن تقديم كل الدعم والسهولة والتيسير في الاستلام"، مختتمًا: “الفلاح يورد 12 أردبًا للفدان كحد أدنى، سنكون سعداء إذا ورّد الكمية بالكامل، وكدولة نستلم القمح ثم نعيده مرة أخرى للمواطن في خبز مدعوم ونتحمل عنه عبء الطحن والتخزين”.
وفي هذا السياق قال الدكتور جمال صيام أستاذ الإقتصاد الزراعي، إن الاهتمام بالمحاصيل الاستراتيجية وزيادتها وتقليل الواردات وزيادة الصادرات يبدأ من الاهتمام بالفلاح المصري ووجود سعر عادل لشراء المحاصيل منه بسعر مناسب.
وأضاف صيام، في تصريحات خاصة لـ“البوابة نيوز”، ان أزمة روسيا واوكرانيا والحرب التي دارت مؤخرًا أثبتت أن لدينا مشكلة حقيقة في محصول القمح في مصر لذلك لابد وأن نعمل في الفترة المقبلة علي تقليل فاتورة الاستيراد وان يكون هناك اكتفاء ذاتي للمحاصيل الاستراتيجية التي لا يمكن الاستغناء عنها بأي حال من الأحوال.
وفي نفس السياق قال حسين عبد الرحمن ابو صدام نقيب الفلاحين، إن مشاريع استصلاح الأراضي ومشروع توشكى ومشروع المليون ونصف فدان يساعد على وجود وفرة في محصول القمح بشكل خاص والحبوب الزراعية بشكل عام في الفترة المقبلة.
وطالب أبو صدام في تصريحاتة لـ“البوابة نيوز”، من المسؤولين في وزارة الزراعة بتحديد الأليات التي يعملون بها في الفترة المقبلة ووجود مرشدين زراعيين يساعدون الفلاحين في زيادة المحاصيل الزراعية موضحًا أن تلك الخطوة ستوفر علينا مليارات الدولارات التي نستورد بها من الخارج.