أكدت دولة الإمارات أهمية تكاتف وتضامن برلمانات العالم للقيام بمسؤولياتها نحو تهيئة بيئة دولية آمنة ومستقرة، من خلال تطوير حلول مبتكرة لمواجهة التحديات الدولية وتعزيز العمل متعدد الأطراف.. مشددة على دور البرلمانات ومسؤوليتها الكبيرة في مجابهة خطاب التطرف والكراهية عبر سن التشريعات وتفعيل أدوات الرقابة البرلمانية في هذا الشأن، وتعظيم دور الدبلوماسية البرلمانية في تغليب لغة الحوار والحلول السياسية للأزمات العالمية.
ووفقا لوكالة الأنباء الإماراتية "وام" اليوم /الأربعاء/ جاء ذلك في كلمة الدكتور علي راشد النعيمي رئيس مجموعة الشعبة البرلمانية الإماراتية خلال مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة الـ 144 للاتحاد البرلماني الدولي المنعقدة في أندونيسيا.
وقال النعيمي إن دبلوماسيتنا البرلمانية مطالبة أكثر من أي وقت مضى بإعطاء الأولوية المطلقة، للبحث في آليات تعظيم دور القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني في الحفاظ على السلم والأمن الإقليمي والدولي، وأن يكون للبرلمانيين إسهامات حقيقية في هذا الصدد.. ولعل ما تقوم به مليشيات الحوثي الإرهابية من اعتداءات آثمة على الأعيان المدنية في كل من السعودية، ودولة الإمارات تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وتهديدًا فعليًا للسلم والأمن الإقليمي والعالمي، ولذلك جاء قرار مجلس الأمن رقم /2624/ مؤكدًا على تصنيف هذه الجماعة بأنها إرهابية.
وطالب بأن تتضمن قرارات الاتحاد البرلماني الدولي الصادرة عن هذه الدورة، ما يؤكد قرار مجلس الأمن في هذا الشأن، باعتبار جماعة الحوثي جماعة إرهابية تهدد السلم والأمن الدوليين.
وأضاف أنه من واقع مسؤولية دولة الإمارات كعضو غير دائم في مجلس الأمن، وكرئيس للمجلس في شهر مارس الجاري، فإن حكومة دولة الإمارات وبمؤازرة من نشاط الدبلوماسية البرلمانية للمجلس الوطني الاتحادي، تعمل بكل طاقاتها لخفض التصعيد والتوتر جراء الوضع في أوكرانيا، والعودة إلى الحوار والمفاوضات وإعطاء الأولوية لحماية المدنيين، واحترام جميع الأطراف للقانون الإنساني الدولي.
وجدد الدعوة لجمهورية إيران للرد الإيجابي على دعواتنا المتكررة للحل السلمي لقضية الجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى، من خلال المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية، اتساقًا مع مبادئ القانون الدولي والمواثيق الإنسانية".
وأكد أهمية إنهاء الاحتلال لكافة الأراضي الفلسطينية والعربية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بما يتفق مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، ويحقق حل الدولتين.
وقال النعيمي: "لا يمكن لمنطقة الشرق الأوسط أن تنعم بالاستقرار والسلم دون إخلائها من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية، لأن من شأن ذلك أن يسهم في تخفيف حدة الصراعات والنزاعات في منطقتنا العربية، وبناء الثقة والتعاون بين دولنا، ونأمل أن تضمن الأطراف في فيينا مخاوف دول المنطقة من امتلاك إيران للسلاح النووي، بالإضافة إلى برنامجها الصاروخي، ودعمها للمليشيات الإرهابية في المنطقة بالأسلحة والطائرات المسيرة، وتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول".
وأكد النعيمي أن موضوع اجتماعنا اليوم يمثل القضية الأكثر خطوة على سلامة أمن البشرية في عقودها القادمة، حيث إن موضوع الأمن المناخي يجب أن يكون من أولويات متطلبات الأمن العالمي، بعدما أصبح تغير المناخ يمثل تهديدًا حقيقيًا للسلم والأمن الدوليين وندرك يقينًا أن مكافحة تغير المناخ يتطلب عملًا متعدد الأطراف وشراكة استراتيجية بين المؤسسات الحكومية والبرلمانية، والجمعيات الأهلية، وكل من يعيش على كوكب الأرض.
وقال إنه من الضروري أن تركز نقاشاتنا اليوم على الحلول التي ستسهم في دعم تحقيق أجندة المناخ، سواءً على مستوى توفير التمويل اللازم لدعم مشاريع الأمن المناخي، أو تبني المبادرات التي تترجم الاستراتيجيات المناخية من آمال وطموحات إلى مشاريع على أرض الواقع، خاصة ما يتعلق بتعزيز أنشطة البحث والابتكار وتنفيذ التزامات اتفاقية باريس.
وأكد أنه ولإيمان دولة الإمارات العربية المتحدة بأهمية إيجاد حلول مبتكرة لظاهرة التغير المناخي، فإنها ستستضيف في 2023 الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28"، بهدف تعزيز التعاون الدولي لاتخاذ إجراءات مناخية طموحة، وذلك عبر إشراك جميع الجهات والأطراف المعنية في المؤتمر.
وشدد على أهمية مشاركة الاتحاد البرلماني الدولي، وجميع البرلمانات الوطنية في أعمال مؤتمر"COP28" حتى تكون البرلمانات والمؤسسات البرلمانية الدولية شريكًا أساسيًا في إيجاد حلول واقعية وشمولية وعملية لتنمية الاقتصاد بشكل مستدام، وتحسين حياة شعوبنا، والحفاظ على حقوق الأجيال القادمة.