«أنا لا أفصل بين تحرير المرأة وتحرير الوطن» هكذا كانت ترى نوال السعداوي قضية تحرير المرأة وحصولها على حريتها فوضعت المرأة والموطن في نفس كافة الميزان لتؤكد بذلك على أن الوطن الحر يستطيع أن يحقق الحرية للمرأة، فالمرأة هي الوطن كما رأتها السعداوي.
ويحل اليوم الذكرى الأولى علي رحيل الكاتبة والمفكرة نوالي السعداوي والتي رحلت عن عالمنا فى 21 مارس 2021، عن يناهز 90 عاما، تاركة إثريًّا فكريًّا كبيرًا فجرت من خلاله العديد من القضايا حول المرأة وحريتها، والمجتمع والدين وغيرها من الموضوعات التي تحث على التفكير في شتى الموضوعات، وفي السطور التالية نستعرض أهم مقولات نوال السعداوي.
وكانت السعداوي لها رؤية مغايرة حول علاقة الرجل بالمرأة ونجدها تقول «أريد رجلاً كاملاً كما في خيالي، وأريد حباً كاملاً كما في أعماقي، ولن أتنازل عن شيء مما أريد مهما طال بي الحرمان، الكل أو لا شيء، هذا هو مبدئي، لن أقبل أنصاف الأشياء أبداً »
أما عن المعرفة فنجدها تقول «إن المعرفة هي إثارة عدم الرضا في نفس الإنسان من أجل أن يعمل على تغيير حياته إلى الأفضل، ولولا عدم الرضا لما تقدم الإنسان ولكانت حياته كحياة الحيوانات، إن الحيوانات لا تشعر بعدم الرضا، ولا تشعر بالقلق، ولذلك هي لا تغير حياتها إلى الأفضل».
وتقول أيضًا :« لقد تعودنا على استهلاك هذا الإعلام والتاريخ المزيف فلم نعد نعرف القضايا الجوهرية من القضايا التافهة لقد أدمنا هذا النوع من المعرفة الكاذبة أو الوعي الكاذب كما يدمن الشباب البانجو والهيروين».
وفي قضايا المرأة ونظرة المجتمع لها وطرق التفكير فكانت السعداوي تناصرها ولكن بشروط فنجدها تقول :«من الخطأ والتَّخلف أن تشعر النساء بالرضا عن حياتهنّ والسعادة لمجرد إنجابِ الأطفال.. إن العمل ضرورةٌ إنسانية، أما الإنجاب فليس إلا وظيفة بيولوجية تقوم بها جميع الكائنات الحيَّة ابتداء من الأمبيا إلى القرود»
«إنني لا أميل إلى تمجيد المرأة لأسباب بيولوجية كما لا أميل إلى تحقيرها لأسباب بيولوجية أيضًا، إن المرأة ليست ملاكًا طاهرًا وليست شيطانًا ماكرًا أو لغزًا غامضًا، المرأة إنسان كامل الأهلية مثل الرجل ويحق لها أن تكون مسؤولة عن حريتها بمثل ما يكون الرجل مسؤولاً عن حريته سواء في حياته الزوجية الخاصة أو في حياته السياسية و العلاقات الدولية. ولا بد أن ينص الدستور في أي دولة على هذه المسؤولية الأخلاقية و السياسية في آن واحد».
وتتابع السعداوي وتقول عن قضايا الشرف التي أهدرت دماء النساء: «تدفع النسوة من دمهن ثمن العار؛ لأن الرجل وإن اغتصب المرأة لا يصيبه العار، فالشرف للرجل وإن خان، ودم الرجل إن سال له ثأر وله فدية، لكن دم المرأة لا فدية له ولا ثأر».
وتتابع : «إن تحويل المرأة إلى سلعة تباع وتشترى باسم الزواج نوع من البغاء المقنع بقناع من الشرعية المزيفة»، وتؤكد قائلة :« من قام بحمايتي هو عملي، ما جعلني قوية هو عملي، إنتاجي، عقلي.. وليس الزوج، الزوج لا يحمي، فهو مستعد أن يتخلّى عني لأجل نزوة».
وفي موضوع المرأة ونظرة المجتمع لها فكانت السعداوي تسير على درب الحقيقة والحرية إذ تقول :«إن المجتمع لا يستطيع أن يعترف أن المرأة يمكن أن تتفوق وتنبغ دون أن تتحول إلي رجل، فالتفوق والنبوغ في نظر المجتمع صفة الرجل فحسب، فإذا ما أثبتت مرأة ما نبوغها بما لا يدع مجالا للشك اعترف المجتمع بنبوغها وسحب منها شخصيتها كامرأة وضمها إلي جنس الرجال، وكم طاردتني كلمة "رجل" كلما تفوقت في دراستي أو عملي، وإذا حافظت على كلمتي ووفيت وعدي قالوا "رجل" كأنما المرأة ليست لها كلمة وليس من المفروض أن تفي بوعدها، إذا سرت بخطوات سريعة وحذاء منخفض قالوا رجل، وكأن المرأة لابد أن تمشي ببطء وكسل وتراخ وتتأرجح علي كعب عالٍ، إذا مارست الرياضة واكتسبت عضلات جسدي قوة قالوا رجل وكأن المرأة لابد أن تكون ضعيفة العضلات هزيلة الجسم، تسقطها على الأرض نفخة رجل وتتكسر عظامها تحت قبضته القوية».