يوميًا نسمع عن المشاجرات التى تحدث بين الأفراد لأسباب تكاد لا تذكر، ويتطور الأمر بين الطرفين لينتهى بحبسهم بجريمة قتل فى بعض الأحيان، مثلما حدث فى منطقة الجيزة، حيث قام صاحب كشك نظارات بسب السائقين بسبب إلقائهم بقايا الشاى أمام المحل الخاص به، وعندما تدخل أحدهم نشبت بينهم مشاجرة وانتهت بمقتل السائق.
تفاصيل تلك الواقعة كشفتها التحقيقات التى أجراها محمود فازورة، وكيل نيابة قسم الجيزة، وسكرتيره محمد حسن، والتى بدأت بتلقى ضباط مباحث قسم شرطة الجيزة إشارة من أحد المستشفيات تفيد بوصول شاب فى العقد الثالث من العمر مصابا بحالة تشنج وتوفى فى الحال، وعلى الفور انتقلت قوة أمنية إلى المستشفى وبالفحص تبين أن الجثة لشاب يدعى«أ. م. خ»، يعمل سائقا كما تبين أنه مصاب بجروح فى منطقة الرقبة من الجهة اليمني، وقد تم التحفظ على الجثة ووضعها تحت تصرف النيابة التى أمرت بتشريحها وإعداد تقرير بالإصابات التى لحقت به وما أدى لوفاته.
وأضافت التحقيقات أن ضباط القسم بدأوا فى عمل التحريات اللازمة لكشف ملابسات الواقعة، والتى تبين من خلالها أن مشاجرة نشبت بين المجنى عليه وصاحب كشك نظارات يدعي«أ. ش. ال.س» فى العقد الرابع من العمر، لقيام الأخير بسب سائقى السيارات المتواجدين أمام المحل الخاص به، وقد تدخل المجنى عليه وتعدى على المتهم وكذلك الأخير قام بضربه فنتجت فى النهاية وفاة السائق المجنى عليه.
وقد تمكنت قوة أمنية من القبض على المتهم، وبمواجهته بما جاء فى التحريات بدأ يروى تفاصيل الحادث خلال التحقيقات التى أجريت معه. حيث تبين أن المجنى عليه يمتلك كشك نظارات فى شارع يافع بن يزيد بمنطقة الجيزة، وأمام الكشك يوجد موقف سيارات السيدة زينب، وعلى مدار اليوم يتجمع السائقون لممارسة عملهم، ويقومون بتناول طعامهم وكذلك تناول أكواب الشاي، وفور الانتهاء منها يقومون بسكب ما تبقى منها أمام الكشك المملوك للمتهم، الأمر الذى بدأ يشعره بالغضب، وقد قرر التحدث معهم أكثر من مرة وطلب منهم عدم إلقاء بقايا المشروبات «تفل الشاي» أمام محله، لكن دون جدوي، حتى يوم الواقعة فقد حضر لفتح محله كالعادة، فوجد أمامه الكثير من بقايا الشاى، الأمر الذى دفعه إلى سب السائقين وشتمهم.
وخلال ذلك سمع المجنى عليه ما يقوله المتهم فاعترض على ذلك لكونه من السائقين المتواجدين فى الموقف ونشبت بينه وبين المتهم مشاجرة، وضرب المتهم مما أدى لإصابته بإصابة خفيفة أعلى العين «منطقة الحاجب»، فشعر المتهم بالغضب وقرر الانتقام منه فأخرج المفتاح الخاص به من جيبه وحاول التعدى على المجنى عليه فأصابه بخدش فى منطقة الرقبة من الجهة اليمني، وأثناء محاولة السائقين والمارة التدخل للفصل بينهما وتهدئة الأمور قام أحدهم بإبلاغ الشرطة التى حضرت على الفور، وتم اصطحاب الطرفين لقسم الشرطة لاستكمال المحضر وخلال سيرهما فى الطريق قررا التصالح.
ولأن المشاجرة تحولت إلى بلاغ رسمى، فقد أكد لهم أحد أفراد القوة الأمنية أن التصالح سوف يحدث فى قسم الشرطة، وحال وصولهما وأثناء انتظار رئيس المباحث لعمل إقرار التصالح أصيب المجنى عليه بحالة من التشنج العصبى والهياج، الأمر الذى دفع المتواجدين إلى الاتصال بسيارة إسعاف، لنقله للمستشفي، وبالفعل حضرت على الفور وتم اصطحاب المجنى عليه بداخلها، وفور وصوله للمستشفى لفظ أنفاسه الأخيرة وتوفى فى الحال، وتم التحفظ على المتهم وإخطار النيابة للتحقيق معه، وقد طالبت النيابة بتقرير طبى بحالة المجنى عليه فور الانتهاء من تشريحه لبيان ما أدى لوفاته، كما طالبت التحريات التكميلية حول الواقعة، وأمرت بحبس المتهم فى القضية التى حملت رقم ١٢٩٨ لسنة ٢٠٢٢ إدارى قسم الجيزة، ومن ثم التجديد له فى الميعاد.
كما استدعت النيابة عددا من السائقين لسماع أقوالهم حول الحادث، وقد أكدوا أن المتهم قام بسبهم وعندما اعترض المجنى عليه وتدخل نشبت بينهما مشاجرة، فتعدى كل منهما على الآخر وأصابا بعضهما البعض، وتم اصطحابهما لقسم الشرطة وبعدها علموا بوفاة المجنى عليه بعدما أصيب بحالة من التشنج العصبي، وبسؤال عدد من المتواجدين فى قسم الشرطة أشاروا إلى أنهم فوجئوا بحالة السائق المجنى عليه وسقوطه على الأرض وسط حالة من الهياج العصبي، ولم يقترب منه أحد وقد حاولوا مساعدته لكن دون جدوى فاتصلوا بالإسعاف التى حضرت لأخذه وقد توفى قبل وصوله المستشفي.