نظم قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة،بجامعة الفيوم، ندوة حول الزيادة السكانية وأبعادها الاقتصادية والاجتماعية على المجتمع المصري، حاضر خلالها الدكتور محمد عبد الرحمن الشرنوبي، أستاذ جغرافيا السكان، وأمين المجمع العلمي المصري،وذلك تحت رعاية الدكتور ياسر مجدي حتاتة، رئيس جامعة الفيوم، وإشراف الدكتور أحمد عبد السلام، عميد الكلية،والدكتور هاني أبو العلا، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
جاء ذلك بحضور الدكتورة هناء صبري، مدير وحدة متابعة الخريجين، وعدد من أعضاء هيئة التدريس والطلاب، وذلك اليوم الأحد بقاعة المؤتمرات بالكلية.
وأشاد الدكتور أحمد عبد السلام، بموضوع الندوة، حيث تأتي في إطار توجه الدولة للحد من مشكلة الزيادة السكانية، في ظل الظروف الاقتصادية التي يواجهها العالم أجمع.
من جانبه أكد الدكتور هاني أبو العلا، الدور الكبير لقطاع خدمة المجتمع في العمل على التوعية الدائمة والمستمرة بالموضوعات المهمة.
وأوضح أن القطاع يمضي وفق خطة الدولة للتنمية المستدامة 2030، والعمل على حفظ حقوق الأجيال القادمة في الموارد الطبيعية، داعيًا إلى ضرورة الحد من الزيادة السكانية التي تمثل عبئًا كبيرًا على الحالة الاقتصادية والاجتماعية والتعليم والصحة في مصر.
وأشاد بالطفرة في معدل النمو الاقتصادي للدولة، وجهود الدولة المستمرة لاستيعاب المشكلة، ومجابهة معدلات السكان المرتفعة.
وتناول الدكتور محمد عبد الرحمن الشرنوبي، الحديث حول أصل المشكلة، موضحًا أن الزيادة السكانية لا تعد مشكلة في حد ذاتها، بل نقص الموارد ومصادر الطاقة هو ما جعل الزيادة السكانية تمثل مشكلة، بسبب تفاقم أعداد السكان بشكل متسارع، حيث يتضاعف عدد سكان المجتمع المصري كل عشرة أعوام.
كما أشار إلى أن محافظات الصعيد، وعلى رأسها الفيوم هي المحافظات الاكثر زيادة، من حيث عدد السكان، حيث تزيد فيها نسبة الخصوبة وتنجب الزوجة في تلك المحافظات أكثر من أربعه اطفال، فيما تأتي محافظات الشرقية والإسماعيلية والغربية وكفر الشيخ والدقهلية في المرتبه الثانية، حيث تنحب الزوجة أربعة أطفال فيما تنخفض معدلات الإنجاب في محافظات القاهرة والإسكندرية وبورسعيد، وتنجب الزوجة فيها ثلاثة أطفال على أكثر تقدير.
وأوضح أن الازدياد المضطرد في عدد راجع للعادات والتقاليد الاجتماعية المتوارثة كمفهوم العزوة وبعض الأمور الأخري المتعلقة بإنجاب الاطفال وتسريحهم للعمل بشكل مبكر لجني المال.
ولفت إلى أن المجتمع المصري ليس مجتمعًا طاردًا للسكان رغم الظروف الاقتصادية حيث يمثل عدد السكان المهاجرين للخارج عددًا ضئيلًا من نسبة المجتمع المصري، ودعا سيادته إلى ضرورة إعادة توزيع الموارد والاهتمام بالمشروعات الإبداعية، فمصر بلد يمتلك العديد من الموارد المتجددة التي يمكن الاعتماد عليها في صناعة الاقتصاد وتكوينه، والحفاظ على الأراضي الزراعية، والاهتمام بالوعي البيئي، ونشر ثقافة تنظيم الأسرة والتعليم.
وأشار إلى أن الزيادة السكانية تمثل خطرًا على البيئة بسبب زيادة عوادم المصانع والسيارات،ما يؤدي إلى نقص الأوكسجين في الكرة الأرضية، الأمر الذي يعمل على انتشار الفيروسات والأمراض الجديدة غير المحددة،والتي يصعب علاجها.
وشدد على أهمية دور الإعلام في نشر الوعي بمفهوم تنظيم الأسرة، وإشراك وزارات الأوقاف والأزهر ووزارة الثقافة والجامعات في الحملات التوعوية، للحد من الزيادة السكانية غير المنظمة، وأوضح أن تنظيم عملية الزيادة السكانية عملية مشتركة تقع على عاتق الدولة والمواطنين بنفس القدر.
من جانبها أكدت الدكتورة هناء صبري، أهمية موضوع الندوة، حيث تناقش قضية معاصرة تهدد حياة الأجيال القادمة.
وعقب نهاية الندوة تم تكريم الدكتور محمد عبد الرحمن الشرنوبي،لجهودة الكبيرة، كما تم تكريم فريق أصدقاء وحدة متابعة الخريجين.
