الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

اقتصاد

ننشر كلمة وزيرة التخطيط في احتفالية عيد الأم 2022

السعيد
السعيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ألقت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، كلمة اليوم الأربعاء أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي وقرينته، وذلك بمناسبة احتفالية عيد الام 2022 . 

واستهلت الوزيرة كلمتها قائلة: “في هذا اليوم العظيم يُسعدني أن أبعث ببرقية حب  وتحية لكل الأمهات... كل عام وكل أم مصرية بخير وسعادة... كل عام ومصرنا الحبيبة في أمان وتقدم وازدهار”.  
 

وأضافت السعيد:" قبل أكثر من ثمانية قرون قال ابن رشد أن المرأة كفء لممارسة أعمال الحرب وأعمال السلم معًا ... قالها في حٌقبة كانت تٌعانى فيها المرأة من التهميش... إلا أن ابن رشد كان لديه قدرة على قراءة المستقبل وثقة كبيرة وإيمان شديد بقدرات وإمكانيات المرأة حيث أصبحت هذه المقولة حقيقة دامغة على أرض الواقع... فها نحن نرى ما تحققه المرأة من نَجَاحات وإنجازات في جميع المجالات... وتأتي المرأة المصرية دائمًا في الطليعة   ... فهي طالما كانت السَنَد وقت الشدائد والأزمات، والشريك الفاعل في صُنع السلام، وهي التي استطاعت بجَلَد يُحفزهُ طاقاتِ كامنةَ غير محدودة وهبها اللهُ لها أن تتحمل المسئولية، فلم يعد هناك مجال بعيد عن مشاركة المرأة المصرية ... هي الوزيرة والقاضية ونائبة الشعب ورائدة الأعمال وغيرها الكثير والكثير في كافة المجالات ... لذلك لا نتردد في القول أننا نعيش اليوم أزهى عصورها أو بالأحرى عصرها الذهبي ... ويعود الفضل إلى رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي الذى أولى ملف دَعم المرأة وتمكينها اهتمامًا خاصًا منذ اليوم الأول لتوليه مسئولية الحُكم ... لإيمانه القوى وثِقته الكبيرة في قٌدراتها وصَبرها وجَلَدها في جميع الأزمات، فهي كانت دائمًا ومازالت أهل لهذه الثقة".

وتابعت الوزيرة : * الحديث عن ضرورة التمكين الاقتصادي للمرأة، لم يَعُد مُجرد حديث ذو بُعد اجتماعي أو يهدف فقط إلى تحقيق المساواة بين الجنسين، وإنما أصبح ضرورةً اقتصاديةً لتعظيم الاستفادة من الطاقات الإنتاجية والابداعية التي وهبها الله للمرأة 
وما تٌحققه من قيمة مٌضافة تٌسهم في النمو الشامل والمستدام، وتأكيدًا لذلك أثبتت الدراسات أن تقليص فجوة النوع الاجتماعي بنسبة 25% يؤدي إلى زيادة إجمالي الناتج المحلي العالمي بنحو 5,3 تريليون دولار".

وقالت : “تعمل الدولة المصرية بجميع مؤسساتها على إنفاذ الدستور فيما يخص الحقوق السياسية والمدنية للمرأة، وما يلزمه ذلك من تهيئة البيئة المجتمعية التي تساعد المرأة على ممارسة تلك الحقوق، سواء فيما يتعلق بالتمكين الاقتصادي للمرأة من جهة، وتطوير البنية التشريعية الداعمة لذلك من جهة أخرى، الى جانب النهوض بالوعي الجمعي باعتباره المعركة الأشد في مواجهة الأفكار المغلوطة المرتبطة بدور المرأة في المجتمع”.

