قال الدكتور سعيد توفيق أستاذ الفلسفة المعاصرة وعلم الجمال بكلية الآداب جامعة القاهرة، إنه كان حاضرا لحظة وفاة الدكتور سميح شعلان أستاذ الأدب الشعبي والعميد الأسبق للمعهد العالي للفنون الشعبية، أثناء مناقشة رسالة ماجستير.
وكتب توفيق عبر فيس بوك: عانيت خبرة أليمة لم أعهد مثلها من قبل، مات سميح شعلان بين يديّ. كان يجلس إلى جواري في أثناء مناقشة الباحثة هالة رحَّال في رسالتها للدكتوراه عن الجسد في التراث الشعبي (دراسة تطبيقية).
وأضاف: أصر سميح شعلان على رئاستي للجنة المناقشة التي ضمت الأستاذين محمد غنيم وعبد الحكيم خليل، وأصر سميح شعلان- في تواضع العلماء- على أن أكون رئيسًا مقررًا للجنة المناقشة رغم كوني مشرفًا مشاركًا، بينما هو المشرف الأساسي بحكم التخصص الدقيق. كان سميح شعلان آخر المتحدثين، وقال في كلمته القصيرة: إننا كعلماء نحرص على غرس نبتة المعرفة ونرعاها، فقد نموت اليوم أو غدًا!.
وتابع: أثناء إلقاء كلمتي الأخيرة قبل أن أقوم برفع الجلسة لإقرار منح الدرجة، أشارت هالة إلىّ لكي أنتبه إلى ما يجري بجواري؛ فانتبهت إلى أن سميح الجالس إلى جواري قد انتابته غيبوبة مفاجئة، ومال رأسه إلى صدره. حاولت مع الآخرين تدليك صدره من دون جدوى. طلبنا سيارة الإسعاف، فجاءت مسرعة بعد ربع ساعة. أخبرنا رجل الإسعاف أن سميح ميت. في خمس دقائق مات سميح الذي كان يجلس إلى جواري، والذي لم يجف حبر القلم الذي كتب به إهداءه لكتابه الجديد الذي أهدانيه منذ لحظات.
في أثناء هذه اللحظات أخبروني أن هالة أيضًا دخلت في حالة إغماء، فطلبنا سيارة أخرى للإسعاف: إحداهما نقلت سميح إلى الآخرة، والأخرى نقلت هاله لأقرب مستشفى.
وأضاف: رغم هذا الهول الذي وقع بي مثلما وقع بغيري، حاولت التماسك، فاتفقت مع الدكتور محمد غنيم على أن نقوم الآن بمنح الدرجة المستحقة للباحثة، وهي : مرتبة الشرف الأولى. رأينا ذلك، حتى لا يصبح الأمر "موت وخراب ديار" كما يُقَال. العزاء الوحيد هو أن سميح قد غرس نبتة يانعة مثمرة في المعهد العالي للفنون الشعبية بأكاديمية الفنون: هالة رحَّال، تلميذتي النابهة التي أتعهد لسميح أن أواصل رعايتها.