أثارت الخطوات الأحادية التي تتخذها إسرائيل في مدينة القدس المحتلة من تسريع الاستيطان اليهودي وحتى محاولاتها لتغيير الوضع القانوني الحالي للمدينة قلق فرنسا التي ترى أن هذه المساعي تقوض حل الدولتين وتقلل من فرص السلام.
وعلى إثر ذلك، تصاعد التوتر بشكل ملحوظ خلال الأيام القليلة الماضية في القدس
وجاء رد فرنسا في أقوال السفيرة آن كلير لوجاندر، المتحدة الرسمية بإسم وزارة الخارجية الفرنسية والتي أكدت اليوم بأن فرنسا تتابع بكل حرص على تطورات الوضع في القدس وتدعو الجميع إلى تجنب أي عمل أحادي من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم التوترات. كما ذكّرت بأن فرنسا تؤكد بأن حل الدولتين ، وعاصمتهما القدس ، هو وحده الذي سيسمح بالتوصل إلى تسوية عادلة ودائمة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني ، في إطار القانون الدولي والمعايير المتفق عليها دوليًا. وشددت بأن فرنسا تؤكد تمسكها بالوضع التاريخي الراهن في الأماكن المقدسة في القدس. وقالت بأنه يجب الذهاب الى أبعد من ذلك ، إذ يجب تسوية مسألة وضع القدس في إطار مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
جدير بالذكر أن إسرائيل تعتبر القدس بكاملها عاصمتها الأبدية غير القابلة للتقسيم. وقد ضمت القدس الشرقية التي تشمل المدينة القديمة بعد حرب عام 1967 في خطوة لم تلق اعترافا دوليا خصوصا من فرنسا.
- ماكرون يلتقي رئيس إسرائيل -
في مبادرة تدخل في إطار اللعبة الانتخابية لكسب أصوات يهود فرنسا واسلوبي الصهيوني الفرنسي ، زار الرئيس إيمانويل ماكرون مدينة تولوز أمس الأحد 20 مارس إلى جانب إسحاق هيرزوج ، رئيس إسرائيل، لإحياء ذكرى مرور عشر سنوات على الاعتداءات الإرهابية ضد اليهود في مدينتي تولوز ومونتوبان. ذلك ليؤكد شهادته على الصداقة بين فرنسا وإسرائيل ، علق قصر الإليزيه بأن حضورهما المشترك يمثل أيضًا رغبة رئيسي الدولتين في مواصلة حربهما المشتركة ضد الإرهاب ومعاداة السامية.
وضع رئيسا الدولتين إكليلاً من الزهور في باحة مدرسة أور توراه ، عند سفح شجرة الحياة ، كنصب تذكاري تكريماً للضحايا.
وتوجه رئيسا الدولتين إلى هال أوجرين ، حيث أقيمت مراسم تكريم لضحايا جرائم القتل في مارس 2012. وإحياءً لذكرى الضحايا ، قرأ أصدقاؤهم وأفراد عائلاتهم عدة نصوص توراتية ، ثم ألقى كل من الرئيسين كلمة.
- اسبوع ثقافي تضامنية مع فلسطين -
على طرفي نقيض ، تنظم اليوم الكنفدرالية العامة للعمل في فرنسا أسبوعاًثقافياً تضامنياً مع الفلسطينيين، إشتهرت هذه الكونفيدرالية (CGT) بمساندتها للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وهي منظمة نقابية فرنسية عريقة، تأسست في مدينة ليموج في 23 سبتمبر 1895. وتعتبر الأهم من بين المنظمات النقابية الفرنسية الخمس الموجودة على الساحة الفرنسية .
وقد أعلنت في بيان حصلت "البوابة نيوز" على نسخة منه موقفها الرافض لحالة اللامبالاة شبه العامة ، وقالت بأن الوضع مستمر في فلسطين في التدهور ويتم انتهاك حقوق الفلسطينيين يوميًا.وقتلت بأنه إذا كان التضامن الذي تم التعبير عنه في العديد من البلدان في الربيع الماضي ، خلال القصف الإسرائيلي على غزة ، قد سمح بإشعال شعلة الدعم لفلسطين ، فمن الواضح أنه على المستوى الدبلوماسي والجيوسياسي ، لا شيء يتحرك، وطالبت الحكومة الفرنسية بالسعي لصالح القضية الفلسطينية حيث أن الدعوات النادرة لاستئناف المفاوضات بعد حادثة الربيع القاتلة ظلت حبرا على ورق.