وأضافت : وتحقيقًا لذلك تٌمثلُ قضايا المرأةِ وجهود تمكيِنها سياسيًا، واقتصاديًا، واجتماعيًا نقطةَ التقاءِ مُضيئة في جميعِ محاورِ رؤيةِ الدولة المصرية وبرامِجها التنموية، فالاهتمام بدعم المرأة وتمكينها أصبح مُتأصلاً في التوجّه التنموي للدولة من خلال إطلاق دليل التخطيط المٌستجيب للنوع الاجتماعي الذي يهدف لدَمج البٌعد الاجتماعي في جميع الخطط التنموية، كذلك تعمل الدولة على دعم المرأة وتمكينها من خلال العديد من المشروعات والمبادرات أذكر منها:
المبادرة الرئاسية لتطوير الريف المصري "حياة كريمة" ودوره في تحسين الأحوال المعيشية للمرأة المصرية، حيث يساهم هذا المشروع في تحسين جودة الحياة لنحو 34 مليون سيدة لما يوفره من خدمات الصحة الجيدة، والسكن اللائق، وفرص العمل. 
كذلك يأتي المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية الذي أطلقته الدولة منذ أيام بتشريف رئيس الجمهورية ليُعزِّز جهود تحسين وضع المرأة، فمحاور هذا المشروع التنموي تٌمثل جميعها روافد تَصٌب في الهدف الأسمى الذي تضعه الدولة نَصب أعينها وهو الارتقاء بجودة الحياة للأسرة المصرية، وفي القلب منها المرأة عِمَاد هذه الأسرة وحارسها الأمين، لذلك جاءت المحاور الشاملة لهذا المشروع التنموي لتحقق التمكين الاقتصادي للسيدات، وتقديم الحوافز المادية المشروطة بالالتزام بالضوابط التي تضمن صِحة المرأة وتحسين ظروفها المعيشية.

واستطردا السعيد :"لم تتوقف جهود الدولة واهتمامها بقضايا بالمرأة عند ذلك بَل تم تنفيذ حِزمة من البرامج والمبادرات للعمل على بناء قدرات المرأة المصرية وتأهيلها لمزيدٍ من المشاركة الفاعلة في جهود التنمية وتبوء المناصب القيادية حيث: 
-  تم تدريب نحو أربعة آلاف سيدة من 12 محافظة في برنامج القيادات النسائية التنفيذية الذي أطلقه المعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة ومنظمة الأمم المتحدة للمرأة وجامعة ميزوري الأمريكية، ويستهدف البرنامج تغطية جميع المحافظات مع نهاية هذا العام، هذا بالإضافة الى تدريب نحو 7 الاف سيدة  في برامج تديبية متنوعة من خلال الاكاديمية الوطنية للتدريب.
ومساهمًة في تعزيز توجّه الدولة لتنمية علاقات التعاون مع الدول الأفريقية الشقيقة تم تدريب نحو 380 سيدة قيادية من 45 دولة أفريقية وذلك بالتعاون مع وزارة الخارجية المصرية.
وقالت: "وتنفيذاً لتكليفات فخامة الرئيس في الاحتفال بيوم المرأة العام الماضي تم إعداد واطلاق برنامج لتعزيز وصول المرأة للقيادة بتعاون وشراكة بين وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والمجلس القومي للمرأة بالشراكة مع مركز  تورين الدولي التابع لمنظمة العمل الدولية. 
وأضافت :"ولان تقليص الفجوة الرقمية بين الجنسين يُعَد أحد السبل لزيادة فرص تمكين المرأة ومشاركتها في فرص العمل ووظائف المستقبل، تكثّف الدولة جهودها لتنفيذ برامج التدريب للسيدات والفتيات في المجالات التكنولوجية والرقمنة، ومن بينها تدريب نحو 2000 سيدة من خلال مبادرة هي لمستقبل رقمي، التي تستهدف في المرحلة الأولى السيدات في الوزارات والجهات الحكومية، وتهدف المبادرة إلى تدريب 8 آلاف سيدة بنهاية عام 2022.
واستطردا :"وكأحد ثِمار الجهود المبذولة لتنمية قدرات السيدات في الجهات الحكومية بَلغت نسبة الإناث الفائزات بجائزة مصر للتميّز الحكومي بفئاتها المختلفة التي يتم تنظيمها برعاية كريمة من السيد رئيس الجمهورية نحو 30% من الفائزين. 
وتقديراً لدور المرأة وسعياً لزيادة فرص مشاركتها في الوظائف الحكومية وتمكينها، نستأذن سيادة الرئيس في أن نعلن اليوم عن "جائزة التميز الحكومي لتكافؤ الفرص وتمكين المرأة" كفئة خاصة من فئات التميز المؤسسي.
-   وتوافقًا مع الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة التي تستهدف تولي المرأة المناصب الإدارية العُليا بنسبة 30% بحلول عام 2030، أصدرت الهيئة العامة للرقابة المالية قرارًا تبعه قرار أخر للبنك المركزي المصري بوجوب تمثيل اثنتين من الكوادر على الأقل في مجالس إدارات الشركات والجهات العاملة في مجال الأنشطة غير المصرفية ومجالس إدارة البنوك.
-  وكثمار لذلك ارتفع مؤشر تمثيل المرأة في مجالس الإدارة لما يَقرُب من ألف شركة وبنك من ١٣٪ في عام ٢٠٢٠ إلي ١٦,٧٪ في عام ٢٠٢١، وفي حال الاستمرار بهذا المعدل للزيادة السنوية سيتم الوصول للهدف ٣٠٪ سيدات في مجالس الإدارة بحلول عام ٢٠٢٦.
وقد تَكلَّل كل ذلك بتوجيه الرئيس بالاستعانة بالمرأة في النيابة العامة ومجلس الدولة وذلك تأكيدًا على جدارة المرأة في تولي المناصب المختلفة، حيث صَدَر في يونيو 2021 القرار التاريخي "ببدء عمل العُنصر النسائي في مجلس الدولة والنيابة العامة "، وتعيين 98 قاضية جديدة في مجلس الدولة، كذلك  شهدنا خلال العام المنقضي ولأول مرة أيضًا تولى امرأة منصب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان السفيرة مشيرة خطاب.

