تتزايد حدة الخلافات الداخلية بين الجماعات والفصائل الإرهابية في مدينة رأس العين السورية الواقعة تحت سيطرة القوات التركية، وذلك في إطار الصراعات القائمة حاليا بشأن العوائد المالية التي تحصل عليها أفراد الجماعات من وراء عمليات التهريب عبر الحدود وبيع المواد الغذائية.
وتطال قيادات وعناصر الجماعات المنتشرة في عفرين وإدلب ورأس العين، العديد من تهم الانتهاكات والفساد والتعدي على العناصر التابعة، بالإضافة للنزاعات المستمرة فيما بينها على مناطق النفوذ وتقسيم العوائد والدعم المقدم.
ومؤخرا أعلنت لجنة بادرت في التحقيق بشأن الانتهاكات التي ارتكبها أبو عمشة قائد جماعة تسمى "سليمان شاه" والمعروفة باسم "العمشات"، وقضت اللجنة بعزله، والتوصية بعدم تسليمه أي مناصب مستقبلا، في شهر فبراير الماضي، قبل أن يعود للظهور مجددا، قبل أيام، مع ذكرى اندلاع الأزمة السورية، وإعلان تسجيله الرغبة في الذهاب إلى "كييف" للقتال ضد القوات الروسية.
خلافات غير مسبوقة
وصف المرصد السوري لحقوق الإنسان، بحسب بيان صادر عنه، أمس الإثنين، أن الخلافات غير مسبوقة، ووصلت بهم لطرد فصائل، وقتل عناصر من بينهم.
وجاء في البيان، أن الخلافات تدب بين فصائل تسمى "فرقة الحمزة، الفرقة 20، السلطان مراد، لواء شهداء بدر" المنضوين ضمن ما يسمى "الجيش الوطني"، حيث تصاعدت في الآونة الأخيرة بشكل غير مسبوق في مدينة رأس العين/سري كانيه وريفها، ضمن منطقة "نبع السلام".
وقال المرصد إنه حصل على تفاصيل تفيد بأن خلافًا داخليًا لايزال مستمرًا منذ نحو أسبوع بين مجموعات تابعة لـ"فرقة الحمزة"، حيث قُتل اليوم عنصر من الفرقة برصاص عناصر آخرين من ذات الفصيل على حاجز العزيزية في المدينة.
وتابع المرصد أن المعلومات تفيد بأن سبب الخلافات يعود على تقاسم النفوذ والإتاوات من طرق لتهريب البشر إلى تركيا وتهريب المحروقات والمواد الغذائية من وإلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية وتعمد قادة الفصائل والاستخبارات التركية من إنقاص كمية الدعم اللوجستي والعسكري والأغذية والرواتب عن بعض المجموعات على حساب أخرى بقصد الضغط عليها للانضمام لفصائل ومجموعات تتلقى أكثر من غيرها هذا الدعم.
اشتباكات وحصار لطرد جماعة "القعقاع"
وثق المرصد في 12 مارس الجاري عملية قيام عناصر من فرقة شهداء بدر والحمزات، طرد فصيل القعقاع من قرية "المختلة" بعد حصار القرية لمدة 48 ساعة، وذلك بعد إعلان فصيل القعقاع انفصاله عن شهداء بدر بسبب تخفيض الدعم اللوجستي والعسكري عنهم، فيما تمتد الخلافات بين تلك الفصائل في القرى الأخرى.
وأفاد، أن اشتباكا بالأسلحة الرشاشة دار بعد منتصف ليلة 9 مارس، بين الفصائل الموالية لتركيا وفرقة الحمزة وبمشاركة من الشرقية والفرقة عشرين في قرية السفح بريف رأس العين “سري كانيه”، بسبب خلاف على نقطة عسكرية ونتج عنها، إصابة عدة عناصر، في حين تخفى عناصر من فرقة الحمزة بالقرية. كما اعتدى عناصر بالضرب بحق سيدة وذلك بتهمة التستر على فارين من الحمزة.
فصائل تعمل كمرتزقة تحت الطلب
لعبت الفصائل الإرهابية المتصارعة دورا في الأزمة الليبية بعدما تم نقلهم إلى ساحة المعركة في طرابلس، ولقى العديد منهم حتفهم.
ففي وقت سابق، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن استياء شعبيًا ساد ناحية جنديرس بريف عفرين شمال غربي حلب، على خلفية الذعر الذي تسبب به عناصر "فرقة الحمزة"، عبر إطلاقهم النار في الهواء بشكل مكثف، وذلك "احتفالًا" بعودة قيادي عسكري في الفرقة يدعى علاء جنيد من الأراضي الليبية، عقب مشاركته بالعمليات العسكرية هناك.