شهد اليوم الرئاسي نشاط حافل حيث اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الأحد، مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد معيط وزير المالية، ونيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، وجمال عوض رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي، وأحمد كجوك نائب وزير المالية للسياسات المالية، والدكتور إيهاب أبو عيش نائب وزير المالية للخزانة العامة.
وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الاجتماع تناول "استعراض مشروع موازنة العام المالي القادم 2022-2023".
وقد وجه الرئيس الحكومة في هذا الإطار بضرورة الإعداد الفوري لحزمة من الإجراءات المالية والحماية الاجتماعية لتخفيف آثار التداعيات الاقتصادية العالمية على المواطن المصري.
وأوضح المتحدث الرسمي أن وزير المالية عرض أبرز المؤشرات النهائية لمشروع موازنة العام المالي 2022-2023، والتي ستشهد خفض العجز الكلي إلى نحو 6,3% من الناتج المحلي، والاستمرار في تحقيق فائض أولي قدره 1,5% من الناتج المحلي، وخفض نسبة دين أجهزة الموازنة العامة إلى الناتج المحلي إلى حوالي 80,5%، إلى جانب ارتفاع معدل نمو الإيرادات إلى حوالي 17% لتصل إلى قرابة تريليون و447 مليار جنيه، وكذا زيادة المصروفات بمعدل نمو 16% ليصل إلى حوالي 2 تريليون و7 مليار جنيه، بما فيها 365 مليار جنيه مخصصات للاستثمار، و400 مليار جنيه لبند الأجور، و323 مليار جنيه لمنظومة الدعم.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس اطلع كذلك خلال الاجتماع على مستجدات تطوير المنظومة الضريبية، خاصةً ما يتعلق بنظام الفاتورة الإلكترونية، وميكنة وتطوير الإجراءات الضريبية، فضلاً عن الموقف التنفيذي للإجراءات المتنوعة لمكافحة التهرب الضريبي سواء من خلال الحملات الضريبية، أو عن طريق وحدة الضرائب الإليكترونية الجديدة التي قامت بدورها بحصر أكثر من 5000 حالة خلال الفترة الماضية وجاري استكمال إجراءات تسجيلهم.
كما تم عرض معدلات النمو في الإقرارات الضريبية الإليكترونية، حيث زادت أعداد المسجلين بنسبة 106% من يونيو 2018، إلى جانب زيادة أعداد مقدمي الإقرارات خلال نفس الفترة بنسبة تتخطى 60%، بالإضافة إلى عرض موقف الحصيلة الضريبية للقيمة المضافة، والتي ارتفعت بنسبة 22% عن العام الماضي، وكذا جهود منظومة التقارير الذكية وإدارة الحالات بمصلحة الضرائب، والتي فحصت ما يزيد عن 41 ألف حالة خلال الفترة الماضية، وسددت ما يقرب من 5000 حالة تهرب ضريبي منها بمبالغ تصل إلى 5,5 مليار جنيه.
واطلع الرئيس أيضاً على التعديلات على مشروع قانون الضريبة على الدخل، والتي تمثلت أبرزها في الإصلاحات المتعلقة بتنشيط البورصة المصرية وفقاً لما تم الاتفاق عليه مع المستثمرين والبورصة لدعم وتشجيع الاستثمار فيها، فضلاً عن إعفاء صناديق الاستثمار والأوعية التي تستثمر في البورصة من الضريبة واستبدالها بضريبة قطعية على عائد الوثائق، وذلك بهدف تشجيع الاستثمار المؤسسي ودعم الشركات الناشئة وتجنب الازدواج الضريبي وتحقيق العدالة الضريبية، إلى جانب تجديد العمل بقانون إنهاء النزاعات لسرعة الانتهاء منها وتخفيف العبء على مصلحة الضرائب في إطار العمل على ميكنتها وتطويرها، وتوفير حافز للأشخاص لطلب الفواتير والإيصالات الإليكترونية، مع إلزام مجتمع الأعمال بالفواتير الإليكترونية اعتباراً من 2023، فضلاً عن ضم المعاملة الضريبية المبسطة إلى قانون الضرائب على الدخل والتي ستستفيد منها جميع الشركات دون إلزامها بالتسجيل في جهاز المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وكذا تنظيم دور المجلس الأعلى للضرائب بهدف ضمان حقوق دافعي الضرائب على اختلاف أنواعها ومعاونتهم على الوفاء بالتزاماتهم القانونية.
