شهد يوم 23 مارس 2021، جنوح سفينة الحاويات البنمية إيفير جيفين في المدخل الجنوبي للمجرى الملاحي لقناة السويس عند الكيلو 151، وعلى الفور تحركت هيئة قناة السويس بقاطرتين لشد ودفع السفينة بشكل مبدئي، ولورد لإزالة الرمال حول مقدمة السفينة حتى لا تزداد الأمور تعقيدا، ولكي يتم دراسة الوضع واتخاذ أمثل الحلول.
في 24 مارس، استمرت أعمال الحفر وإزالة الرمال من حول مقدمة السفينة بـ اللودرات التابعة للهيئة، ودفعت الهيئة بالكراكة "مشهور" والكراكة "العاشر من رمضان" لتجريف الرمال حول السفينة وبقاع المجري الملاحي، وتعتبر الكراكتان من الأكبر فى الشرق الاوسط.
وفي الـ25 من مارس اتخذت إدارة هيئة قناة السويس برئاسة الفريق أسامة ربيع قرارا بتعليق الملاحة في قناة السويس مؤقتا وكان إجمالي عدد السفن العالقة بالمجرى الملاحي 30 سفينة وارتفعت أسعار النفط 5% بسبب أزمة الجنوح.
وأعلنت هيئة قناة السويس، الاستعانة بجرافة أخرى لتجريف الرمال حول مقدمة السفينة، وللتسريع من عملية التجريف لبدء عملية التعويم الجمعة.
واجتمعت هيئة قناة السويس بفريق الإنقاذ البحري التابع لشركة "SMIT" الهولندية، وهي واحدة من أكبر الشركات العالمية المتخصصة في عمليات الإنقاذ البحري، وتم دراسة خيارات الحفر حول السفينة التي اتخذتها الهيئة، ومناقشة سبل التعويم وبدأت الكرامة مشهور العمل على بعد 100 متر من السفينة وعمق ابتدائي نصف متر وحتى عمق التكريك 15 متر
يوم الجمعة 26 مارس بداية عمليات التعويم، حيث أعلنت هيئة قناة السويس بدء تعويم السفينة الجانحة والاستعانة بـ9 كراكات عملاقة، تابعين للهيئة فى مقدمتهم القاطرة "بركة1" والقاطرة "عزت عادل" بقوة شد 160 طن وفي المساء بدأت مناورات الشد باشتراك 14 قاطرة وهى الجهود التي أثمرت عن تحقيق نتائج إيجابية أبرزها تشغيل المحرك والدفه بكامل طاقتها، فيما يجرى العمل حاليا على عمل مناورات الشد في أوقات تلائم الظروف المناسبة لعوامل المد والجزر وسرعة الرياح على أن يتم الاستفادة من الأوقات غير الملائمة للتكريك بمحيط بمقدمة السفينة وخلخلة الرمال تحتها لتسهيل عملية تعويمها خلال مناورات الشد.
وأكدت الهيئة نجاح عملية تجريف الرمال، وتحقيق نسبة نجاح 87%/ بمعدلات التحريك والتجريف حيث تم إزالة 17 ألف متر مكعب من الرمال والوصول بالغاطس إلى 13 متر
وفي يوم السبت 27 مارس، تم استئناف عمليات مناورات الشد والدفع بالقاطرات التى دفعتها الهيئة لتحريك مقدمة السفينة، فيما أعلنت الولايات المتحدة الامريكية عن إمكانياتها لـ لمساعدة بالجهود المادية والبشرية فى محاولات تعويم السفينة لما تمتلكه من خبرات كبير.
ويوم الأحد 28 مارس، وصلت أكبر قاطرة هولندية بقوة شد 285 طن، وأعلنت هيئة قناة السويس، عن وصول القاطرة الهولندية " ALP GUARD"، والتي تعتبر من أكبر قاطرات العالم، لـ المساهدمة في تعويم السفينة الجانحة، بقوة شد 285 طن.
