شاءت الأقدار السعيدة أن ألتقي بالنجمة والفنانة الإسبانية الجميلة " كارلا نييتو " في عام 2019، كانت وقتها ضيفة على مهرجان الجونة السينمائي، ورغم أني لم أحضر فعاليات المهرجان في ذلك العام، لكني تلقيت اتصالا من الصديق العزيز مسيو " كونديدو " المستشار الثقافي للسفارة الإسبانية بالقاهرة يخبرني فيه أن " كارلا " سوف تصل القاهرة قبل عودتها لمدريد وذلك لعرض فيلمها المشارك في الجونة " سماء ميكسيكو " في المركز الثقافي الإسباني بالقاهرة، وسألني كونديدو الذي يدعوني دائما " مستر صاندلاني صديق الشعب الإسباني " إن كنت أرغب في لقاء كارلا، واجراء حوار صحفي معها فوافقت على الفور، وتوجهت في الموعد المحدد الي المركز الإسباني بالدقي " سرفانتس " والتقيت كارلا، وشاهدت فيلمها الجميل، واجرينا حوارا طويلا صارت بعده صداقة رائعة ووعد بدوام الاتصال، وقد نشر الحوار بجريدة الجمهورية، وكانت سعيدة به للغاية ونشرته على صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي، كما طلبت السفارة الإسبانية نسخا من الجريدة لترجمة الحوار والاحتفاظ به.
وفي كل مكالمة بيننا كانت تصر على ايجاد فرصة للعودة الي مصر مرة أخرى، وبالفعل جاءت الفرصة حين قمت بترشيح اسمها للناقدة والكاتبة الصحفية الأستاذة ميرفت عمر مدير مهرجان الإسكندرية السينمائي وقامت هي بعرض اسمها على مجلس إدارة المهرجان _ ولها جزيل الشكر _ فتم اختيار كارلا نييتو عضوا بلجنة تحكيم المسابقة الدولية بالمهرجان في دورته ال ٣٧ في سبتمبر 2020، وفرحت كارلا كثيرا بهذا الترشيح وجاءت إلى الإسكندرية مُحملة بكثير من المَحبة والشَغف.
في ثالث أيام المهرجان، توجهت إلى الإسكندرية مع وفد السفارة الإسبانية المكون من سفير إسبانيا بالقاهرة معالي السفير رامون خِل، والمستشار الثقافي كونديدو، وذلك لافتتاح برنامج أفلام المخرج الإسباني الكبير الراحل " لويس بونويل " على هامش المهرجان، وشاهدنا فيلمه الشهير " فيرناندا "، والتقيت كارلا اخيرا، ورحبت بها في مصر مرة اخرى وكانت هي في غاية السعادة.
وبقيت معها في الإسكندرية حتى نهاية المهرجان وشاهدت تألقها المبهر في حفل الختام، وهي تعلن عن الأفلام الفائزة بجوائز المهرجان، وكنت انتظرها كل مساء، حتى تنتهى من عملها في رؤية الأفلام مع لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، ثم ننطلق في جولة مسائية لتناول العشاء والمشي على كورنيش البحر وشوارع الإسكندرية التي أحبتها كارلا كثيرا، وقالت إنها قريبة الشبه بشوارع مدريد التاريخية، وكنت احكى لها عن تاريخ الإسكندرية منذ الإسكندر الأكبر، والملكة كليوباترا التي قدمت السينما الأمريكية حياتها في افلام عديدة اشهرها الفيلم الذي لعبت بطولته النجمة العالمية اليزابيث تايلور، وكارلا تستمع في شغف، وتخبرني انها تحلم بتجسيد كليوباترا على شاشة السينما مرة اخرى.
كما ذهبنا معا إلي فندق سيسيل العريق بمحطة الرمل والذي تم بناؤه عام ١٩٢٩، وسمحت لنا إدارة الفندق برؤية الغرف التاريخية التي شهدت إقامة عدد من نجوم العالم فيها مثل صوفيا لورين وأجاثا كريستي ومحمد على كلاي ومونتجمري وتشرشل وإلفيس برسيلي وعمر الشريف وفاتن حمامة، وغيرهم من النجوم.
كما حكيت لها عن الرواية الشهيرة " رباعية الإسكندرية " التي كتبها الأديب البريطاني الشهير " لورانس داريل " أثناء إقامته في سيسيل عام ١٩٥٧، بعد أن التقي ملهمته وحبيبته " جوستين " وكيف اشتهرت الرواية في أنحاء العالم كله، وطلبت مني كارلا أن اكتب سيناريو لهذه الرواية برؤية عصرية جديدة ربما تنجح هي في إقناع إحدى شركات السينما الإسبانية أن تقوم بانتاجه مع شركة إنتاج مصرية وتلعب هي دور جوستين، ولازال المشروع قائما، ولاتزال كارلا تحلم بالعودة الي مصر مرة ثالثة فهل يتحقق الحلم قريبا ؟