وقالت بأن الرأي العام الإسرائيلي لم يعد متأثرًا بالانتهاكات الصارخة والخطيرة لحقوق الإنسان الأساسية التي ترتكبها حكومة إسرائيل، حيث يُعتقل اليوم عدة مئات من الأطفال في السجون الإسرائيلية. كما يُسجن المئات من الأبرياء دون محاكمة ، فيما يسمى ذلك بالطريقة الوقائية.
وإعتبرت بأن وضع العمال الفلسطينيين الذين يسافرون يوميًا إلى إسرائيل أو أراضي المستوطنات مثير للقلق بشكل خاص. فهم يتعرضون باستمرار للمضايقات والمراقبة عند نقاط التفتيش ويزداد وقت رحلتهم بشكل كبير نتيجة تضاعف التدخلات العسكرية والإدارية.
وأكدت الكونفيدرالية بأنه كل يوم يمر يجعل من الصعب ولادة دولة فلسطين داخل الحدود التي حددتها قرارات الأمم المتحدة. وبأن تجزئة الأراضي في الضفة الغربية وعملية الضم الزاحف والقسري للقدس الشرقية دليل على ذلك.
وأعلنت بأن هذا الوضع المقلق للغاية حفز التزام كونفيدرالية (CGT) لإطلاق مبادرة المواطنين الأوروبيين (ECI) لحظر تجارة منتجات المستوطنات في أراضي الاتحاد الأوروبي لمونها منتجات فلسطينية يتم ااتجارة بها لصالح إسرائيل. وقامت الكونفيدرالية بجمع 280 ألف توقيعا من المواطنين في فرنسا لدعم هذه المبادرة.
وتنظم نقابة العمل في فرنسا أسبوعا للتضامن مع الشعب الفلسطيني وثقافته يبدأ اليوم الإثنين 21 مارس في فناء الكونفيدرالية ( من 21 إلى 25 مارس 2021)
يقدم البرنامج خلال الأسبوع الفلسطيني معارض لفنانين فلسطينيين (معظمهم منفيون في فرنسا ، بما في ذلك العديد جاؤوا من غزة) وكذلك معرض للصور الفوتوغرافية التي تمثل العمل في فلسطين بالإضافة إلى بيع المصنوعات اليدوية والزيوت والتمور الفلسطينية وتبادل النقاشات شركائهم وأصدقائهم الفرنسيين في الجمعية الفرنسية لتضامن فرنسا مع فلسطين.
سوف تتخلل الأنشطة ثلاث نقاط بارزة بشكل خاص هذا الأسبوع.
بعد ظهر غدا الثلاثاء 22 مارس:
افتتاح المعرض ثم كلمة للسفيرة الفلسطينية يتبعها تبادل النقتشات والآراء.
كما ستقام في الفناء مساء غدا حفل موسيقي للفنانيين الفلسطينيين.
فيما سيجمع مؤتمر عبر الإنترنت يوم الخميس 24 مارس نقابيين فلسطينيين ونظرائهك الأوروبيين (إسبان وإيطاليين واتحاد نقابات العمال) للتبادل مع نقابيين أعضاء ال CGT حول دعم فلسطين ؛ حيث سيتم التركيز بشكل خاص على نضالات المرأة العاملة في فلسطين وممارسة الحريات النقابية.
اطلاق اسبوعا للأبارتايد الإسرائيلي
وبدورهم يطلق طلبة الجامعة من العرب أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي (IAW) وذلك في الفترة ( من 26 مارس إلى 2 أبريل ) وهي مبادرة بدأوها في تورنتو عام 2005 في تورنتو ، وأصبح الآن حدثًا دوليًا رئيسيًا للتضامن مع فلسطين كان يهدف في الأصل إلى التحدث عن فلسطين في الجامعات والحرم الجامعي وما إلى ذلك.
ومنذ ذلك الحين ، أقيم أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي (IAW) في أكثر من 200 جامعة ومدينة حول العالم ولا سيما فرنسا، يتم إعداد عروض الأفلام والمؤتمرات والإجراءات خلال هذا الأسبوع بهدف ،تنبيه الرأي العام إلى المشروع الاستعماري الإسرائيلي المستمر وسياسة الفصل العنصري التي تنتهجها تجاه الشعب الفلسطيني.
وكذلك بهدف زيادة الدعم لحملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات التي بدأها الفلسطينيون في نضالهم من أجل العدالة والحرية.
وعلى مدار العامين الماضيين ، كان التحدي يتمثل أيضًا في (إعادة) إنشاء روابط مع الحركات / النضالات المناهضة للعنصرية في سياق النضالات العالمية ضد الاضطهاد الممنهج (الرأسمالية / الأبوية / الاستعمار (الجديد)) الذي يقاتل الفلسطينيون أيضًا من خلاله.
