إنجاب الأطفال المصابين بأمراض مزمنة مثل الربو يخلق ظروفًا تسبب مشاكل عاطفية وسلوكية لدى الوالدين، وخاصة الأم.
في معظم العائلات تميل الأم إلى أن يكون لها الدور الأول في رعاية طفلها، وبالتالي تتحمل الأمهات ضغطًا نفسيًا أكبر من أفراد الأسرة الآخرين، وهو ما أكدته دراسة أجريت على عشر أمهات يقمن برعاية أبنائهم المصابين بالربو.
وعقدت وزارة الصحة والسكان بالتعاون مؤتمرا صحفيا لإنشاء غرف استنشاق في إطار حملة "نسمة هواء" في عامها الثاني، لرعاية الأطفال المصابين بالربو في مصر.
يأتي ذلك تزامنًا مع عيد الأم، لتسليط الضوء على العبء الذي تتحمله الأم في رعاية أطفالها المصابين بالربو.
مبادرة «نسمة هوا»
في مارس 2021 أعلنت شركة أسترازينيكا، العاملة في صناعة وإنتاج الأدوية والمستحضرات الطبية، عن إطلاق مبادرة “نسمة هوا” لرعاية الأطفال المصابين بحساسية الصدر في مصر، وذلك بالتعاون مع الجمعية المصرية للجهاز التنفسي والتغذية للأطفال، وتدخل المبادرة عامها الثاني بآمال جديدة.
كشف حساب المبادرة
وأعلن حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، أنه تم توفير 900 جهاز نيبوليزر في المستشفيات، لافتًا إلى أنه تم توفير 600 جهاز حتى الآن، وجارٍ توفير باقي الأجهزة في 300 عيادة بالجمهورية، وذلك لتوفير العلاج في كل المحافظات.
وتابع، في مؤتمر صحفي أن الوزارة قدمت 100 ألف جلسة خلال آخر ثلاثة أشهر من 2021 "أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر"، وذلك فى 90 عيادة، لافتًا إلى أن الوزارة ستقدم مليون جلسة استنشاق حتى نهاية عام 2022.
وأشار إلى أن مبادرة نسمة هواء ستقدم الخدمة لمليون و400 ألف طفل يعانى بالربو، لافتًا إلى أنه ليس جميعهم يحتاجون لجلسات استنشاق وإنما الحالات الشديدة فقط.
احصائيات
الربو هو مشكلة صحية عالمية وتؤثر على حوالي 350 مليون شخص حول العالم.
وتشير الإحصائيات العالمية إلى أن أكثر من 50 % من مرضى الربو يعانون من الربو الشديد غير المتحكم فيه، أما بالنسبة للإحصاءات المحلية رغم قلتها فإنها تشير إلى أن نسبة عدم التحكم في مرض الربو في المنطقة قد تتعدى الـ 41% بالنسبة لمرضى الربو.
تصل آثار الربو الشديد غير المتحكم فيه إلى أبعد بكثير من تأثيره على الصحة وعلى سبيل المثال:
40 % من الأشخاص الذين يعانون من الربو الشديد غير المتحكم فيه أشاروا إلى أنه يحد من أنشطتهم.
55 % أكدوا أن الربو الشديد غير المتحكم فيه كان له تأثير سلبي على علاقاتهم مع أزواجهم وأصدقائهم.
54 % من الأشخاص الذين يعانون من الربو الشديد غير المتحكم فيه قالوا إنهم أصيبوا بالاكتئاب.
الأمهات تتحمل ضغطا نفسيا
في دراسة تم نشرها في 2012 بعنوان " تجارب الأمهات مع الأطفال المصابين بالربو" إن وجود طفل مصاب بمرض مزمن مثل الربو داخل الأسرة يقلل من نوعية حياة الوالدين وبالتالي يضع ضغطًا كبيرًا على الأسرة.
وتسبب هذه الظروف مشاكل سلوكية وعاطفية للوالدين، حيث تختلف أنماط تكيف الآباء والأمهات مع هذه الظروف.
وأظهرت نتائج الدراسة أنه يميل الآباء بشكل أقل إلى تلقي الدعم من العائلة والأصدقاء والجيران، واستخدام استراتيجيات الحفاظ على الدعم الاجتماعي، واحترام الذات، والاستقرار النفسي.
كما تميل الأم إلى أن تكون أول شخص مسؤول عن رعاية وبالتالي يجب أن يتحمل الطفل ضغوطًا نفسية كبيرة.
تجارب الأمهات
كما هدفت دراسة ثانية ولكن ميدانية نشرت في 2008 إلى استكشاف تجارب أمهات الأطفال المصابين بالربو، وتم جمع البيانات من خلال مقابلات معمقة وغير منظمة مع 10 أمهات لديهن طفل مصاب بالربو.
وأظهرت الدراسة اختلاف تجارب ومشاكل هؤلاء الأمهات بسبب الاختلافات الثقافية والاقتصادية والخدمات الصحية التي يتلقونها.
وأظهر تحليل البيانات خمسة محاور رئيسية بما في ذلك القلق المستمر، والشعور بحياة غير عادية، والحاجة إلى مساعدة الآخرين، والشعور بالذنب، والرغبة في مراقبة الطفل باستمرار.
كما أعربت أمهات الأطفال المصابين بالربو عن مشاعر وخبرات أظهرت حاجتهم للدعم والتعاطف.
وخلصت الدراسة إلى ضرورة وضع استراتيجيات لدعم هؤلاء الأمهات، هناك حاجة أيضًا إلى دراسات مستقبلية تهدف إلى الكشف عن طرق تقديم الدعم لهن.
عدم التزام بالعلاج
أظهرت دراسة أقيمت عام 2020 في مصر تأثير عدم التزام المرضى بالعلاج الاستنشاقي (البخاخات) بأن من بين 110 مريض هناك 42.2% لديهم مستوى عالي من الالتزام بأدويتهم و22.9% متوسطي الالتزام و34.9% قليلي الالتزام.
وهو ما يجعا هناك عبء على الأم ايضا الي ضرورة متابعة طفلها من أجل الالتزام بالعلاج وضرورة وجود "بخاخة" معه اينما ذهب.
مرضى الربو الشُعبي
تم تصميم برنامج بلاتينيوم PLATINUM من أجل تحقيق أهداف محددة، وقد شارك في البرنامج أكثر من 7500 مريض ربو حول العالم.
وأظهرت 4 دراسات تضمنها البرنامج أنّ عدم التزام مرضى الربو الشُعبي بتلقي العلاج عبر البخاخة يمثل مشكلة رئيسية في علاج الربو، كما يؤدي لزيادة حالات الوفاة وحدّة المرض وارتفاع عدد الزيارات الدورية التي يقوم بها المريض للمستشفى، وهو ما يؤدي أيضًا لزيادة تكاليف الرعاية الصحية للمرضى.