ويوم الاثنين 29 مارس، أعلن رئيس هيئة قناة السويس، أسامة ربيع، تعويم سفينة الحاويات البنمية الجانحة بنجاح بعد استجابة السفينة لمناورات الشد والقطر، بعد إتمام تعديل مسار السفينة بشكل ملحوظ بنسبة ٨٠%، وابتعاد مؤخر السفينة عن الشاطئ بمسافة ١٠٢ مترا بدلا من ٤ أمتار.
وعن ملابسات واقعة جنوح السفينة البنمية، أوضح الفريق ربيع أن السفينة البنمية EVER GIVEN عبرت قناة السويس، الإجراءات التي اتخذتها الهيئة فور وقوع الحادث حيث تم تشكيل غرفة عمليات مركزية تضم مختلف التخصصات لوضع خطة العمل لتعويم السفينة واستئناف حركة الملاحة بالقناة مرة أخرى، بالتوازي مع التحرك الفوري لفريق الإنقاذ لمعاينة موقع الحادث وتحديد الآثار المترتبة عليه ومدى تضرر جسم السفينة وجوانب القناة من الحادث، جنبا إلى جنب مع الدفع بخمسة قاطرات لاستخدامها في أعمال التعويم، والتوجيه بانتظار سفن قافلة الشمال في منطقة البحيرات لحين الانتهاء من تعويم السفينة.
وأكد رئيس الهيئة، أن الهيئة تعاملت سريعا مع الحادث الذي لم يسفر عن وقوع أي إصابات أو وفيات أو حوادث تلوث، موضحا أن استراتيجية الهيئة اعتمدت على ثلاثة مراحل أساسية هى استخدام القاطرات لأعمال الشد، ثم التكريك باستخدام كراكات الهيئة والعودة مجددا لمناورات الشد، وأخيرا اللجوء إلى تخفيف الحمولة، حيث يصعب تنفيذه عمليا ويحتاج لوقت طويل.
وأوضح الفريق ربيع أن إجراءات تعويم سفينة الحاويات البنمية بدأت اليوم التالي للحادث وشملت استخدام الحفارات الأرضية لرفع الآثار الناجمة عن الحادث على جوانب وستائر القناة والتي تضررت بشكل كبير بالإضافة إلى إزاحة الصخور مقدمة السفينة تمهيدا للبدء في إجراءات تعويمها، مشيرا إلى أن الجهود شملت تخفيف مياه الإتزان بحمولة ٩٠٠٠ طن لتخفيف حمولة السفينة وتسهيل أعمال تعويمها، وذلك بالتوازي مع تنظيم حركة الملاحة حيث تم تغيير موعد قافلة الشمال للتحرك متأخرة عن موعدها المعتاد حيث كان من المستهدف إكمال رحلتها في القناة وفقا للسيناريو الأول لإدارة الأزمة إلا أننا لجأنا لتغيير المخطط وتوجيه سفن القافلة للانتظار بالجراجات وأماكن الانتظار المخصصة في البحيرات نظرا لعدم تعويم السفينة.
وقال الفريق ربيع، إنه تم التواصل مع وكيل السفينة والشركة المالكة لها لتوحيد الجهود، لافتا إلى أن الشركة المالكة بادرت بالتعاقد مع شركة SMIT الهولندية المتخصصة في أعمال الإنقاذ البحري والتنسيق مع الهيئة ليلتحق بفريق عمل الهيئة خلال اليومين التاليين للحادث.
وأوضح رئيس الهيئة أن الفريق الهولندي أشاد بكافة الإجراءات التي اتخذتها الهيئة في إدارة الأزمة وتوصيتها باستخدام التكريك واستبعاد اللجوء إلى سيناريو تخفيف الحمولة نظرا لصعوبة تطبيقه.
