* سألتنى استاذة متابعة لمقالاتنا بخصوص (مراجعة) و(تجديد) الخطاب الدينى بجامعة دمشق عن منهجيتنا فى تدبر القرآن ( ؟!) وهل هناك منهجية لنا اصلا ام اننا نقول بالمأثور كما فعل المفسرون الاولون امثال الطبرى/ بن كثير/ والسيوطى أو نقول بالرأى كما فعل الزمخشرى /والرازى /والقرطبى قديما؟!
* ام اننا نسير وفق الادوات الاربعه للتفقه والتى اعتمدها الفقهاء قديما فى القرن الثالث وفى القلب منها (الاجماع) و(القياس) ؟!
* ونحن نقول، اننا نتدبر الكتاب وفقا لعلم أصول التفقه الجديدة ووفقا للاليات الستة الجديدة للتفقه وللتدبر التى وضعها المتدبر الكبير الراحل محمد شحرور على مدار 50 سنه (2020/1970) من تدبره الدقيق والتى احيا ثلاثة منها من تراث اللغة العربية نفسه وهى الاشتقاق والتقاليب السته للفعل للفراهيدي رائد العربية، واللاترادف لثعلب الكوفى الرائد فى العربية وامام النحاه فى عصره والسياق للجرجانى مؤسس علم البلاغة فى القرن الخامس، واضاف إليها شحرور من كيسه هو ثلاثة ادوات اخرى هى
* الترتيل (أى جعل الايات فى الموضوع الواحد رتلا أى طابورا كى يسهل فهم الموضوع بشكل متكامل أو جعل الايات التى ورد بها اللفظ طابورا كى نصل لمعنى اللفظ فى الاستخدام الالهى عبر كل السياقات الوارد فيها، وقد يكون للفظ الواحد معانى سياقية محددة
* و(التقاطع) وهو تقاطع آيتين ورد فيهما اللفظ نفسه للوصول الى معناه
* و (تصنيف الايات) وتصنيف الايات يقسمها اولا الى الايات البينات والايات المحكمات، ثم يقسمها الى 5 انواع اولها ايات وصف الكتاب وهى لاتحتوى دينا فقط توصف كتاب الله ومكوناته ثم المتشابهات أو القصص القرآنى ثم تفصيل المتشابه ثم المحكم ثم تفصيل المحكم ثم اخيرا السبع المثانى كما نبهنا الدكتور محمد شحرور الى 12 نقطة هامه عند التدبر والدرس وهى كالتالى :-
*ضرورة الانتباه للضمائر فى الايات
وخصوصا ضمائر المتكلم والمخاطب من المتكلم فى الاية ومن المخاطب
*ضرورة الانتباه لرسم اللفظ فى الاية فهو وحى يوحى، واى تغير فى شكله يكون بقصد إلهى لتغيير دلالته فورا
*ضرورة الانتباه الى مواقع النجم والفواصل بين الايات
* ضرورة الانتباه لعدم الاجتزاء والوقوع فى التعضية( أى قسمة مالايجوز قسمته من سياقات الايات) فيضيع المعنى ويفسد المراد او يضطرب
* أن النسخ او التغيير يكون فى الشريعة ولايكون فى الدين، وان التغيير او النسخ فى الشريعة يكون من شريعة الى شريعة من شريعة موسى الى شريعة محمد وليس داخل الشريعة المحمدية نفسها
* اعتبار ايات قصة النبى وقومه فى المصحف قصص دينى، لايأخذ منه احكام وتشريعات دينيه،
* تنظيم النبى للحلال فى عصره لمجتمعه ليس دينا عالميا صالحا لكل زمان ومكان،
* ضرورة الفصل التام بين مقام الرسالة الرسول المعصوم ومقام النبى اليشرى غير المعصوم
* التفريق بين الايات المخزنة الواردة من اللوح المحفوظ والامام المبين (القرآن) (الايات البينات) وغير المخزنة التى تنزلت فورا (الرسالة) و(قصة النبى وقومه)، فالمخزنة ليس لها مناسبات نزول وغير المخزنة منها ايضا ماليس له اية مناسبات نزول (الرسالة) اما قصة النبى وقومه فهى وحدها التى لها مناسبات نزول
