تسعى الحكومة ووزارة الزراعة في الفترة المقبلة لتخطي ازمة استيراد القمح من الخارج وزيادة المحصول المحلي، حيث أكد السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، أن أمن مصر الغذائى واستدامة نظم الغذاء بها قضية وجودية بالنسبة للشعب المصري، خاصة فى ظل التحديات الراهنة ولعل فى مقدمة هذه التحديات الفقر المائى الذى تعانى منه مصر، وظاهرة التصحر ومتطلبات التوسع العمراني.
وأضاف أن هناك جهودا متواصلة تقوم بها الدولة فى سبيل تحقيق الأمن الغذائى وتحسين مستوى معيشة السكان من خلال العديد من المحاور، ويأتى على رأسها محور التوسع الأفقى لزيادة مساحة الرقعة الزراعية مع تنويع مصادر المياه وترشيد استخداماتها، يضاف إلى ذلك محور التوسع الرأسى الذى يستهدف استنباط أصناف محسنة ذات انتاجية عالية واحتياجات مائية أقل ومبكرة النضج مع الاهتمام بتطوير آليات التخزين والنقل والحد من الفاقد مع التوسع فى سلاسل الإمداد وانشاء هيئة سلامة الغذاء وتطوير منظومة الحجر الزراعى والاهتمام بالصحة النباتية والحيوانية والسمكية.
وأوضح أن الحملة القومية للنهوض بمحصول القمح، تعتبر من أهم البرامج التى تساهم بشكل كبير فى التحسين من أجل التوسع الرأسي، بالمساهمة فى استنباط أصناف جديدة من المحصول تمتاز بالانتاجية العالية، ومقاومة الامراض والتأقلم مع التغيرات المناخية المختلفة.
وأكد القصير، على أهمية تكثيف حملات توعية المزارعين لاتباع النظم الزراعية الحديثة، والممارسات الزراعية الجيدة، من خلال وسائل الارشاد الزراعى المختلفة، وتأهيل المزارع الذى يتم تنفيذ الحقل الارشادى فى أرضه، بأن يكون خير مرشد للمزارعين من حوله، لافتا إلى ضرورة التوسع فى عمليات انتاج التقاوى الجيدة وتغطية كافة القرى والمحافظات، لدعم المزارعين وتحقيق أعلى انتاجية تسهم فى تقليل الفجوة الغذائية وفاتورة الاستيراد.
وفي هذا السياق يقول حسين عبد الرحمن أبو صدام، نقيب الفلاحين، إن مصر تعد دولة زراعية في المقام الأول لكنها تمر بأزمة كبيرة في محصول القمح منذ سنوات عديدة موضحًا أن المشكلة ليست وليدة اللحظة بسبب أن مصر تستورد 50% من متطلابتها من القمح من الخارج لسد الفجوة الغذائية وتغطية المنتج المحلي.
وأضاف أبو صدام، أن الحملة القومية للنهوض بمحصول القمح أتت بثمارها خاصة وأن هناك جزء كبير من الفلاحين اقبلوا علي زراعة محصول القمح بسبب تلك الحملة ولكن لابد وأن يكون هناك دعم كلي للفلاح المصري لزيادة المحصول وتقليل فاتورة الاستيراد الي جانب العمل علي أن يكون هناك تصدير للخارج.
وفي نفس السياق يقول الدكتور جمال صيام، الخبير الزراعي، إن تشجيع المزارعين على زراعة محصول القمح ومدهم بجميع المتطلبات وتشجيعهم ووجود دوافع قوية لهم لزراعة القمح أول خطوة للنهوض بمحصول القمح، إلى جانب وجود سعر عادل من قبل الحكومة لشراء المحصول بسعر مناسب.
وأضاف صيام، أن أزمة روسيا وأوكرانيا اثبتت أن محصول القمح في خطر ولابد وجود حلول بديلة لكي نتخطية تلك الأزمة عن طريقة استصلاح اراضي جديدة يتم زراعتها بمحصول القمح بشكل خاص لكي لا نضع نفسنا في مشكلة استيراد القمح من الخارج مرة أخري.