أعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن تقديره وشكره لدور مصر وجهودها لتحقيق السلام في المنطقة، وقال: إن "واشنطن ستواصل العمل على دعم وتعزيز العلاقات بين إسرائيل والحلفاء من دول الشرق الأوسط".
وقال بلينكن ـ في مؤتمر صحفي مشترك مع وزراء خارجية مصر والإمارات والبحرين والمغرب وإسرائيل في النقب اليوم /الاثنين/ ـ "نحن نقف معا اليوم أمام العنف ونريد تحقيق التوازن في العالم".
وأضاف:أن "واشنطن ستعمل مع الشركاء في المنطقة لمواجهة التحديات الأمنية والتهديدات بما فيها إيران وأذرعها في المنطقة".
وتابع: "كان منذ سنوات من المستحيل أن نجتمع سويا، ولكنه أصبح اليوم ممكنا، نحن نريد العالم كله في سلام وأمان، سنعمل على تعزيز العلاقات بين إسرائيل ودائرة الأصدقاء في المنطقة من خلال التطبيع".
واستطرد: إن "إسرائيل والإمارات سيكون لديهما إمكانية لتعزيز التفاهم بين الأديان وسيكون هناك مشاركة من دول أخرى مهتمة، إن الدول التي لديها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل يمكن أن تساعد في حل القضية الفلسطينية".. مؤكدا أن الولايات المتحدة ملتزمة بالمضي قدما لتوفير الحرية والأمن والكرامة بشكل متكافئ بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ونوه بلينكن إلى أنه قبل 43 عاما وقعت اتفاقية "كامب ديفيد" بين الرئيس محمد أنور السادات ورئيس وزراء إسرائيل مناحم بيجن، ونحن الآن نحظى بمثل هذه الفرصة أن نحقق السلام الذي كان محالا في السابق.
وأشاد وزير الخارجية الأمريكي بشجاعة القيادات السياسية والشعوب في كسر العقبات أمام إقامة علاقات بين الدول، معربا عن تطلعه لما يمكن أن تقدمه هذه القمة للمنطقة وللعالم بأسره.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إن اجتماع النقب الفريد هو الأول من نوعه ولكنه لن يكون الأخير، مضيفا: "أن المشاركين قرروا أن يجعلوا هذه القمة دائمة بمشاركة الولايات المتحدة".
وتابع لابيد: "إننا نفتح الأبواب أمام كل شعوب المنطقة بما فيها الفلسطينيون، للانضمام إلى مستقبل مشترك وتقدم ونجاح، إننا نتحدث عن التعاون في مجال الأمن والاستخبارات والقدرات المشتركة وذلك لردع الأعداء المشتركين خاصة إيران وأذرعها".
من جانبه، أكد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة- فى مؤتمر صحفي مشترك مع وزراء خارجية مصر والولايات المتحدة الأمريكية والإمارات والبحرين وإسرائيل - أن "اجتماع النقب" هو رسالة لشعوب المنطقة؛ من أجل إيجاد آلية إيجابية لخلق حوار جديد في العلاقات بين الشعوب.
وقال بوريطة : إن "مشاركة المغرب في قمة النقب هي رسالة تؤكد إيمان بلاده بالسلام بشكل أصيل ليس مجرد سلام سلبي ولكنه سلام شامل يُوجد الفرص للشعوب، فوجودنا اليوم هو رسالة للشعب المغربي ولشعوب المنطقة؛ من أجل إيجاد آلية إيجابية لخلق حوار جديد للعلاقات بين الشعوب".
وشدد على أن اجتماع وزراء الخارجية اليوم هو للدفاع عن القيم والمصالح، والعمل على نشر روح التعايش والنتائج الملموسة والعمل من أجل السلام وتحدي أعداء السلام في المنطقة.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قال وزير الخارجية المغربي: "نحن هنا اليوم لنكون مصدر سلام ولنبين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي أن الحل ممكن والملك محمد السادس قالها دائما إن الحل يمكن أن يقام بإقامة دولتين على حدود 1967 والشعبين يتعايشان بسلام وهذا الحل يمكن أن يحمي الأمن والازدهار في المنطقة".
وحول العلاقات المتبادلة بين المغرب وإسرائيل، أوضح بوريطة أنه "تم تحقيق الكثير من التقدم في العلاقات بين المغرب وإسرائيل وسنعمل على زيادة التبادل الدبلوماسي في علاقتنا".
وأضاف: أن اجتماع النقب يسعى لإيجاد آلية ليست دبلوماسية فقط، بل لابد أن يشعر بها الشعوب، وأن ينتقل إلى إجراءات إيجابية على الأرض تحسن حياة الشعوب ويفتح أفقا جديدة بالمنطقة.
من جانبه، قال وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني، إن بلاده تقف ضد الإرهاب بكل أشكاله، وأضاف: إننا "نندد بالهجمات الإرهابية التي وقعت أمس فى إسرائيل والتي أدت إلى مقتل اثنين من أفراد شرطة الحدود".
وأضاف الزياني - خلال المؤتمر الصحفي المشترك- أننا "تحدثنا عن قضايا إقليمية وعالمية هامة، ونحن هنا من أجل الوقوف مع عائلات الضحايا، كما أقوم بالمشاركة نيابة عن دولتي البحرين التي تؤمن بأهمية السلام والحوار والتعايش السلمي والاحترام المتبادل، مما يعكس رؤية ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، والسياسات التي تنفذها حكومتنا بقيادة ولى العهد سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة".
واستنكر هجمات مليشيات الحوثي الإرهابية على البنى التحتية المدنية، والتهديد المتواصل للمنظمات الإرهابية مثل "حزب الله" ..مؤكدا ضرورة الانتهاء من الملف النووي الإيراني.
وأكد وزير الخارجية البحريني ضرورة إقامة تعاون وتعايش مشترك من أجل تجاوز التحديات وانتهاز الفرص بشكل لم يكن ليتحقق لو كنا فرادا.
وأضاف: "نحن نبذل جهودا متجددة لحل النزاع الفلسطيني -الإسرائيلي، والتوصل لحل يقيم دولة قابلة للحياة للفلسطينيين ويحمي الجوانب الأمنية لكلا الطرفين".
واعتبر الزياني أن "اجتماع النقب" خطوة مهمة لتعميق وتقوية هذه الصلات الثنائية وتوسعة التعاون متعدد الأطراف والاعتماد المشترك بين مختلف الدول.
وقال وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان "إن ما نحاول تحقيقه هنا اليوم في النقب هو إيجاد مستقبل أفضل والبناء على آمال أفضل لنا ولأبنائنا وأحفادنا".
وأضاف الشيخ عبد الله بن زايد "إننا بحاجة إلى أن نعرف وأن نستكشف أشياء، إن إسرائيل جزء من المنطقة على مدى سنوات طويلة، والآن حان الوقت لأن نبني علاقات قوية وأن نعوض السنوات الماضية".
وتابع "أننا كشعوب نقف ضد ما حدث ليلة أمس (في إشارة إلى حادث إطلاق النار الذي شهدته إسرائيل) ، ونقف مع بعضنا البعض وعلى شعوبنا أن تعرف بعضها البعض وأن نقيم أعمالنا معا.. وهكذا نستطيع أن نقضي على "لغة الكراهية والتحريض والإرهاب".