* أنه لايمكن فهم نص لغوى الا على نحو يقبله العقل والمنطق وان علينا أن نجرب معانى اللفظ المختلفة وخصوصا المعانى المتروكة او المنسية ولانكتفى بالمعانى الدارجة والمعروفه والمألوفة لنا فنساء جمع امرأة ولكنها جمع نسئ ايضا ورجال جمع ذكور ولكنها جمع ذكور واناث مترجلين، وبنين جمع بنون وجمع بنايات، من بنن وبنو،
* الانتباه الى افعال الاضداد التى تحمل المعنى وعكسه مثل الرحمن
رحيم / شديد العقاب،
* أن التأويلات التى نقول بها خاضعة للتطور والنقد وان التدبر والفهم البشرى للايات البينات سيزداد دقه كلما تقدم العلم وكلما اقتربنا من الساعة، وليس العكس
اما عن منطلقاتنا الاساسية التى ننطلق منها فى تدبرنا للقرآن فهى كالتالى:-
* أولا:- ضرورة الانطلاق من المصحف والعودة اليه واعتباره الاساس الثابت الذى نقيس عليه كل مانسمعه من خطاب دينى بشرى فنحن نسعى الى اعادة الى اعادة الدين الى مركزه
* ثانيا: بعيدا عن المحرمات، التى حددها الله وحده وهى 14 محرما فى المصحف منها 9 للدين و5 للشريعة، فإننا نعتبر تنظيم النبى للحلال فى عصره لقومه ليس دينا صالحا لكل زمان ومكان فالحلال لايمارس الا مقيدا وهذا طبيعى وتقوم به البرلمانات المنتخبة حاليا فى كل دول العالم ( تنظيم الحلال) الذى هو لانهائى ومتغير من عصر الى عصر
* ثالثا :- أن عربية المصحف تختلف فى الدقة الدلالية عن عربية الناس فغنى عن البيان ذلك الفرق بين الاستخدام الالهى للغة العربية والاستخدام البشرى لها فقد خلصها الله عند استخدامها من كل عيوبها وخصوصا عدم الدقة الدلاليه والترادف والتداخل الدلالى كما خلصها من عدم قدرتها على الايجاز وضبط افراطها فى المجاز مع ضرورة الانتباه الشديد لرسم اللفظ واعتبار رسم اللفظ فى المخطوطات الاصلية الاولى وحى يوحى فرأى غير رءا وصلاة غير صلوت غير صلوة وامرأة ليست هى إمرأت فى الدلالة واسطاعوا غير استطاعوا ونعمة غير نعمت ورحمة غير رحمت فى الدلالة، وسبحان غير سبحن وصاحبه تختلف فى الدلالة عن صحبه، ويستطع غير يستطيع،.....
* رابعا :- أن الدين عالمى وليس محلى، انسانى القيم وليس عربي القيم، وانه متجاوز لكل الخصوصيات الثقافيه للشعوب وانه يحترمها ويحترم العرف وانه لذلك لم يتعرض فى موضوعه للباس محدد أو زى محدد أو عادات محددة يلزم بها اهل الكوكب جميعا
* خامسا: عدم الاخذ بالمأثور فى زماننا أو الرأى الشخصى لنا وأنه لايمكن تفسير دلالات عربية القرآن الا من داخل القرآن نفسه، والالتزام بنظامه المعرفى الحاذق ودلالات الالفاظ لديه وليس لدى الناس
* سادسا : التعامل مع عربية المصحف وفق مبدأ (اللاترادف) فى التعامل مع عربية المصحف و التى تعنى أنه لايوجد لفظان فى المصحف لهما نفس المعنى نفس الدلالة، فالفقراء غير المساكين والروح ليست هى النفس وجاء لاتساوى أتى والانزال ليس هو التنزيل، والكتاب ليس هو القرآن، والفعل غير العمل والعرش غير الكرسى والقلب غير الفؤاد، والزوج غير البعل، واللباس غير الثياب والاجتباء غير الاصطفاء، والفدية غير الكفارة والذنب غير السيئة، والمجرمين غير الكفار غير المشركين غير المنافقين، والابرار غير المحسنين غير المتقين غير المؤمنين، والمسلمين ليس هم المؤمنين والفرقان غير القرآن والحكمة ليست المرويات المنسوبة للنبى، أنه اذا غير ربى حرفا فى رسم اللفظ نفسه فى المصحف تغيرت علي الفور دلالته حيث يغير ربى فى رسم المصحف بهدف تغيير الدلالة طبعا،
