واصل وزير القوى العاملة محمد سعفان، اليوم الخميس، جولاته الميدانية لمحافظات الصعيد ، حيث يزور خلالها محافظة الأقصر وقنا- بعد أسوان - في إطار مبادرة "حياة كريمة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي لرعاية الفئات الأكثر احتياجا، والعمالة غير المنتظمة لشمولهم ضمن منظومة متكاملة لرعايتهم اجتماعيا وصحيا وتأمينيا، ليحيوا حياة كريمة تليق بهم وتحقق طموحاتهم وأحلامهم.
وكانت المحطة الثانية -بعد أسوان- زيارة الوزير لمحافظة قنا، ليؤكد ما وعدت به الدولة المصرية، خلال زياراته المكوكية للمحافظات والتواجد وسط العمال بكافة القطاعات للتعرف عن قرب عن كافة المشاكل والإسراع في تذليلها والمساعدة في حلها مع الجهات المعنية المختلفة وتوفير الرعاية للعمالة غير المنتظمة وتصنيفها وعمل قاعدة بيانات متكاملة وسليمة تمهيداً لتقديم الرعاية على أرض الواقع.
وشهد وزير القوى العاملة محمد سعفان، ومحافظة قنا اللواء أشرف الداودي، ختام فعاليات ملتقى السلامة والصحة المهنية الثالث بالمحافظة الذي عقد في مصنع أسمنت قنا، بحضور اللواء عبد الفتاح حرحور، رئيس مجلس الإدارة، والمهندس طارق طلعت العضو المنتدب للشركة، وأيمن قطامش رئيس الإدارة المركزية للتدريب المهني، وحسام طلبة، وعبدة هاشم، ومحمد عبد الوهاب مديرو مديريات القوى العاملة بقنا الأقصر وأسوان، وسيد حامد رئيس الاتحاد المحلى لعمال قنا والأقصر.
في مستهل كلمته أبدى الوزير سعادته بوجوده في محافظات الصعيد التي تتمتع دون غيرها من محافظات الجمهورية بالعراق والأصالة بين أهلها، مقدما الشكر للمحافظ ورئيس مجلس إدارة الشركة على استضافة فعاليات ملتقى السلامة والصحة المهنية والذي لم يصبح احتفالا عاديا وإنما أصبح احتفالية كبرى تشمل كل فعاليات القوى العاملة من عمالة غير منتظمة وتوفير فرص عمل لذوي القدرات الخاصة والتدريب المهني على مستوى المحافظة.
كما هنأ الوزير المحافظ ورئيس مجلس إدارة الشركة والحضور وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، بقرب حلول شهر رمضان الكريم، كما هنأ المرأة المصرية صاحبة الدور العظيم في بناء الأسر والمجتمعات، لافتا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أصدر توجيهاته للقوى العاملة في تلك الاحتفالية بالاهتمام الشديد بالمرأة في كل ملفات عمل الوزارة في الفترة القادمة من كل النواحي.
وأكد سعفان أهمية نشر ثقافة وسلوك السلامة والصحة المهنية في المجتمع، لما لها من دور كبير في الحفاظ على رأس المال البشري، والحفاظ على المعدات وأدوات الإنتاج، بما له من أكبر الأثر على ازدهار الاقتصاد.
وأضاف وزير القوى العاملة: "إحنا عايزين نطبق روح ومفهوم السلامة والصحة والمهنية، ويكفى فى مسألة السلامة والصحة المهنية الاسم الأول فيها وهو كلمة (السلامة) وهي أهم مبدأ لازم نحافظ عليه، وأن يدرك كل واحد فينا المخاطر المحيطة به، ويحاول قدر الإمكان درء هذه المخاطر عن نفسه وعن الغير وعن المنشأة".
وأكد سعفان أن دور الوزارة ليس دورا رقابيا فقط لاكتشاف المخالفات واتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال المنشآت المخالفة بل يمتد لوضع السياسات اللازمة لتوفير الدعم اللازم، وكذا نشر الوعي الوقائي للعمال من خلال الندوات والملتقيات وأسابيع السلامة والصحة المهنية، لافتا إلى أن المجتمع المصري بالكامل مسئول عن تحقيق التنمية المنشودة.
