مع توارد الأنباء الدائم حول قرب التوصل لإتفاق نووي جديد بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، بمشاركة الدول الكبرى التي سبق أن شاركت في صياغة خطة العمل الشاملة المشتركة الموقعة في عام 2015 والمعروفة باسم الاتفاق النووي، إلا أن تأخر الإعلان عن التوصل لاتفاق أو التوقيع على الملأ بات يتسبب في شعور سلبي إزاء تلك المفاوضات المستمرة منذ ما يقرب من عام كامل.
وفي هذا السياق سلطت وسائل إعلام عالمية الضوء على تلك المباحثات، التي ترغب الولايات المتحدة الأمريكية بإنهاءها في أسرع وقت، بما يحقق المصلحة الإقتصادية لواشنطن وحلفاءها من جراء رفع العقوبات النفطية عن إيران بما يسهل حركة الإمدادات النفطية للعالم في ظل عقوبات صارمة على روسيا بعد حربها على أوكرانيا مؤخرًا، إلا أن تلك الرغبة الأمريكية تصطدم بشروط إيرانية متشددة حول عدد من القضايا وأبرزها رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية.
وتشير صحيفة وول ستريت جورنال، إلى أن ذلك المطلب يصعب الأمر على الولايات المتحدة الأمريكية، في ظل تورط الحرس الثوري في عمليات إرهابية في عدد من الدول العربية، حيث ينشر وكلاءه وميليشياته، فضلًا عن تورطه في مقتل جنود أمريكيين في منطقة الشرق الأوسط.
ويعد ذلك المطلب الإيراني من أكثر المطالب الحساسة التي يناقشها المفاوضون في العاصمة النمساوية فيينا، في الوقت الذي تضغط فيه إسرائيل على الولايات المتحدة الأمريكية من أجل رفض الكثير من المطالب الإيرانية، حيث طالبت تل أبيب واشنطن بضرورة التشدد مع الجانب الإيراني في المفاوضات النووية، في ظل الكثير من التخوفات الإسرائيلية جراء نشر إيران وكلاءها في منطقة الشرق الأوسط.
يأتي ذلك فيما سبق أن وضعت واشنطن الحرس الثوري على قائمة العقوبات الأمريكية بسبب إتهامات وجهتها له بتمويل عمليات لميليشيات مسلحة في عدد من الدول العربية، فضلًا عن تورطه في إنتهاكات تتعلق بحقوق الإنسان، علاوة على كون الحرس الثوري يمتلك الكثير من الشركات التي تمثل مفاصل الإقتصاد الإيراني.