الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

شطارة وزير المالية ( ١ )

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 أعرِف "الدكتور محمد معيط" منذ أن كان مساعد وزير المالية لشئون التأمينات الاجتماعية، تابعته فى المؤتمرات واللقاءات التليفزيونية قبل أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١، عُرِف عنه أنه يحفظ الأرقام جيدًا ولا يُهزم فى أى مواجهة أو مُناظرة مع شخصيات تنتمى لأحزاب المعارضة، كان يواجه من يقولون كلامًا غير دقيق وغير مُوثق، ينتصر على كل من يُبارزه فى الميزانية والتأمينات، ظل يتدرج فى المناصب حتى وصل بمجهوده وإلتزامه وشطارته لمنصب نائب وزير المالية.. وفى ( ٢٦ إبريل ٢٠١٧ ) كان على موعد مع نقاش حامى حول "آليات مواجهة إرتفاع الأسعار" خلال مُشاركته فى فعاليات جلسات "مؤتمر الشباب" الذى أُقيم بالإسماعيلية، فقد كانت جلسة غير عادية حضرها الرئيس عبدالفتاح السيسى وكبار رجال الدولة وكانت الجلسة مُذاعة على الهواء مباشرًا، بدأ "الدكتور معيط" فى الحديث شارحًا كعادته الوضع الحقيقى للإقتصاد المصرى، شارحًا بالأرقام الدقيقة لأدق التفاصيل حول الدعم والمرتبات والديون وكان يتحدث بسرعة، لكن "الرئيس السيسى" قاطعه وقال نصًا: يا دكتور محمد إنت بتكلِم المواطن البسيط فمن فضلك وضح كويس علشان الناس تِعرَف وتِفهم ليه إحنا كِدا ؟

.. ثواني معدودة، وعاد الدكتور محمد معيط للشرح والتحليل الدقيق جدًا وقال نصًا ما يلى: 
_ لدينا معدلات استهلاك عالية للسلع لم يقابلها إنتاج داخل البلد 
_ معدلات النمو السكانى إرتفعت من ( ١٫٩ ) مليون نسمة إلى ( ٢٫٦ ) مليون نسمة، لابد من التحكم فى معدلات النمو السكانى، ولابد من زيادة الإنتاج، ولابد من ضبط إستهلاكنا 
_ خلال السنوات الثمانية الماضية نصِرِف أكثر بكثير من إيراداتنا، إذن كل عام لدينا عجز ( بمعنى: دخل "مصر" قليل والمصروف أكبر والفَرِق غير موجود فنضطر إلى السلف والإستدانة 
_ لو قمنا بحساب السلف خلال السنوات الثمانية الماضية لتغطية عجز الموازنة سيصل إلى ( ٢ ) تريليون جنيه، وأنا مضطر أدفع فوائدهم خلال السنة القادمة ووصل الفوائد لـ ( ٣٨٢ ) مليار جنيه 
_ الأرقام لا تكذب وتعالوا نرصد كيف كانت الأجور والدعم والمعاشات فى عام ٢٠٠٩ وكيف أصبحت فى عام ٢٠١٧ ( الأجور كانت ٨٥ مليار جنيه وأصبحت ٢٤٠ مليار جنيه، أى زادت أكثر من ٣ أضعاف ) و( الدعم كان ١٠٠ مليار جنيه وأصبح ٣٣٣ مليار جنيه، أو زاد أكثر من ٣ أضعاف ) و( المعاشات كانت ٤١ مليار جنيه وأصبحت ١٩٦ مليار جنيه، أى زادت أكثر من ٤ أضعاف ) 
_ الجنيه الواحد دعم فى بطاقة التموين يُكلف خزينة الدولة أكثر من ( ٨٠٠ ) مليون جنيه، أى أن الـ ( ٦ ) جنيه دعم يكلف خزينة الدولة ( ١٥ ) مليار جنيه 
_ الدولة تقوم بترشيد الدعم بإعادة تخصيصه لصالح الفئات التى تستحق، كان ( ٦٨ ٪؜ ) من الدعم مخصص للبترول والكهرباء و( ٢٠ ٪؜ ) لدعم رغيف العيش وبطاقات التموين وتكافل وكرامة.. والآن فى ( ٢٠١٧ ) أصبح دعم البترول والكهرباء ( ٤١ ٪؜ ) ورغيف العيش وبطاقات التموين ( ٤٠ ٪؜ ).. نحن فى حاجة للدخول فى برامج العدالة الاجتماعية

.. هذه النقاط البسيطة قالها "الدكتور محمد معيط" فى مدة لا تتعدى العشر دقائق، نال بعدها تصفيقًا حادًا من السادة الحضور، أشاد به الجميع من مسئولين وشباب وضيوف المؤتمر، أصبح "الدكتور معيط" حديث الصباح والمساء فى مصر، فقد لفت الأنظار بدرجة كبيرة أو كما يقولون "أكل الجو فى الجلسة"، صارحنا بحقيقة وضعنا الإقتصادى وكشف لنا ما يجب ان نقوم به لتحقيق العدالة الإجتماعية وتنفيذ إصلاح إقتصادى ناجح

.. بعد مرور ( ٤٨ ) ساعة من إنتهاء مؤتمر الشباب ( إبريل ٢٠١٧ )، إلتقيت بـ "الدكتور معيط" فى صالون قناة ( Extra News ) لمدة ( ٤٥ ) دقيقة، تحدثت معه عن تألقه فى مؤتمر الشباب وصدى ما قاله خلال الجلسة، ويومها قلت له: واضح إننا قُريب هانباركلك يا "دكتور معيط" بتوليك الوزارة.