وقال الوزير: إن القوى العاملة تعملُ جاهدة على نشر هذه الثقافة المهمة بين أوساطِ المجتمع المصري، كي تتحول إلى سلوكٍ حياتيّ وواقعٍ معيش لكل فرد في بيتهِ وبيئةِ عمله، باعتبار أن السلامة والصحة المهنية ليست مجرد تجهيزات ومعدات والتزام بتعليمات، بل هي سلوكٌ لكل فرد يحيا به ويتعايشُ ويتفاعلُ معه.
وأضاف: نسعى كي يكون لدى كل مواطن مصري القدر الكافي والوعي اللازم بأهمية السلامة والصحة المهنية في الحفاظ على رأس المال البشري والمادي، في اهتمامنا يتمثل في الحفاظ على الإنسان والبنيان، باعتبارهما قطبي العملية الإنتاجية.
من جانبه رحب المحافظ بالوزير مقدما الشكر والتقدير له على الجهود المبذولة من أجل حماية العمال وضمان سلامتهم بأماكن العمل في القطاعات المختلفة، وكذلك توفير مزيد من فرص العمل للشباب وكذلك فرص التدريب المهني كما رحب بالسادة الحضور من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ والعمال وخريجي مراكز التدريب المهني بالمحافظة.
وأكد المحافظ أن السلامة والصحة المهنية هي أحد ركائز التنمية المستدامة وذلك لاهتمامها بالعامل وتوفير بيئة عمل امنة وصحية، لذا وجب على جميع الشركات تدريب العاملين لديها على الالتزام بتطبيق إجراءات واشتراطات السلامة بها كسلوك يومي وليست تعليمات فقط.
ورحب رئيس مجلس إدارة شركة أسمنت قنا، بالوزير والمحافظ، مجددا استعداد الشركة على التعاون دائما مع الوزارة في جميع الأحداث، مشيرا إلى أن الملتقى اليوم يعتبر الملتقى الثالث للسلامة والصحة المهنية على أرض قنا تأكيداً على دور الشركة الرائد في خدمة المجتمع الصناعي والعمالي.
وأضاف أن الشركة إحدى شركات مجموعة مصر للأسمنت الرائدة في صناعة الأسمنت في الجمهورية تم تأسيسها عام ١٩٩٧ وبدأت في الإنتاج عام ٢٠٠٢ بمواصفات قياسية معترف بها عالميا ومحليا مستمرة في تكرير أعمالها حتى الآن لمواكبة تطورات السوق العالمية لإنتاج منتجات اسمنتية عالية الجودة.
وقال: كل هذا التطور والتقدم لم يكن ليتم إلا بمساعدة كل الجهات من أجهزة الدولة ومنها القوى العاملة والتي وضعت سياسات من شأنها توفير بيئة عمل آمنة شروط عمل عادلة تكفل الحماية للقوى العاملة من الحوادث والكوارث والأزمات والأمراض المهنية، وكذلك دورها المهم في متابعة تنفيذ الاشتراطات المهنية وتأمين بيئة العمل وإجراء القياسات المعملية.
وأكد مدير المديرية أن الدولة المصرية ووزارة القوى العاملة لا تدخران أي جهود في سبيل حماية حقوق العمال في كافة مواقع العمل بتطبيق اشتراطات السلامة والصحة المهنية التي نص عليها الكتاب الخامس من القانون رقم ١٢ لسنة ٢٠٠٣ من أجل تحسين جودة بيئات العمل وتأمينها من مختلف أنواع المخاطر التي قد يتعرض لها العامل أثناء تأدية عمله، ومعالجة المسببات التقنية التي قد تؤدي إلى هذه المخاطر وينجم عنها في كثير من الأحيان الكوارث والأزمات في الأجهزة والمعدات بما يؤثر سلبا على طرفي علاقة العمل وفقا للقانون.
وأضاف أن شعار معا من أجل حياة آمنة خالية من المخاطر ليس شعار وحسب وإنما هو دليل على طموحات وأهداف الوزارة في الجمهورية الجديدة وما تسعى إليه جاهدة من أجل تحقيقه، بالعزيمة والإصرار والصبر والإخلاص والمثابرة، لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية كي تكون أسلوب حياة وسلوك شخصي نتسم به جميعا في الحياة اليومية، وذلك بعمل ندوات توعوية ومحاضرات للعمال في مواقع العمل للتعريف بأهمية السلامة في المدارس والجامعات والقرى والنجوع.