ما زالت الورش الفنية بمثابة الطريق نحو المشوار الفنى والإبداعي، التى تلجأ لها المواهب الشابة سواء فى التمثيل، والإخراج، والتأليف، والإنتاج، وغيرها، ويظن العديد من المواهب أنه لا يمكنها دخول هذا المجال من باب إما عن طريق معهد السينما أو معهد الفنون المسرحية، فهذه معلومة خاطئة، فهناك العديد من الأماكن يبدأ من خلالها الشباب البداية نحو هذا المشوار من خلال الورش المجانية فى العديد من المراكز والصروح الثقافية فى جميع المحافظات مثل مركز الإبداع الفني، والبيت الفنى للمسرح، والهيئة العامة لقصور الثقافة، وغيرها.
وضع مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة، الذي أسدل ستاره أول أمس، أولوياته لأبناء المحافظة الموهوبين، على إقامة العديد من الورش فى "التمثيل" للفنان أحمد كمال، و"الإنتاج" للكاتب حسام علون، و"الرسوم المتحركة"، و"تصميم وتحريك العرائس والمجسمات، وغيرها لمتخصصى المركز القومى للسينما، بهدف تأهيل جيل جديد من المواهب الشابة، الذين يمثلون امتدادا لأجيال من مبدعى الفنون، فهذه الورش ترسخ لاستراتيجية اكتشاف ودعم الموهوبين.
التقت "البوابة نيوز" بمدربي الورش للتعرف عليها ومدي أهميتها للمتدربين.
قال الفنان أحمد كمال، المشرف على ورشة "التمثيل"، لقد وعدت خلال مشاركتى بالدورة الـ 22 الماضية لمهرجان الإسماعيلية وتكريمى على هامش فعالياته ووعدت بتنظيم ورشة "تمثيل" لأبناء المحافظة، وبالفعل وقعت بروتوكول تعاون مع جامعة قناة السويس برئاسة الدكتور ناصر مندور، ومهرجان الإسماعيلية برئاسة المخرج سعد هنداوي، والسيناريست زينب عزيز، رئيس المركز القومى للسينما، تقدم لهذه الورشة 300 شاب وفتاة من داخل وخارج الإسماعيلية، ووقع الاختيار على أبناء المحافظة فقط معظمهم من طلاب جامعة قناة السويس، بلغ عددهم 30 موهبة، تدرب بمسرح الجامعة، مع توفير أجهزة إضاءة، وصوت تلائم آلية التدريب.
وأضاف كمال، أن التدريب مجاناً خاصة المبتدئين فى عالم التمثيل، ومدته 5 أيام بإجمالي 25 ساعة، فهو بمثابة تدريب مكثف إذا نفذ خارج المهرجان تكون مدته لا تقل عن شهر ونصف، لمست فى هذه المواهب حماسا غير عادي، فهم يمتلكون مواهب حقيقية، يتضمن التدريب خلال الورشة على أساسيات فن التمثيل، من حيث التركيز، والاستغراق، والإحساس بالجسد، وتنمية الخيال، والقدرة على الارتجال.
وأوضح كمال، أنه فى الحقيقة لا نستطيع فعل كل شيء، لكن ورشة "التمثيل" تعد بمثابة نواة لخلق فرص تدريبية للمواهب الشابة، وتعد هذه الورشة أولى خطوات المحاولة، أتمنى تكرار ورش التمثيل على مدار العام ليرتبط أهاليها بشكل أكبر بالمهرجان، وسيحصل المشارك فى نهاية الدورة على شهادة تضاف إلى سيرته الذاتية، لتأهيله فى المشاركة بورش أو مهرجانات أخرى، إضافة للاحتفال بهم فى ختام المهرجان، أما فرص العمل وتشغيل هذه المواهب، فله دور آخر غير معنى به مهرجان الإسماعيلية.
مجدى الشحري: تعليم الأطفال على الابتكار واكتشاف مواهبهم
قال السيناريست مجدى الشحرى، مدير الإنتاج بالمركز القومى للسينما، إن المركز شارك من خلال فعاليات مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة، فى دورته الـ 23، بتنظيم عدة ورش فنية تدريبية للأطفال وطلاب المدارس بمحافظة الإسماعيلية، بالتنسيق مع قصر ثقافة الإسماعيلية، بدأت من الحادية عشرة صباحا حتى الرابعة عصرا منها: ورشة "الرسوم المتحركة"، و"تصميم وتحريك العرائس والمجسمات"، و"تحريك الورق المقصوص"، و"تحريك الصلصال"، بالإضافة إلى ورشة "الفن التشكيلي"، و"اللايف موشن"، ويقوم بالتدريب مجموعة من فنانى المركز القومى للسينما من مخرجي الرسوم المتحركة والعرائس فى الإدارة العامة للإنتاج وهى خدمة مجانية لشعب الإسماعيلية.
وتابع «الشحري» أنه خلال تنفيذ هذه الورش، يتم تصويرها عن طريق فيلم توثيقي، يضم كل فعاليات المهرجان بداية من الافتتاح حتى قبل الختام بيوم، من حيث تغطية كل العروض والندوات مثل ندوة المخرج عواد شكري، والمخرج خيرى بشارة، بالإضافة إلى ورشة "التمثيل" للفنان أحمد كمال فى جامعة قناة السويس، وقدم فى حفل الختام برومو يجمع كل الأنشطة والورش الخاصة بالدورة 23.
وأضاف، أن هذه الورش ليست تقدم للمرة الأولى لأهالى الإسماعيلية، فهناك عدة ورش أخرى تقام بمركز ثروت عكاشة الثقافى داخل مدينة الفنون والسينما بالقاهرة، منها نادى سينما الأطفال، الذى يقدم لأول مرة بالمركز، لعرض كل أفلام الأطفال، والأنيميشن، والروائية القصيرة المخاطبة للأطفال، إلى جانب ورشة فى الرسم، والصلصال، والأوريجامي، بهدف تعليم الأطفال الابتكار وكيفية الرسم وعمل المجسمات المتداخلة مع بعضها، والتى تصور بالكاميرات خلال مراحلها التنفيذية، وفى نهاية الورشة ينتج عنها فيلم مدته تتراوح من نصف دقيقة حتى دقيقة كاملة لكل ورشة.
حسام علوان: الأفلام القصيرة تحظى بأهمية كبيرة من المهرجانات المتخصصة حول العالم
قال الكاتب حسام علوان، إن ورشة "الإنتاج" تحتوى على كيفية تعلم أساسيات تقديم مشروع سينمائى فى أسواق الفيلم، وكيفية البحث عن تمويل، وما هى فرص التوزيع المتاحة، مضيفا أن الورشة يشارك بها شباب السينمائيين ممن لديهم مشروع فيلم تسجيلى قصير أو طويل، وسوف يقدم خلالها كل مخرج مشروعه فى ٥ دقائق، وسيتلقى تعليقا من مدير الورشة على المشروع وكيفية تقديم وتمويل له.
وأضاف، أن الهدف من الورشة تأهيل جيل جديد من المواهب الشابة سواء كان مخرجا أو منتجا، حتى يستطيعون تنفيذ وإنتاج مشاريعهم الفنية رغم الصعوبات المحيطة على أرض الواقع. وأوضح أنه ما زالت الأفلام القصيرة تحظى بأهمية كبيرة من المهرجانات المتخصصة حول العالم، لأنها تعد خطوة نحو صناعة الفيلم الروائى الطويل، ومدخلا مهنيا لأسلوب ورؤية المخرج، حتى يتمكن فى النهاية من صناعة محتوى فنى إلى الفيلم الطويل.