وتابعت السعيد : "بالتأكيد كان هناك ثِمار لهذه الجهود والخطط المتواصلة في تحسن ترتيب مصر في المؤشرات الدولية المعنيّة بالمرأة .. فقد تَحسَّن وضع مصر في المؤشر الفرعي للتمكين السياسي للمرأة في مؤشر فجوة النوع الاجتماعي الصادر عن منتدى الاقتصاد العالمي في 2021 بنحو 55 مرتبة حيث جاءت في المرتبة 79 عام 2021 مقارنة بالمرتبة 134 في عام 2014، كذلك وبفضل جهود الدولة لتحقيق الشمول المالي ارتفعت نسبة السيدات الآتي لديهن حسابات بنكية لنحو 16 مليون سيدة بمعدل نمو 163% بين عامي 2016 و2021.

وأردفت :"انجازات كبيرة وتَحسُّن واضح في المؤشرات المحلية والدولية تَعكس حجم الجهود التي تتَبذلها الدولة بدعم من القيادة السياسية لتحسين وضع المرأة المصرية وتعزيز مكانتها كشريك أساسي في بناء الجمهورية الجديدة ".


واختتمت وزيرة التخطيط كلمتها: اسمحوا لي أن أؤكد أن شهر مارس من كل عام ربما ينتظره العالم للاحتفاء بالمرأة ... ولكنني أستطيع أن أقول الآن - وبكل ثقة - أن احتفاء مصر بالمرأة أصبح في كل أشهر العام وأيامه ... احتفاء تُجسّده إنجازات ومُكتسبات جديدة تُضاف لسجل إنصاف المرأة وتقديرها، يُمثل كل منها دٌرة جديدة لامعة في سلسلة الوصل والعرفان من وطن عزيز تُمثل المرأة قلبه النابض، التي تُبادل هذا الوصل عطاءً يتجلّى كل يوم فهي الأم والأخت والزوجة والمعلمة والطبيبة وهي قَبلَ كل ذلك وفوقه أم البطل والشهيد.

أشكركم وأُجدد تهنئتي لكل أمهات مصر... كل عام وأنتن بخير، ومصرنا العزيزة في تقدّم وازدهار.