أطلق المورد الثقافي بالشراكة مع المجلس الثقافي البريطاني الموسم الثاني من بودكاست مدوّنات، الذي يدعم إنتاج محتوى صوتي باللغة العربية حول الثقافة والفنون في المنطقة.
يتضمّن الموسم الجديد حلقات تضاف إلى سلسلتَي الأساطير والبدائل اللتين تمّ إطلاقهما في الموسم الأوّل، بالاضافة إلى خمس سلاسل جديدة تتمحور حول ثيمات مختلفة “صدر منها حتى الآن سلستين بعنوان راديو غواصة ليارا مكاوي ورف خلفي لأحمد قطليش”.
يهدف المشروع الذي بدأ عام 2020 إلى خلق أرشيف حيّ يجمع في مساهماته توثيقاً للفضاء الثقافي المعاصر، وهو يشجّع المساهمين من فنانين وكتاب وفاعلين ثقافيين على التجريب في مجال الإنتاج الصوتي بعيداً عن الصيغة الإذاعية التقليدية، وعلى استخدام وسائل مبتكرة لرواية القصص، مع الأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات المحلية والإقليمية.
يتألف مشروع مدوّنات من مسارين للتدريب والإنتاج، الأول توجّه للمبتدئين أو لمن لديهم خبرة في الإنتاج الصوتي، والثاني توجّه حصراً للمتخصصين. ضم المساران أيضاً ورش تدريب عملي ونظري في تصميم الصوت وإنتاج ونشر البودكاست، تمرّس خلالها المشاركون في فنون التسجيل والتحرير الصوتي وإعداد وكتابة وتنفيذ المشاريع.
وفق أريج أبو حرب مديرة البرامج في "المورد الثقافي": يتميز هذا المشروع أنه تجريبي إلى حد كبير وتم إطلاقه بالصيغة الحالية ليستمر موسمين فقط. اعتمدت طريقة العمل على مراكمة الخبرة مع المشاركين، إن كان تقنيات الإنتاج والمراحل التي يفترض أن يمر بها البودكاست من تصميم الصوت حتى النشر والتوزيع، أو من ناحية المحتوى: ما هي المساهمة التي نريد أن نقدمها وما الذي نستطيع مناقشته؟ حين بدأنا العمل على المشروع لاحظنا أن الإنتاج لا يزال متركزاً حول مواضيع ذات طابع اجتماعي أو سياسي، لذلك رأينا أن من المهم أن نساهم بالمجال الذي نعمل فيه أي الفن والثقافة"
السلاسل التي تم إطلاقها حتى اليوم هي أربعة، الأكبر بينها هي الأساطير والبدائل (تتألف الأولى من 13 حلقة والثانية من 12 حلقة). تمحورت سلسلة الأساطير حول استكشاف بصمات وآثار أساطير وحكايات محلية في قصص شخصية وتجارب معاصرة وإنتاجات وممارسات ثقافية، أما سلسلة البدائل فبحثت في جغرافيا المبادرات الفردية والتشاركية عن آثار تشكّل في متشابهاتها هوية أو موجة فكرية جديدة، وتظهر حاضر ومستقبل ممارسات ثقافية في المنطقة العربية.
أما السلستين اللتين تم إطلاقهما من الموسم الثاني، فهما راديو غواصة ليارا مكاوي ورف خلفي لأحمد قطليش. قدّمت الأولى بحثاً في تاريخ الموسيقى الإفريقية بمختلف تنوعاتها الثقافية واللغوية، وتأثرها بالمجتمعات الإفريقية وتأثيرها فيها؛ وضمت سلسلة "رف خلفي" برنامجاً ثقافياً يضم لقاءات مع كتاّب ومثقفين تسعى إلى البحث في تساؤلات راهنة مهمة اجتماعياً وثقافياً، وإلى ردم الهوة بين الأدب والمجتمع عبر تقديم بعض التجارب الأدبية وارتباطها بالحياة وتساؤلاتها.
تقول أريج أبو حرب أن الثيمات الأساسية التي عمل عليها المشاركون في المشروع هي من اختيارهم وليس المورد الثقافي: "خلال ورش تدريب الدورة الأولى، ظهر اهتمام المشاركين بموضوع الأسطورة الشعبية وعلاقتها بالفن والثقافة، كما بموضوع العلاقة بالمدينة والأماكن البديلة التي ولدت في مخيلتنا أو في الواقع. خلال الدورة الثانية، وجدنا أن الثيمات لا تزال مهمة وهناك حاجة لإضافة مزيد من الحلقات عليها. من ناحية أخرى رأينا أن من المهم أن نفتح الباب لاقتراح سلاسل جديدة تكون موجهة للمتخصصين، على أن يقترح كل فنان موضوع السلسلة الخاصة به".
أنتج المساهمون في المسارين الحلقات بدعم من الخبيرين في الفن الصوتي ريّا بدران (لبنان) وعبدالله هسّاك (المغرب) بعد مجموعة من الورشات التدريبية وجلسات المتابعة الفردية والجماعية. يذكر هنا أن جميع السلاسل تمتلك هوية صوتية مشتركة وقد تم اختيار هذه الهوية من قبل المشاركين بشكل جماعي خلال المرحلة الأخيرة من الإنتاج الصوتي، مع الإبقاء على الهوية الفريدة التي تفرق كل سلسلة عن الأخرى.