كما اطلع الرئيس كذلك على محاور استراتيجية تطوير المنظومة الجمركية، وأهم البرامج والمبادرات المتخذة في هذا الصدد، بما فيها البدء خلال الشهر الجاري بتفعيل نظام الإلزام بتطابق السلع المستوردة مع المعايير الدولية، بالإضافة إلى الموقف التنفيذي لتطبيق نظام التسجيل المسبق للشحنات، والذي شهد تسجيل ما يقرب من 30 ألف شركة حتى تاريخه مع رفض أكثر من 2000 طلب للتسجيل لمخالفة للوائح والإجراءات والقوانين الخاصة بالاستيراد
كما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الفريق موهوزي موسيفيني، قائد القوات البرية الأوغندية، وذلك بحضور الفريق أول محمد زكي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، بالإضافة إلى ملحق الدفاع الأوغندي بالقاهرة".
وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن قائد القوات البرية الأوغندية نقل تحيات وتقدير الرئيس الأوغندي "يوري موسيفيني" للرئيس، مشيداً بعمق وتميز العلاقات بين الدولتين وما يجمعهما من روابط تاريخية ممتدة، ومؤكداً حرص بلاده على تعزيز التعاون مع مصر في المجالات كافة، خاصةً في المجال العسكري والأمني، ومعرباً عن تقدير أوغندا للدعم الفني الذي تقدمه مصر لبلاده في العديد من المجالات التنموية، خاصةً في ظل دور مصر المحوري في دعم السلام والاستقرار والتنمية بالقارة الأفريقية.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس طلب نقل تحياته للرئيس الأوغندي "يوري موسيفيني"، مشيداً بأواصر الأخوة والتعاون التي تربط بين البلدين الشقيقين، وتطلع مصر لمواصلة تعزيز العلاقات المتميزة مع أوغندا في مختلف المجالات، ومؤكداً أن التاريخ والتجربة أثبتا أن مسار التعاون والبناء والتنمية دائماً ما يمهد الطريق إلى النجاح والازدهار، بخلاف مسار الأزمات والمشاكل الذي يهدر موارد الأمم ويستهلك طاقتها، مشيراً إلى الإمكانات الهائلة للتعاون المشترك التي تتمتع بها دول حوض النيل وأفريقيا بوجه عام، حيث طالما مثل هذا النهج الإطار الحاكم لسياسة مصر في التعامل مع عمقها الأفريقي، وهو ما تجسد خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي، وكذا في تفاعلها مع كافة الشركاء الدوليين للقارة.
كما رحب الرئيس بجهود دعم التعاون العسكري بين البلدين، خاصةً ما يتعلق بمشاركة الجانب الأوغندي في الدورات التدريبية التي يتم تنظيمها من قبل وزارة الدفاع المصرية، مشيداً في هذا الإطار بما يجمع البلدين من تاريخ مشترك في الدفاع عن قضايا القارة الأفريقية والسعي لتحقيق مصالحها.
وقد تناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية في عدد من مجالات التعاون المشترك، بالإضافة إلى التباحث بخصوص تكثيف آليات التشاور وتبادل الرؤى بشأن أبرز القضايا المستجدة على الساحة القارية، في ضوء تطلع مصر لتعظيم المكاسب المشتركة لدول القارة، خاصة دول حوض النيل، استناداً إلى الإرث التاريخي والروابط المشتركة التي تجمع بينها.
كما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الكاردينال ماربطرس الراعي، بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة، وذلك بحضور السفير علي الحلبي، سفير الجمهورية اللبنانية بالقاهرة.
وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس رحب بالكاردينال ماربطرس في بلده الثاني مصر، مؤكداً الاعتزاز بعمق العلاقات الوطيدة بين مصر ولبنان على المستويين الرسمي والشعبي، وحرص مصر على سلامة وأمن واستقرار لبنان، وتحقيق المصالح الوطنية اللبنانية وتجنيب لبنان مخاطر الصراعات في المنطقة، وذلك في إطار الاهتمام المصري الدائم بكل ما فيه مصلحة لبنان وشعبه، ومثمناً الدور البناء والأساسي الذي يقوم به الكاردينال في سبيل دعم لبنان واستعادة استقراره.
من جانبه؛ أعرب الكاردينال ماربطرس عن تشرفه بلقاء الرئيس، مؤكداً حرص لبنان على تعزيز العلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط الدولتين الشقيقتين، والتي تقوم على أسس من التضامن والأخوة، ومعرباً عن تقدير بلاده للجهد المصري في دعم لبنان في كافة المجالات، وكذلك كركيزة محورية وضامن أساسي لحفظ الاستقرار بها والمنطقة العربية ككل.