* قبل ان نمسك بالمصحف، وقبل ان نتدبر آياته علينا أن ننطلق من الاتى:-
* أولا: ننطلق من دين الله يضم موضوعات اساسية ولكل موضوع اية محكمة تفرضه ومجموعة من ايات التفصيل تفصله و أن ربى فرض كل محكم فى دينه بآية محكمة فرضته كما فصل كل محكم من محكمات الدين تفصيلا كاملا وقال تعالى {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} الأنعام 114. وقال تعالى (.... وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (12) الاسىراء
فكل محكم فى المصحف تم تفصيله تماما فمحكم الربا مثلا له اية محكمة تفرضه ثم له مجموعة من ايات التفصيل تفصيله وان محكم الربا مثلا له ايه محكمة وفصله ربى ب13 اية ولايمكن إلغاء ماجاءت به ايات التفصيل بماقررته الاية المحكمة، كما لايمكن إلغاء كل ايات التفصيل بواحدة منها
* ثانيا: أن القرآن الكريم ليس كتاب قواعد نحوية وانما كتاب ألفاظ ومعانى لتلك الالفاظ، وان المعنى هو مايصنع القاعدة النحوية وليس العكس طبعا وأن علينا أن نهتم بالاطلاع على كتب مصنفات اللغة وليس كتب النحو والصرف كالعين للفراهيدى والمخصص لابن سيده والخصائص لابن جني والاضداد لابن الانبارى وجمهرة اللغة لابن دريد، ومقاييس اللغة لابن فارس، ومعانى القرآن وغريب القرآن لثعلب الكوفى، والاساس للزمخشرى الالفاظ لابن السكيت ودلائل الاعجاز للجرحانى تاج العروس للزبيدى تهذيب اللغة للازهرى و...
* ثالثا : ننطلق من المصحف ونطالب بالعودة اليه واعتباره الاساس الثابت الذى نقيس عليه كل مانسمعه من خطاب دينى بشرى فنحن نسعى الى اعادة الدين الى مركزه مرة أخرى بعد أن تم الانقلاب على المصحف وازاحته واستبداله بكتب بشرية وأن ربى فصل كل محكمات الدين والشريعه تفصيلا كاملا فى المصحف واحال تفصيل شعيرتى الصلاة والزكاة فقط الى الرسول بعد أن أوحى له بطريقة ادائهما
* رابعا : ننطلق من أن الدين عالمى وليس محلى، انسانى القيم وليس عربي القيم، وانه متجاوز لكل الخصوصيات الثقافيه للشعوب وانه يحترمها ويحترم العرف وانه لذلك لم يتعرض فى موضوعه لاى خصوصيات ثقافية لاي شعب
* خامسا : ننطلق من أن عربية المصحف عربيه القرآن، تختلف فى الدقة الدلالية عن عربية الناس فغنى عن البيان ذلك الفرق بين الاستخدام الالهى للغة العربية والاستخدام البشرى لها، فرب العالمين عندما استخدمها خلصها من كل عيوبها مثل عجزها عن الايجاز واسهابها فى المجاز، وتداخل ألفاظها الدلالى فجعلها قادرة على الايجاز وضبط استخدامها المفرط للمجاز كما ضبط دلالات ألفاظها وفصلها عن بعضها البعض
* سادسا : عدم الاخذ بالمأثور فى زمان المفسر أو بالرأى الشخصى للمفسر عند تفسير كتاب الله فالقرآن لايفسر الا من داخله ووفق نظامه المعرفى، أى تفسير القرآن بالقرآن
* سابعا : اعتماد المعنى السياقى وليس المعنى المعجمى للفظ، مع عدم اهمال المعنى المعجمى طبعا وضرورة ادراكه ودراك جذور اللفظ
* ثامنا : ننطلق من أن التعامل مع عربية المصحف يجب ان يكون وفق مبدأ (اللاترادف) و التى تعنى أنه لايوجد لفظان فى المصحف لهما نفس المعنى نفس الدلالة، نهائيا
* تاسعا : ننطلق من أن رسم اللفظ فى المصحف هو وحى يوحى، وأن أى تغيير فى شكل اللفظ ورسمه فى المصحف ولو في حرف واحد مثل ( صيام) (صوم) (امرأة) و(امرأت) (صاحبه) و(صحبه) (سبحان) و(سبحن) (صلاة) (صلوة) و(صلوت)، (نعمة) و(نعمت) (رحمة) و(رحمت) يكون بقصد إلهى هو تغيير دلالته فورا، كذلك فإن زيادة اللفظ فى المصحف حرف واحد فقط يعنى دلالة جديدة للفظ فكلما زاد المبنى زاد المعنى اسطاعوا واستطاعوا، يطهرن ويتطهرن، يسطع ويستطع.....
