الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

"نحن أبناء الجمهورية" كتاب جديد عن مسلمي فرنسا

أرشيفية
أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أصدر شمس الدين حافظ ، عميد مسجد باريس الكبير والمحامي وعضو في اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان بفرنسا ،كتابا جديدا هذا الشهر بعنوان (دون استياء البعض، نحن أبناء الجمهورية)، الصادر عن دار النشر كالمان ليفي بباريس هو الرابع بعد كتبه ، (بيان ضد الإرهاب الإسلامي )،عند دار النشر إريك بونييه الصادر عام 2021 ، و(ماذا أصبح اسم زمور؟ )عن دار النشر لومومون بأكتوبر 2010 ، و( القانون والدين الإسلامي) ، بالاشتراك مع جيل ديفيرس ، أغسطس 2005 ،

يقول في كتابه الجديد بأن مسلمي فرنسا منسجمين كاملا في نسيج الامة الفرنسية وطالب الفرنسيين بالتوجه الى المقابر العسكرية لمشاهدة القتى المسلمين الذين ماتوا في سبيل فرنسا .
ويؤكد أن مسلمي فرنسا ملتزمون تمامًا ، دون دوافع خفية ودون مزايدة ، بالأمة الفرنسية. وطالبهم بالمجيء لإحياء ذكرى المقاتلين القتلى لفرنسا. تعال واستمع إلى أصوات المسلمين من الجيش الفرنسي وهم يغنون بشغف النشيد الوطني الفرنسي. فمن يجرؤ على اقتراح اندماجهم في المجتمع الفرنسي؟ وقال نحن مواطنون فرنسيون ، حتى لو يستاء ذلك للبعض.

يقول شمس في كتابه بأنه كان محامي مسجد باريس الكبير في زمن عميد المسجد دليل ابو بكر وانه كان يتبع سياسة الحوار والقانون عند كل تجاوزات البعض ضد الاسلام ورموزه فمثلا عندما هاجم الكاتب الفرنسي كيشيل هولبيك في روايته الاسلام وقام بإهانة الديانة الاسلامية في حواراته الصحفية خشينا ان تخرج فتوة بتقلته كما حصل مع سلمان رشدي التج\انا للقضاء لمحاكمته لكن برأته المحكمة وقالت بان ذلك من حرية التعبير الادبي او الفني لكننا لم نخسر القضية بل كسبنا نقطة وفتحنا صفحة في تاريخ فرنسا فالمسلمون ليسوا همجا ولا ارهابيين فقد بينا لهم اننا نرفض ما يحصل ونتبع الطرق السلمية والشرعية وهي القانونية كما اننا رفعنا قضية على مجلة شارلي ابدو عام 2007 حينما نشرت رسوما كريهة ضد نبي الاسلام ووضعت على عمامته قنبلة على انها دليل الايمان بينما هو رحمة مهداة للعالمين وكذلك برأها القضاء وقتها لكننا ايضا كسبنا نقاطا باننا مواطنون فرنسيين ونتفاعل باسم المواطنة ووبالطرق السلمية لم نطالب برفض ازدراء الاديان ولا بتحريم الكاريكاتيرات وانما قصدنا قطع الطريق على الارهابيين لاننا راينا وقتها ردود الفعل الغاضبة التي اجتاحت عواصمنا العربية والاسلامية احتجاجا على ذلك وكذلك هنا في فرنسا ولكنهم لم يستمعوا الينا وحصلت الكارثة عام 2015 وتم قتل الصحفيين والرسامين العرب والفرنسيين واليهود ومعهم شرطيين فرنسيين اصلهما عربي وافريقي

لكن ما حدث درس قاسي لكنه هام لكل الناس الذين يكرهون الإسلام وحتى للذين يتعاطفون معه ولكنهم لم يدينوا خطاب الكراهية.

كما اعتبر شمس الدين في خطابه بأن العلمانية في فرنسا حظ كبير للمسلمين على عكس ما يعتقدون. ويتوجب شرح مفهومها لهم جيدا واقتبس من اقوال المفكر المصري الدكتور على عبد الرازق الأستاذ في جامعة الأزهر أقواله في العلمانية حيث يساء فهمها على اعتبار أنها إلحاد وهي ليست كذلك. وقال بأن الدول الاسلامية دخلت في الحداثة دون أن تقلل من مكانة الاسلام الذي بقى روح البلد.

