عقدت منظمة السياحة العالمية، التابعة لهيئة الأمم المتحدة، الاجتماع 48 للجنة الإقليمية للشرق الأوسط، بالقاهرة، وهي العودة الثالثة لاجتماع اللجنة الى مصر منذ عام 2018، وتناولت اللجنة التحديات الملحة التي تواجه السياحة وتطلعات الأعضاء إلى المستقبل مع انتعاش القطاع في جميع أنحاء المنطقة.
وقرر الأعضاء عقد الدورة التاسعة والأربعين للجنة الإقليمية للشرق الأوسط في الأردن عام 2023، بينما سيستضيف لبنان الاجتماع الخمسين في عام 2024، وقال الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية زوراب بولوليكاشفيلي للأعضاء: "إن عودة السياحة تمثل فرصة لإعادة تأكيد قيم القطاع باعتباره ركيزة السلام والازدهار، لا سيما بالنظر إلى خلفية عدم اليقين الاقتصادي والصراع المسلح في أوروبا، ووفقًا لأحدث بيانات منظمة السياحة العالمية، كان الوافدون الدوليون إلى وجهات في الشرق الأوسط أعلى بنسبة 52٪ في يناير مقارنة بالشهر نفسه من عام 2021".
وقدم الأمين العام في تقريره لمحة عامة عن عمل منظمة السياحة العالمية في الشرق الأوسط والعالم خلال العام الماضي. كما ركز التقرير على الأهداف الإستراتيجية لمنظمة السياحة العالمية وأولوياتها الأساسية للعام المقبل، بما في ذلك جعل السياحة أكثر ذكاءً، وتعزيز الاستثمارات الخضراء وريادة الأعمال، ودعم التعليم والوظائف، وبناء المرونة وحماية التراث الطبيعي والثقافي، موضحا أنه في العام المقبل، سيتم توجيه العديد من المشاريع الجديدة خارج المكتب الإقليمي لمنظمة السياحة العالمية للشرق الأوسط، والذي تم افتتاحه في المملكة العربية السعودية في مايو 2021، وسيركز المكتب على توجيه الانتعاش السياحي المستدام في المنطقة، مع التركيز على التنمية الريفية والابتكار والتعليم والاستثمارات.
وأضاف بولوليكاشفيلي: "تنمو السياحة في منطقة الشرق الأوسط من حيث الحجم والأهمية، مما يؤدي إلى التعافي وتعزيز التنمية المستدامة، ويلتزم أعضاء منظمة السياحة العالمية في المنطقة بتحقيق الإمكانات الفريدة للسياحة، والمنظمة ملتزمة بالعمل عن كثب مع أعضائها حول الابتكار والاستدامة والوظائف والتعليم كأولوياتنا المشتركة".
وتم تسليط الضوء على حضور منظمة السياحة العالمية المعزز في جميع أنحاء المنطقة من خلال الإشارة إلى مجموعة واسعة من المشاريع والشراكات الخاصة بكل بلد، بما في ذلك التدريب عبر الإنترنت في البحرين والعراق والكويت ولبنان والمملكة العربية السعودية، وورشة عمل إحصائية خاصة في البحرين، والتدريب على الاتصالات في الأزمات في لبنان وخطة عمل حول تمكين المرأة في الأردن.
ورحب الأعضاء ترحيبا حارا بآخر المستجدات بشأن إجراءات منظمة السياحة العالمية في المنطقة، والمصممة لمساعدة القطاع على أن يصبح أكثر شمولا واستدامة ومرونة، من خلال برنامج تنشيط الفنادق الخضراء، تعمل منظمة السياحة العالمية مع مؤسسة التمويل الدولية لتدريب أكثر من 30 فندقًا في مصر على تبني ممارسات الاستدامة وتقليل انبعاثات الكربون. تعمل منظمة السياحة العالمية أيضًا على تكثيف بناء القدرات في جميع أنحاء المنطقة، مع التركيز على المساواة بين الجنسين وتمكين الشباب.
وعلى هامش الافتتاح الذي شهدته القاهرة، تم تزويد المندوبين بلمحة شاملة عن عمل المنظمة في هذا المجال، بما في ذلك من خلال إنشاء مختبر المعرفة التابع لمنظمة السياحة العالمية للمنطقة ومن خلال توفير مجموعة جديدة من الدورات التدريبية والتعليمية باللغة العربية، وأبرزها من خلال مشروع تعليم إلكتروني جديد يتم تنفيذه بالشراكة مع المملكة العربية السعودية، حيث ستمول المملكة 1300 منحة دراسية للطلاب من 13 دولة عضو، لتعزيز تنمية رأس المال البشري وتمكين الشباب في جميع أنحاء المنطقة.
وأكد الأمين العام خلال المناقشات، على التعاون الوثيق مع مجلس التعاون الخليجي، والمنظمة العربية للسياحة، ومنظمة التعاون الإسلامي، والبنك الإسلامي للتنمية.
ومن جانبه، رحب الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار بهذا التعاون، وقال: "استنادًا إلى إرشادات منظمة السياحة العالمية، قمنا بحماية الوظائف خلال الأزمة، والآن نحن في وضع قوي للتعافي والنمو بشكل أفضل، وقبل استضافة مصر لقمة المناخ COP27، سنواصل جعل السياحة ركيزة للاستدامة، بالإضافة إلى حامي حيوي لتراثنا وثقافتنا الشهيرة".
