أيام قليلة وتتجه أنظار عشاق السينما العالمية لمسرح دولبى بلوس أنجلوس، لمعرفة هوية الفائزين بجوائز الأوسكار فى نسختها السنوية رقم 94، بعد ماراثون سينمائى طويل ومربك يعجز المتابع له عن حسم نتائج عدد كبير من فئاته، والتى شهدت تحولات وتقلبات عدة فى فئات الجوائز منذ الإعلان عن نتائج جولدن جلوب مطلع يناير الماضى.
أكثر من 9 آلاف عضو، أعضاء أكاديمية علوم وفنون الصور المتحركة الذين يملكون حق التصويت، يملكون حق اختيار الفائزين من خلال التصويت الذى كان يجرى فى السابق عن طريق الرسائل قبل أن يصبح إلكترونيًا.
تنقسم فئات التصويت إلى 24 قسمًا ما بين أفضل فيلم وأفضل ممثل وأفضل مخرج.. إلخ، ولا يجوز لكل عضو التصويت إلا فى فئة واحدة فقط، ويتم فرز الأصوات تبعا للأفضلية، فيما تستبعد الأسماء صاحبة التصويت الأقل عددًا.
ومع انتهاء الاقتراع المقرر غلقه غدًا الثلاثاء، تزداد الأنباء حول هوية الفائز بجائزة أفضل فيلم، والذى يهمين على توقعاتها فيلم «The Power of The Dog» للمخرجة جين كامبيون، عقب تحقيقه العلامة الكاملة فى موسم الجوائز الكبرى «جولدن جلوب، بافتا، اختيار النقاد، ونقابة المخرجين الأمريكيين»، ويوصف بأنه الحصان الأسود لشبكة «نتفليكس» هذا الموسم، وفى حال فوزه بالجائزة سيكون أول إنتاج للمنصة الرقمية يتوج بهذه الفئة.
أحد أعضاء الأكاديمية الذين لهم حق التصويت ذكر فى تقرير نشره موقع «ديدلاين» أن هناك إجماعًا كبيرًا من النقاد على الفيلم باعتباره عمل العام، لكنه غير متأكد من أنه مدعوم برد إيجابى من جميع الأعضاء، وقال العضو إن سبب المعارضة قد يكون ناتجًا عن الدعاية المبالغ فيها، والتى أطلقتها المنصة المنتجة عبر المواقع الإلكترونية والتى تروج للعمل بأنه «أفضل فيلم فى العام»، الأمر الذى سبب حالة من الاحتقان لدى الأعضاء.
ربما يكون الأمر الأكثر متعة من سباق أفضل فيلم هو الحسابات المربكة فى فئة أفضل ممثلة رئيسية. حيث كان من المعتاد أن يكون الفائز بجائزة «SAG- نقابة ممثلى الشاشة» بمثابة ختم معتمد لجائزة الأوسكار، ولكن مع فوز نيكول كيدمان بـ«جولدن جلوب» وجيسيكا تشاستن فى «SAG»، وجوانا سكانلان فى «بافتا»، تبقى جميع الاحتمالات مفتوحة أمام هذه الفئة الغامضة.
وعن فئة أفضل ممثل فى دور رئيسي، يبدو أن الكفة تميل ناحية الممثل ويل سميث عن فيلم «King Richard»، الذى يبحث عن أول تتويج له خلال عقدين.
وبالحديث عن فئة أفضل مخرج ستكون الغلبة بالطبع لـ«جين كامبيون» عن «The Power of The Dog»، وهذا لا يعنى بالطبع أن بقية القائمة لم تكن قوية، بالعكس فالمخرج المخضرم ستيفن سبيلبرج قدم معالجة متميزة لفيلم «West Side Story» وقام بأفضل أعماله فى هذا القرن لدرجة تشعرك أن سبيلبرج الشاب يصنع هذا الفيلم.
أما فى فيلم «Licorice Pizza» كان من الرائع رؤية بول توماس أندرسون يعمل فى نوع مختلف قليلًا، فهو عادة ما يصنع أفلامًا عن شخصيات سوادوية معقدة، لكنه هنا منحنا المجال لرؤية جانب مختلف منه كصانع أفلام لدرجة تشعرك بأنه كان لديه الكثير من المودة تجاه شخصياته الرئيسية، فهو أحب العمل مع بطليه كوبر هوفمان وألانا حاييم، وهو ما أعطى العمل بعض التألق المفقود لأعماله الأخرى.
ومن الجوائز التى تم استحداثها فى حفل هذا العام هى جائزة الجمهور، فى محاولة من الأكاديمية لاستقطاب جمهور أفلام قصص الرسوم المصورة التى عادة لا يكون لها أرضية فنية كافية للترشح لفئات الجوائز.