* سابعا :- أن اللفظ فى المصحف ليس له معنى ثابت بل اللفظ فى عربية القرآن متغير المعانى حسب السياقات الوارد فيها،و أن السياق هو السيد وحده فى تحديد المعنى والمراد وليس غيره ،
* ثامنا :- انه لاتوجد حروف زائدة فى عربية المصحف ولاتوجد حشوية أيضا، وكل زيادة لفظيه تخفى زيادة دلاليه، فإنه كلما زاد السياق لفظة زادت تبعا لذلك الدلالة المستهدفه،
* تاسعا :- أن لكل لفظ جذر لغوى أو أكثر من جذر وعلينا اذا كان للفظ أكثر من جذر أن نجرب كل جذور اللفظ مع السياق حتى يستقيم المعنى ويكون مقبول عقليا، وحتى يقبل السياق، وعلينا ان نترك القبول والرفض للسياق وحده
* عاشرا :- ضرورة فصل مكونات الكتاب الاربعة عن بعضها البعض القرآن / الرسالة / قصة النبى وقومه / السبع المثانى وادراك الدينى منها والتاريخى فيها، فغنى عن البيان ان الدين فى تلك المكونات الاربعة هو الرسالة فقط والمكونات الثلاثة الاخرى محض تاريخ فغنى عن البيان أهمية فصل الدينى عن التاريخى فى كتاب الله طبعا وعدم استخراج ايه احكام دينية من الايات البينات اى من خارج الرسالة
* حادى عشر :- ضرورة تحديد مكان الاية التى يتم تدبرها فى المصحف وانها وردت ضمن أى من المكونات السابقة الاربعه وتصنيف نوعها هل هى دين ام تاريخ محكم ام متشابه، محكم ام تفصيل محكم، ام ايه تصف الكتاب ام ايه من قصة النبى وقومه،
* ثانى عشر : ضرورة استخدام آليه الترتيل لجميع الايات الوارد بها اللفظ للوصول الى معانيه ودلالاته،
* ثالث عشر : استخدام اداة التقاطع بين آيتين للوصول الى معنى لفظ ما والمقصود به
* رابع عشر : الانتباه الى موقع النجم والفواصل بين الايات
* خامس عشر: عدم الاجتزاء أو الوقوع فى التعضية أى قسمة مالايجوز قسمته من السياقات والنظم، حتى لايفسد المعنى
* سادس عشر: الفصل التام بين الدين وشرائعه وضرورة الفصل التام بين الكتاب والقرآن والفصل التام بين مقام الرسول ومقام النبى، الفصل التام بين الرسالة نفسها وأمارة ألوهية الرسالة، بين الايات المحكمات والايات البينات،
* سابع عشر:الانتباه لضمائر المتكلم والمخاطب فى الايات، ادراك الفرق بين الايات المخزنة والايات غير المخزنة،
* ثامن عشر: اعتبار كل ايات قصة النبى وقومه من القصص القرآنى، مثلها مثل قصة يوسف وهود وقومه ونوح وقومه.....
* تاسع عشر: عدم القول بالناسخ والمنسوخ فى الشريعه الواحدة، فالتغيير يكون من شريعة الى شريعه من موسى الى عيسى الى محمد ولايحدث فى الشريعه نفسها. وضرورة الالمام بتدرج الشريعة منذ بدايتها عند سيدنا موسى وحتى نهايتها عند سيدنا محمد وادراك تطور الشريعه من موسى الى محمد ماذا ألغى وماذا تبقى وماذا تبقى مع التخفيف
* عشرون: ادراك الفرق بين عمليتى الانزال والتنزيل للقرآن ودلالة كلا اللفظين فالاول فى عربية القرآن يعنى تحويل غير المدرك لك الى مدرك لك والثانى يعنى نقله خارج الوعى الانسانى، والقرآن له انزال أولا حيث لم يكن عربيا وجعله الله عربيا ثم بعد ذلك حدثت له عملية تنزيل على الرسول طبعا طوال 23 عاما