وشملت إجراءات تعويم السفينة خلال اليوم الثاني من العمل، قيام الكراكة مشهور بالتكريك بمحيط منطقة مقدمة السفينة لإزالة كميات مستهدفة من الرمال تقدر بحوالي من ١٥ إلى ٢٠ ألف متر مكعب من الرمال، مع مراعاة معايير الدقة وعوامل الأمان الملاحي، كما تم التنسيق مع جهات خارجية مثل شركة الخدمات البحرية MARADIVE، وهيئة موانيء البحر الأحمر لدفع بقاطرات إضافية للمشاركة في أعمال الشد، كما تم الدفع بقاطرات الهيئة عزت عادل وبركة ١ بقوة شد ١٦٠ طن.
وفي اليوم الثالث تم الانتهاء من أعمال التكريك والوصول لغاطس ١٣ مترا ثم البدء مساءا في مناورات الشد باشتراك ١٤ قاطرة، وهى الجهود التي أثمرت عن تحقيق نتائج إيجابية أبرزها تشغيل المحرك والدفه بكامل طاقتها، فيما يجرى العمل حاليا على عمل مناورات الشد في أوقات تلائم الظروف المناسبة لعوامل المد والجزر وسرعة الرياح على أن يتم الاستفادة من الأوقات غير الملائمة للتكريك بمحيط بمقدمة السفينة وخلخلة الرمال تحتها لتسهيل عملية تعويمها خلال مناورات الشد.
وأوضح رئيس الهيئة أن الحادث وقع في بداية المدخل الجنوبي للقناة وليس بقناة السويس الجديدة كما ادعى البعض، بل على النقيض لم تكن لتتوقف حركة الملاحة بالقناة إذا حدثت في قناة السويس الجديدة.
وأكد أنه لا يمكننا الجزم بالأسباب المؤدية للحادث بشكل واضح حيث تظل مثل هذه الحوادث الكبيرة حوادث مركبة لها أكثر من عامل ويظل عامل الطقس السيئ مجرد عامل مساعد وليس العامل الرئيسي لاسيما وأن الملاحة في قناة السويس تنتظم بشكلها الطبيعي حتى خلال موجات الطقس السيئ.
وثمن الفريق ربيع العروض التي تلقتها الهيئة للمساعدة في إجراءات تعويم السفينة لاسيما من الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الإمارات العربية المتحدة واليونان والصين، مرجحا أن تكون هذه العروض محل تنسيق في حالة الاضطرار لاستخدام السيناريو الثالث الخاص بتخفيف الحمولة.
كما أكد الفريق ربيع أن الهيئة تعكف على تطوير قدراتها في مجال الإنقاذ البحري من خلال التعاقد على بناء ٥ قاطرات عملاقة بترسانة جوانزو الصينية بقوة شد ٨٠ طن، بالإضافة إلى عمل سلسلة من الجراجات على القناة الجديدة، كما أشار إلى انضمام كراكات جديدة لأسطول كراكات الهيئة وهما الكراكتين الجديدتين"مهاب مميش" و"حسين طنطاوي"، وبناء ثلاثة لنشات بصناعة فرنسية لمكافحة التلوث.
كانت الشركة اليابانية المالكة للسفينة الجانحة في قناة السويس قدمت اعتذارها عن وقوع الحادث، وقالت شركة " شوي كيسن"، أن عملية التحرير “صعبة للغاية”، و"نحن آسفون للغاية للتسبب في قلق للسفن التي تسافر أو تخطط للسفر في قناة السويس، وجميع الأشخاص المرتبطين بها".
من جانبها، قالت شركة "ليث إيجنسيز"، مزود الخدمات في القناة، إن 150 سفينة على الأقل كانت تنتظر تخليص السفينة إيفر غيفن، بما في ذلك سفن بالقرب من بورسعيد على البحر المتوسط وميناء السويس على البحر الأحمر، وتلك العالقة بالفعل في مجرى القناة في البحيرات المرة.
ونقلت وكالة "بلومبيرج" عن خبير الإنقاذ الذي أشرف على تعويم السفينة السياحية التي انقلبت على ساحل إيطاليا في 2012، نيك سلون، قوله، إن عملية تعويم "إيفرغيفن" ليست سهلة، ولا يمكن تنفيذها بسرعة كبيرة.