* عاشرا : ننطلق من أن اللفظ فى المصحف ليس له معنى ثابت وحيد بل اللفظ فى عربية القرآن (متغير) ومتعدد المعانى حسب السياقات الوارد فيها،و أن السياق هو السيد وحده فى تحديد المعنى والمراد وليس غيره، وان علينا أن ندرك تلك المعانى السياقية للفظ
* حادى عشر : ننطلق من انه لاتوجد حروف محذوفة أو زائدة فى عربية المصحف ولاتوجد حشوية أيضا، وكل زيادة لفظيه تخفى زيادة دلاليه، فإنه كلما زاد السياق لفظة زادت تبعا لذلك الدلالة المستهدفه، كلما زاد المبنى زاد المعنى
* ثانى عشر : ننطلق من انه عندما يكون للفظ جذرين علينا أن نجرب كل جذر مع السياق حتى يستقيم المعنى ويكون مقبول عقليا، وحتى يقبل السياق او يرفض، وعلينا ان نترك القبول والرفض للسياق وحده فهو السيد فى تحديد المعنى والمراد
* ثالث عشر :- ضرورة فصل مكونات الكتاب الاربعة عن بعضها البعض وهى: القرآن / الرسالة / قصة النبى وقومه / السبع المثانى وادراك الدينى منها والتاريخى فيها، فغنى عن البيان ان الدين فى تلك المكونات الاربعة هو الرسالة فقط والمكونات الثلاثة الاخرى محض تاريخ فغنى عن البيان أهمية فصل الدينى عن التاريخى فى كتاب الله طبعا وعدم استخراج ايه احكام دينية من الايات البينات اى من خارج الرسالة (الايات المحكمات)
* رابع عشر : ضرورة الفصل بين مقام الرسالة المعصوم ومقام النبوة البشرى غير المعصوم، وادراك مقامات سيدنا محمد المختلفة فهو الرسول وهو النبى وهو رئيس جماعة المؤمنين، وأن تنظيم النبى للحلال فى عصره لقومه ليس دينا صالحا لكل زمان ومكان وان البرلمانات المنتخبة اليوم تنظم كل الحلال لشعوبها وهذا دورها الطبيعى فالحلال لايمارس الامقيدا ومنظما بقوانين تنظم ممارسته
* خامس عشر : ضرورة تحديد مكان الاية التى يتم تدبرها فى المصحف وانها وردت ضمن أى من المكونات السابقة الاربعه
* سادس عشر : تصنيف نوع الاية هل هى من الدينى ام التاريخى فى كتاب الله؟!، وهل هى من المحكم ام المتشابه ام تفصيل متشابه ، ام تفصيل محكم، ام ايه تصف الكتاب ام ايه من قصة النبى وقومه،
* سابع عشر: ضرورة استخدام آليه الترتيل اى (جعل جميع الايات الوارد بها اللفظ رتلا طابورا) من اجل الوصول الى معانيه السياقية ودلالاته، واستخدام اداة التقاطع بين الايات للوصول الى معنى اللفظ فى الاستخدام الالهى
* ثامن عشر : أن التأويلات التى نقول بها خاضعة للتطور والنقد وان التدبر والفهم البشرى للايات البينات سيزداد دقه كلما تقدم العلم وكلما اقتربنا من الساعة، وليس العكس
* تاسع عشر: عدم الاجتزاء أو الوقوع فى التعضية أى قسمة مالايجوز قسمته من السياقات والنظم، حتى لايفسد المعنى
أى عدم جعل القرآن (عضين) بهدف لى عنق النص او تغيير مراده أو تحميله مالا يحتمل أو استنطاقه بمالا ينطق
* عشرون : الفصل التام بين الدين وشرائعه وضروة الفصل بين الشريعة الخاتمه وماسبقها من الشريعة عند بدايتها ايام سيدنا موسى وهو مايقضى بضرورة الالمام بالشريعة منذ بدايتها وحتى نهايتها
* واحد وعشرون : الانتباه لضمائر المتكلم والمخاطب فى الايات، ادراك الفرق بين الايات المخزنة والايات غير المخزنة، والايات التى لها مناسبات نزول والتى ليس لها، والفصل بين الايات البينات والايات المحكمات، وفهم الفرق بين طبيعة كل منهما
* اثنين وعشرون : اعتبار كل ايات قصة النبى وقومه من القصص القرآنى، مثلها مثل قصة يوسف وهود وقومه ونوح وقومه.....