وقال بأنه يطالب الائمة بأن يتعلمون الفلسفة ولكن فوجئ بأن بعضهم في خطبهم يذكرون فيكتور هيجو وليون تولستوي وآخرون وقال بأنه يجب الاستنارة بأفكار المفكرين والعلماء الاوائل مثل الغزالي والرازي وابن رشد وابن خلدون رغم انهم من فلاسفة ومفكري القرن السابع والقرن الخامس عشر لكن تعد أفكارهم نواة الفكر الفلسفي والثقافي الإنساني حاليا.

كما شرح ما قام به حسن البنا من إنشاء حركة الإخوان المسلمين في مصر رغم وجود المصلحين في الأزهر الشريف حيث أسس منهج ديني ليحارب به النموذج الغربي لكنه اصطدم بالوطنيين المصريين والذين يحاربون الاخوان حتى يومنا هذا في مصر وكذلك الجزائر.. كما ثمن شمس الدين دور الأزهر النهضوي الذي يقدم إسلام عقلاني مستنير.

وفي إعادة قراءته للتاريخ كي يشرح الواقع الحالي والعلاقة الصعبة بين الجزائر وفرنسا، تطرق الى غزو فرنسا الجزائر عام 1830 تحت قيادة الملك شارل العاشر وما قامت به فرنسا من مذابح وتعذيب في البلاد وسرد بسرعة الأحداث الدامية وما اعتبروه الفرنسيين بان الجزائر فرنسية وكان وزير الداخلية عام 1954 فرانسوا ميتران كان يؤكد بأن الجزائر فرنسية ويسري عليها كل قوانين فرنسا اما الشعب الجزائري فلم يطلقوا عليه سوى الفرنسيين المسلمين ..كما ذكر شمس في كتابه نهج القائد نابليون بونابرت ورغبته في ايجاد مملكة عربية قوية تربط المحيط بالخليج، لكن لم ينصف احد الجزائر بل ان حرب التحرير الجزائرية التي استمرت 8 سنوات (1954-1962) لم يعترف بها من قبل فرنسا الا عام 1999 في الجمعية الوطنية كما ثمن ما قام به الرئيس ماكرون من اعتراف بجرائم فرنسا إبان استعمارها للجزائر وفتح الأرشيف واكتشاف الاف الجزائريين المعذبين والقتلى ولم يكن يعرف عن مصيرهم شيئا وكانوا مسجلون لعهود طويلة بالمفقودين.

وأكد شمس في كتابه بأن الاسلام دين سلام وأمان كما أنه يحترم ويقدر دور المرأة ويكرمها ولا يقلل من شأنها كما يظن البعض بل ان عزة المجتمع و الأمة في علو مكانة المرأة بل إن الأمة لا تعتبر متقدمة إلا إذا تحصل فيها النساء على مكانتها الريادية الى جوار الرجل. وقال بأن الإرهاب ليس من الاسلام ولا ولا سمة المسلمين ويعتبر فرنسا مختبر جميل للأفكار وفيها أكبر جالية إسلامية في أوروبا وهم مواطنون فرنسيون ضمن نسيج الشعب الفرنسي كإحدى مكونات الدولة ولهم حقوقهم وعليهم التزاماتهم كأي مواطن فرنسي آخر. واكد بأن المسلمين يعيشون حاليا في بلد فيه التعددية الثقافية والدينية ويرى في ذلك إثراء لفرنسا وطالب فرنسا بالتركيز على تعليم اللغة العربية جوهر الإسلام لكي تكون اللغة الثانية بعد الفرنسية وقبل الانجليزية كي يتم فهم سليم للإسلام وتعاليمه ويرى بأن فرنسا قاعدة مثالية لمشروع إسلامي كبير وانه يعمل على ذلك ففي فرنسا لن يتعارض الإسلام مع القيم الجمهورية الفرنسية.

275666164_1905726306483251_6280676437277048810_n
275666164_1905726306483251_6280676437277048810_n
276178278_1007640593213141_334529734138425448_n
276178278_1007640593213141_334529734138425448_n