سنوات تلو الأخرى رغم صغر سنه إلا أن تقلبات الحياة فرضت عليه السعى الدءوب نحو رزقه وقوت يومه بالحلال هربًا من الفقر المدقع، الذى أحاط به منذ نعومة أظافره، ليلهث وراء كسب المال من خلال محل بقالة صغير كائن فى منطقة الهرم بمحافظة الجيزة، وكل ما يأمل فيه فقط الإنفاق على أسرته.
وبينما كان «يوسف.ص» البالغ من العمر ١٣ عامًا جالسًا داخل محل البقالة الذى يعمل به، فوجئ ذات يوم باقتحام المحل على يد بلطجى فى محاولة لسرقة ما فى جعبته من أموال، وأمام محاولته المضنية للدفاع عن نفسه إلا أنه أصيب بجرح قطعى بالغ فى رقبته كاد يودى بحياته، بجانب جرح فى اليد اليمنى وخدوش متفرقة من أنحاء الجسم.
ليتجمع أهالى المنطقة الذين نجحوا فى إنقاذه واستدعاء الأجهزة الأمنية التى ألقت القبض على الجاني، ليتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، رقم ٥٥٤ لسنة ٢٠٢٢ جنح الهرم.
وقال الخبير القانوني، محمد صقر، إن المتهم هنا يواجه عقوبة السرقة بالإكراه تحت تهديد السلاح، وهو استخدام القوة سواء مادية أو معنوية ومادية تعنى حيازة سلاح وإدخاله الرعب تجاه المجنى عليه وحصوله على ممتلكاته، أما بالنسبة لمعنويات وهو التهديد اللفظى بقوله «هعمل معك كذا»، وهى تندرج ضمن المادة ٣١٤ عقوبات والتى تنص على السجن المشدد لمن ارتكب سرقة بإكراه، وإذا ترك الإكراه إثر جروح تكون العقوبة السجن المؤبد أو المشدد.
وأضاف «صقر» أن القانون ينص أيضا على الحكم بالأشغال الشاقة لمدة ١٥ عاما، ولكنه يحق للقاضى أن يخفف العقوبة فى حالة الرأفة إلى درجتين كما ذكر فى المادة ١٧ من قانون العقوبات، أى بدلا من ١٥ سنة إلى ١٠ سنوات أو ٣ سنوات حسب وجهة نظر القاضى اتجاه الرأفة، وتتراوح العقوبة ما بين ٣ سنوات فى حالة استعمال الرأفة إلى ١٥ سنة فى حال أقصى العقوبة، وذلك مالم تقترن بجناية أخرى، لأنه إذا وجد معه حيازة سلاح نارى فبذلك هذه تكون جناية أخرى ولها عقوبة مختلفة فمن الممكن الحكم عليه بـ ١٥ عاما للسرقة و٣ سنوات أخرى لحيازة سلاح.