اندلع حريق في مستودع نفط في جدة قبل أيام من سباق الفورمولا 1 في المدينة السعودية بعد ما زعم المتمردون الحوثيون في اليمن أنه هجوم من قبل الجماعة.
وتركز الحريق في نفس مستودع الوقود الذي هاجمه الحوثيون في الأيام الأخيرة.
حادث إرهابي خسيس
وجاءت الهجمات في الوقت الذي لا تزال فيه المملكة العربية السعودية تقود تحالفًا يقاتل الحوثيين المدعومين من إيران، الذين استولوا على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر 2014.
وتعرضت المملكة، التي دخلت الحرب في اليمن في عام 2015، لانتقادات دولية بسبب غاراتها الجوية التي أدت إلى قتل عشرات المدنيين - وهو أمر يشير إليه الحوثيون أثناء إطلاقهم طائرات مسيرة وصواريخ وقذائف هاون على المملكة.
وتتوافق مقاطع الفيديو المنشورة على الإنترنت للحريق مع معالم جغرافية معروفة حول مصنع جدة.
وزعمت قناة المسيرة الإخبارية الفضائية التي يديرها المتمردون الحوثيون في اليمن في وقت لاحق أنهم هاجموا منشأة أرامكو في جدة، إلى جانب أهداف أخرى في الرياض وأماكن أخرى، ولم يقدم التقرير مزيدا من التفاصيل.
فيما قال التليفزيون السعودي الرسمي بإن الهجمات التي وقعت في مدينة الظهران استهدفت خزانات المياه وألحقت أضرارا بمركبات ومنازل.
وقال التلفزيون الرسمي إن هجوما آخر استهدف محطة كهرباء فرعية في منطقة جنوب غرب السعودية بالقرب من الحدود اليمنية.
وتخزن محطة شمال جدة الديزل والبنزين ووقود الطائرات لاستخدامها في جدة، ثاني أكبر مدينة في المملكة، فهي تمثل أكثر من ربع إجمالي إمدادات المملكة العربية السعودية، كما أنها توفر الوقود الضروري لتشغيل محطة تحلية إقليمية.
واستهدف الحوثيون مرتين مصنع شمال جدة بصواريخ كروز، ووقعت أحد الهجمات في نوفمبر ٢٠٢٠.
إدانات واسعة
هذا الهجوم أدى لإدانات واسعة النطاق سواء عربية أو عالمية، فقد أعربت دولة الإمارات عن إدانتها واستنكارها الشديدين لاستهداف ميليشيات الحوثي الإرهابية بطريقة ممنهجة ومتعمدة الأعيان المدنية والمصالح الاقتصادية الحيوية في عدد من المواقع في المملكة العربية السعودية، وأكدت في بيان صادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي، أن استمرار هذه الهجمات لميليشيات الحوثي الإرهابية يعكس تحديها السافر للمجتمع الدولي، وللمساعي المبذولة لإنهاء الأزمة اليمنية، واستخفافها بجميع القوانين والأعراف الدولية، ما يتطلب ردًا رادعًا لكل ما يهدد أمن وسلامة وحياة المدنيين.
وحثت الوزارة المجتمع الدولي على أن يتخذ موقفا فوريا وحاسما لوقف هذه الأعمال المتكررة التي تستهدف المنشآت الحيوية والمدنية وأمن المملكة، وإمدادات الطاقة واستقرار الاقتصاد العالميين.
ومن الجانب المصري، أكدت القاهرة إدانتها ورفضها المُطلق للأعمال الإرهابية لميليشيا الحوثي الإرهابية، ولأي عمل جبان يستهدف أمن واستقرار المملكة.
وأعربت وزارة الخارجية المصرية، في بيان عن بالغ إدانتها واستنكارها لمواصلة ميليشيا الحوثي هجماتها الإرهابية التي تستهدف أراضي المملكة ومنشآتها الحيوية والمدنية.
كما أكدت وقوفها جنبا إلى جنب مع المملكة العربية السعودية "فيما تتخذه من تدابير لصون أمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها، انطلاقًا من الارتباط الوثيق بين الأمن القومي للبلدين".
كما أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الهجمات التي شنتها ميليشيات الحوثي على منشآت حيوية ونفطية بالمملكة.
ووصف أبو الغيط، في بيان، استمرار جماعة الحوثي في إطلاق المسيرات المفخخة باتجاه المنطقة الجنوبية بالمملكة بـ"العمل الإرهابي الخطير"، الذي ينطوي على تهديد جسيم للأمن في المنطقة، ولإمدادات الطاقة، في وقت يمر به الاقتصاد الدولي بظرفٍ دقيق.
فيما أشاد في الوقت نفسه بكفاءة ويقظة القوات السعودية في التعامل مع تلك الهجمات الإرهابية.
وحثَّ الأمين العام للجامعة العربية، المجتمع الدولي على التعامل بحزم أكبر مع هذه العمليات الإرهابية، وما تُمارسه ميليشيات الحوثي من انتهاكات مستمرة للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني.
وأكد أن التضامن الدولي مع المملكة لابد أن ينعكس في موقف واضح من جانب المجتمع الدولي حيال هذه الهجمات، ومن يقف وراءها أو يَدعمها.
كما أدان البرلمان العربي وبشدة استهداف ميليشيات الحوثي الإرهابية محطة توزيع المنتجات البترولية التابعة لشركة أرامكو بمدينة جدة، فضلا عن إطلاقها عددا من الصواريخ البالستية والطائرات المُسيرة باتجاه مباني مدنية ومنشآت للطاقة باتجاه عدة مناطق في المملكة، والتي اعتُرضت وتدمرت بنجاح، مشيدًا بيقظة الدفاعات الجوية السعودية في الحفاظ على حياة الأبرياء والمدنيين والمنشآت الحيوية.
وذكر البرلمان، في بيان له، أن استمرار هجمات الحوثي تجاه المملكة العربية السعودية، واستهداف محطات توزيع المنتجات البترولية يُعد عملًا إرهابيًا جبانًا، يستهدف منشآت حيوية، والمساس بواحدة من أهم السلع الإستراتيجية للعالم، الأمر الذي يستوجب موقفا دوليا حازما للتصدي للأعمال الإرهابية، ومحاسبة المخططين والداعمين والممولين والذين يقفون خلفها، سواء كانوا أفرادًا أو جماعات أو دولًا، خاصة بعد تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية ووقف إمدادها بالسلاح.
