على ما يبدو أن الأزمات المتلاحقة على الصعيد الدولى ستستمر لفترة قادمة ليست بالقصيرة، وسيكون تأثيرها مهولًا على الجميع، العالم يشهد فوران غير مسبوق على الصعيدين السياسى والإقتصادى، العالم يشهد منافسة _ قديمة _ تجددت منذ سنوات لكننا لم نعتاد على كل هذه الصراعات والمُشاحنات والتصادمات والخلافات التى تتفاقم يومًا بعد يوم، قد يقول قائل "إن الحرب العالمية قادمة وعلينا الاستعداد لها ولنتائجها الكارثية على دِول العالم"، لكنى أقول "إن الحرب قائمة بالفعل وهذه الحرب فى ساعاتها الأُولى ومراحلها الأُولى ونتائجها الأُولى"، حربًا اشتعلت بين ثلاثة قوى كبرى فى العالم، وهذه القوى هى: القوى العظمى وقوى صاعدة بسرعة الصاروخ وقوى تنتظر الوقت المناسب للإعلان عن وجودها بقوة، ثلاثة قوى متصارعة فيما بينهم، وما يدور بينهم فى الخفاء أكبر بكثير مما يجرى بينهم فى العلن، المناوشات مستمرة، لا أحد يتوقع كيف تسير الأمور ولا تكتيكات هذه الحرب ولا أساليبها لكن نتوقع نتائج السلبية التى لن ينجو منها أحد، الكُل خاسر، الكُل سيتأثر، الكُل سيُطاله شظايا الحرب.. هناك دِول كبيرة تأثرت من تداعيات الأحداث وتُعانى الأمرين وشعبها ناقم، وهناك دِول متوسطة تأثرت وكادت أن تترنح وتبحث عن وسائل إنقاذ لكى تقاوم الإنهيار الإقتصادى، وهناك دِول ضعيفة ولا أحد ينِجدها أو يأخذ بيدها.. أما نحن فى "مصر" تأثرنا وسنتأثر مثلنا مثل كافة الدِول، تأثرنا بمعدلات مُتوازنة، قاومنا الرياح العالمية _ الناتجة عن الصراع الدامى الجارى الآن _ التى تُهدد الدِول الكبرى قبل الدِول الصغرى، ومازلنا نقاوم ونتصدى.. نحن فى "مصر" كأننا كُنا نستعد لمثل هذه الحروب الدائرة الآن، قُمنا بإصلاحات اقتصادية تمت بطبيب _ جراح اقتصاد _ ماهر، باركناها وتحملنا تبعاتها وكانت النتائج عظيمة، قفزنا خطوات للأمام، شهد لنا الجميع بأننا أنجزنا خطوات اقتصادية ناجحة كانت قدر لابد منه للخروج من عنق الزجاجة وتأخيرها كانت كارثية، تحملنا الإصلاحات الاقتصادية وسِرنا فيها بخطوات محسوبة ومدروسة وحققنا مُعدلات إيجابية فى النمو الاقتصادى وميزان المدفوعات ومعدل النمو والإنتاج والتصدير والتنمية والبناء، زادت الإيرادات وتحويلات المصريين بالخارج، وقللنا المصروفات، أوقفنا المُهدر من مليارات الدعم الذى كان يُقدَم للبنزين وتم تخصيصه للرعايا الإجتماعية، فإنصلح حال الإقتصاد.. جاءت "أزمة كورونا" فواجهناها بإستعدادات قوية، وتمت إدارة الأزمة بأسلوب ناجح، ومشاركة من جميع الوزارات، كانت الحكومة فى حالة يقظة مستمرة ومازالت، جاءت أزمة الحرب الروسية الأوكرانية فإضطرب العالم وتنرنحت المنظمات الدولية، ومع أول يوم فى الحرب الروسية الأوكرانية تغير العالم وتبدلت أحواله من هول الصدمة، "البورصات العالمية" إهتزت، "المؤسسات المالية الدولية" ضعفت، "الاتحاد الأوربي" تأثر وكثير من دِولة إتخذت إجراءات اقتصادية مرفوضة شعبيًا، "آسيا" تحتاج من ينقذها من التداعيات، "أفريقيا" تحتاج تنفس صناعى لضمان البقاء، "الدول العربية": بعضها تأثر وكأنه أخذ لكِمة مفاجئة والبعض الأخر نجح فى مهمة إنقاذ وطنه، "الولايات المتحدة الأمريكية" نالها نصيب من النتائج السلبية.. هنا فى "مصر" لدينا رئيس جمهورية يُدير الأزمة ببراعة، شكَل فريق عمل لإدارة الأزمات ولديهم رؤية ثاقبة ولديهم صلاحيات لا حصر لها، الحكومة تجتهد ووزراءها يعملون وأرى أنهم منذ ما يقرب العاميين _ تحديدًا منذ فبراير ٢٠٢٠ مع بروز أزمة كورونا وتبعاتها ثم الحرب الروسية الأوكرانية _ يعملون وكأنهم محكوم عليهم بأشغال شاقة طوال اليوم، لا أحد منهم غافل عن تنفيذ رؤية وفكر وخطة الرئيس السيسى، لا أحد يستطيع ان يُغرِد خارج السرب ويعزِف منفردًا، فلدينا من يقود سفينة الوطن بكل جسارة ويراقب الوزراء ولا يتهاون مع أى مُقصِر
آراء حرة
وزراء أشغال شاقة
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق