الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

معلومات لا تعرفها عن العصر الهلنستي

الاسكندر
الاسكندر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

هناك فترة مرت على بعض دول العالم تعرف بـ"العصر الهلنستي"، ولا يعرف الكثير من الناس عن ذلك العصر وهذه الفترة تصف فترة وجيزة نسبيا بين وفاة الإسكندر الأكبر عام 323 قبل الميلاد حتى سقوط مصر في أيدي الرومان عام 31 قبل الميلاد ومن هنا كانت نهاية العالم الهلنستي حيث كانت مصر وخاصة مدينة الإسكندرية مركزا مهما للثقافة الهلنستية، ففي عام 336 قبل الميلاد أصبح الإسكندر الأكبر زعيما لمملكة مقدونيا اليونانية، وبعد 13 عاما تحديدا وقت وفاته كان قد بنى إمبراطورية امتدت من اليونان إلى الهند، تلك الإمبراطورية غيرت العالم عن طريق نشر الأفكار والثقافة اليونانية من شرق البحر الأبيض المتوسط حتى آسيا.

يطلق المؤرخين على تلك الحقبة إسم "الفترة الهلنستية"، وهي مشتقة من كلمة (هلزين) والتي تشير إلى التطابق مع اليونانيين أو التحدث باليونانية، وكانت الإمبراطورية التي أسسها الإسكندر الأكبر هشة ولم يكن مقدرا لها البقاء لفترة طويلة، وبعد وفاة الإسكندر عام 323 قبل الميلاد، قسم جنرالاته الأراضي التي ضمها سابقا فيما بينهم، وحكم تلك الأجزاء من الإمبراطورية ثلاث سلالات قوية هو “السلوقيون في سوريا وبلاد فارس، والبطالمة في مصر، وأنتيجونيدس في مقدونيا واليونان”.

وبالرغم من أن تلك السلالات لم تكن موحدة سياسيا إلا أنها كانت تشترك في الكثير من الأمور وأهم هذه الأمور هي اليونانية، والتي يشير إليها المؤرخين عادة عند التحدث عن الهلنستية، عملت هذه السلالات بجد من أجل تنمية العلاقات التجارية في جميع أنحاء العالم الهلنستي، فقد قاموا باستيراد العاج والأبنوس واللؤلؤ والتوابل والسكر من الهند، والنبيذ من سوريا، وورق البردي والكتان والزجاج من الإسكندرية، وزيت الزيتون من أثينا، والتمور من بابل، والفراء والحديد من الشرق الأقصى، كما تم بناء الكثير من القصور الفخمة، وأقاموا المنحوتات باهظة التكاليف، وقدموا رعاية كبيرة للمتاحف والمكتبات الشهيرة وكان من ضمنهم مكتبة الإسكندرية.

كانت لغة (كوين) هو اللغة المشتركة لليونانيين من نهاية الفترة الكلاسيكية حتى العصر البيزنطي، وبمثابة قوة ثقافية موحدة بغض النظر عن المكان الذي قدم منه الشخص، بهذه اللغة يمكنه التواصل مع أي شخص في العالم الهلنستي العالمي، وفي الوقت نفسه شعر الكثيرون بالغربة داخل هذا المشهد السياسي والثقافي الجديد، وانضم الكثير من هؤلاء إلى تلك الأديان الغريبة الغامضة كعبادة إيزيس، وحتى الفلاسفة الهلنستيون أيضا قاموا بتحويل تركيزهم على الداخل، فقد عاش (ديوجين) حياته کتعبير عن الإحتجاج ضد النزعة العالمية، وجادل الفيلسوف (إبيقور) بأن أهم شيء في الحياة هو السعي وراء متعة الفرد وسعادته، أما الرواقيون بالنسبة لهم إن كل فرد لديه شرارة إلهية يمكن تنميتها من خلال عيش حياة طيبة ونبيلة.

أما بالنسبة للفن والأدب الهلنستي، فقد عبر أيضا عن هذا الإغتراب من خلال رفض العروض الجماعية والتأكيد على الفرد، على سبيل المثال تصور المنحوتات واللوحات أشخاصا حقيقيين وليست مجرد نماذج مثالية، وعندما ازدادت قوة الجمهورية الرومانية بدأت في استعراض قدرتها العسكرية، ففي عام 168 قبل الميلاد هزم الرومان مقدونيا، ومن تلك اللحظة فصاعدا نما التأثير الروماني، وفي عام 146 قبل الميلاد سيطرت روما على المنطقة الهلنستية، وعندها بدأ الرومان في تقليد الدين والأفكار والملابس اليونانية.

جاءت نهاية العصر الهلنستي مع هزيمة أسطول (كليوباترا) و(مارك أنطوني) على يد أسطول (أوكتافيان) عام 31 قبل الميلاد، وجعل اليونان جزءا من الإمبراطورية الرومانية الجديدة، وعلى الرغم من قصر العمر بالنسبة للحقبة الهلنستية إلا أن الحياة الثقافية والفكرية لتلك الحقبة باتت تؤثر على الكتاب والقراء والعلماء وحتى الفنانين.