* ثلاثة وعشرون: عدم القول بالناسخ والمنسوخ فى الشريعه الواحدة، فالتغيير يكون من شريعة الى شريعه من موسى الى عيسى الى محمد ولايحدث فى الشريعه نفسها. وضرورة الالمام بتدرج الشريعة منذ بدايتها عند سيدنا موسى وحتى نهايتها عند سيدنا محمد وادراك تطور الشريعه من موسى الى محمد ماذا ألغى وماذا تبقى وماذا تبقى مع التخفيف
* أربعه وعشرون: ادراك الفرق بين عمليتى الانزال والتنزيل للقرآن ودلالة كلا اللفظين فالاول فى عربية القرآن يعنى تحويل غير المدرك لك الى مدرك لك والثانى يعنى نقله خارج الوعى الانسانى، والقرآن له انزال أولا حيث لم يكن عربيا وجعله الله عربيا ثم بعد ذلك حدثت له عملية تنزيل على الرسول طبعا طوال 23 عاما وعلينا ان ندرك الفرق بين المخزن وغير المخزن فى كتاب الله فالرسالة وقصه النبى وقومه غير مخزنة ولم تكن مخزنه اما الايات البينات فكلها مخزنة طبعا وخرجت من المخازن الربانيه اللوح المحفوظ والامام المبين وتضم تفاصيل خلق الكون وخلق الانسان ومحطات التطور البشرى وان الايات البينات( دليل ألوهية الرسالة) والايات المحكمات (الرسالة) نفسها ليست لها كلها اية مناسبات نزول ( نازلة نازلة) وان مناسبات النزول هى حصرا لقصة النبى وقومه فقط وهى من تاريخى فى كتاب الله
* خمسة وعشرون: أنه لايمكن فهم نص لغوى الا على نحو يقبله العقل والمنطق وان علينا أن نجرب معانى اللفظ المختلفة وخصوصا المعانى المتروكة او المنسية ولانكتفى بالمعانى الدارجة والمعروفه والمألوفة لنا
* ونحن فى النهاية نسعى لاربعة اهداف حصرية
* أولا: نسعى الى رد الدين الى عالميته وانسانيته ورحمته، حيث نهدف لازاحة اللباس العربى المحلى غير الانسانى. الذى ألبسوه لدين الله العالمى ،
* ثانيا: نسعى لفصل كل ما أضافوه على الرحمة المهداة الشريعه الخاتمه من احكام تلمودية وتوراتيه لاعلاقة لها بها،
* ثالثا: نسعى لتقديم صورة الرسول الموجودة بالمصحف فهى الحقيقية بالمطلق وليست الصورة المزيفة الموجودة فى كتب التراث
* رابعا: اسقاط الرافعة النصية لميليشيات الارهاب التى شوهت الدين وارعبت الناس وهدمت الدول وشردت الشعوب واستحلت النساء واستباحت دور العبادة