الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عبد الرحيم علي الكاتب والباحث والصديق

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يحتفل الصديق د عبد الرحيم علي بعيد ميلاده التاسع والخمسين، وبعد 35 عاما معرفة وصداقة من بين طيات تلك الأعوام أقدم شهادة يستحقها الصديق الوفي والكاتب المستنير والباحث الرصين متعدد المواهب من المنيا للقاهرة وصولا لباريس، أشهد طوال 35 عاما بأن عبد الرحيم لم يتخلي عن مهمتة في مقاومة الإرهاب ولم يسبقه في ذلك سوي أستاذنا د رفعت السعيد، كان عبد الرحيم أول من قاوم الإرهاب والتطرف في الصعيد وشرفت بصحبته في بعض موضوعات،  تلك المقاومة الصحفية عبر صحيفة الأهالي، وواصل عبد الرحيم في كتابات وأبحاث وإن تحولت كتاباته إلي مدرسة فرضها قلمه علي الصحافة والإعلام المصري والعربي وكان الأوضح صوتا لتكشف عن عمق تلك الأزمات وتقدم الحلول. 

الكاتب الصحفي عبدالرحيم علي

من المخاطرة إلي عمق الصدام مع الحكومة والإسلام السياسي منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي نزحت وعبد الرحيم إلي القاهرة، وأذكر كيف قدم موضوع عن أرهاب الجماعة الإسلامية في أبو قرقاص 1990 استطاع من خلالة الإطاحة بالمحافظ ومدير الأمن وكل المسئولين حينذاك، كان دائما عبد الرحيم في المقدمة، ثلاثة سنوات صحفية لا استطيع أن انسي بطولة عبد الرحيم ودعمه لي في تواضع لأنه كان يري أنني الأكبر سنا وخبرة ولكني الآن أوكد أنه لولا بطولة عبد الرحيم ما استطاعت الأهالي أن تتقدم الجميع في مكافحة الإرهاب. 

ومن منتصف التسعينيات من القرن الماضي عاد المربع الذهبي (مصطفي وعادل وعبد الرحيم وأنا) إلي العمل الدراسي أيضا في مكافحة التطرف والإرهاب وننتقل حسب فلوسنا القليلة من شقة إلي أخرى بوسط البلد  وتتحقق أفكار عبد الرحيم  ويكتب هذة الأبحاث التي أحدثت ولا زالت دوي في الحياة الفكرية والسياسية، وكانت هذة الأعمال: المخاطرة في صفقة الحكومة وجماعات العنف – 1998 أسامة بن لادن الشبح الذي صنعته أمريكا – 2001 سيناريوهات ما قبل السقوط – 2002 المقامرة الكبرى – مبادرة وقف العنف بين رهان الحكومة والجماعة الإسلامية – 2003 موسوعة الحركات الإسلامية (8 أجزاء) الإسلام وحرية الرأى والتعبير – 2005 الإخوان المسلمون – فتاوى في: الأقباط والديمقراطية والمرأة والفن  2005 الإعلام العربي وقضايا الإرهاب – 2007 كشف البهتان – الإخوان المسلمون.. وقائع العنف وفتاوى التكفير كتاب الطريق الي الاتحادية.
لا أستطيع أن انسي مواقف عبد الرحيم  من وسط البلد إلي الدقي في تعامده مع شارع السودان كعادته، دعاني عبد الرحيم وطبعا لم أندهش أن وجدت مصطفي وعادل وتحاورنا طويلا حتي ولدت البوابة لننتقل إلي شارع مصدق.

هنا في “البوابة نيوز” مئات الزهور الصحفية تتفتح وتنمو في بلاط صاحبة الجلالة، وأضاف عبد الرحيم علي عشرات المنابر داخل المركز العربي للابحاث وبوابة الحركات الاسلامية التي قدم فيها عبد الرحيم علي عشرات الباحثين الذين يشار لهم بالبنان في ربوع مصر والعالم عبر تقديمهم تحت اشرافة آلاف الدراسات والأبحاث عن الإسلام السياسي.
من عمق الصعيد وشارع مصدق الي باريس حيث يكمل عبد الرحيم دور الرواد الأوائل رفاعة الطهطاوي ومحمد فريد وطه حسين في العبور من" النيل الي السين" دفاعا عن مصر ضد الإرهاب  ، ومساندا لثورة 30 يونيو بالدعوة والبحث والفاعليات.

أطلق الدكتور عبد الرحيم علي بباريس عام 2017 مركز دراسات الشرق الأوسط.  "CEMO"   ليكون جسرًا للتواصل بين الشرق والغرب والتحدث مع الغرب باللغة التي يفهمونها، والذي يعتبر مؤسسة مستقلة تهدف لنشر رسالة سلام من خلاص صوت مصرى مترجم بجميع اللغات من مصر البلد الذى يعد مهدًا لحضارة من أعرق الحضارات في تاريخ الإنسانية وقد أسسه الكاتب والباحث وصاحب مؤلفات كثيرة عن الإسلام السياسي ورئيس تحرير الجريدة المصرية البوابة  الدكتور عبد الرحيم علي، وتكون رسالته في أوربا إيصال وجهة نظر الإسلام المعتدلة، توضيح أن الإسلام ليس الإخوان المسلمين، خلق حلقة تواصل مستمر بين الديمقراطيين في الشرق ونظرائهم في الغرب لتوضيح مخاطر الإخوان على أوروبا والغرب وشرح وجهة نظرنا وشرح تجربتنا وأيضا آرائنا الحقيقية، توضيح خطورة الجماعات الإرهابية وجماعات العنف، وليعرف الغرب المخاطر التي يمثلها عليه الإسلام السياسي والحركي، كما يساهم المركز في دعم التبادل والتواصل بين الحضارات، ومنذ إنشائه قام مركز دراسات الشرق الأوسط،  بإطلاق العديد من الأنشطة مثل: الندوات والمؤتمرات، إصدار الكتب والمجلات والكراسات، تنظيم عدد من الحلقات التليفزيونية واللقاءات  الهامة، إصدارموقع متخصص بأربعة لغات  الفرنسية والعربية والإنجليزية والألمانية، ومنصات لـ "السوشيال ميديا".
لاينسي موقف د. عبد الرحيم علي في مقاومة الإخوان أثناء حكمهم وكان اول من كشف خيانة محمد مرسي مما ادي الي تعقبه وتعرضه للاغتيال وتعقب البوابة واقتحامها، ولكنه لم يتراجع وكان في مقدمة الداعين الي فضح الاعتصامات الإرهابية في النهضة ورابعة، وظل يقاوم الإرهاب من قبل ثورة 30 يونيو وكان أحد أركانها حتي انتصرت.   
عشت في جوار عبد الرحيم ومصطفي وعادل اختلفنا كثيرا حول آراء ولكننا لم نختلف علي عبد الرحيم، وللأمانة ظل الرجل بار بأصدقائه مهما كلفه الأمر، وأعترف أنني واحد من هؤلاء الأصدقاء، لم يتعال علينا ولم نطبل له أو نخدعه وظلت وستظل علاقتنا حتي أنفاسنا الاخيرة.
كل سنة وأنت طيب ياصديقي العزيز.