في خطوة مهمة، كشفت شركة إيني الإيطالية، أنها تعمل مع الحكومة في مصر، لتوفير مصادر بديلة للغاز إلى أوروبا، حيث تعهدت إيني توفير نحو 14 تريليون قدم مكعب إضافي من الغاز إلى أوروبا، وذلك للتخفيف من أزمة الطاقة الأوروبية.
وتحاول أوروبا التخلص من الاعتماد شبه الكلي على الغاز الروسي، خاصة بعد تلويح الأخيرة بقطع إمدادات الغاز عن أوروبا، بعد أزمة الغزو الروسي لأوكرانيا.
وخلال الفترة الأخيرة، نشطت شركة إيني بشكل خاص في مصر، حيث حصلت على امتيازات التنقيب عن الغاز ضمن المزايدة الحكومية المطروحة لعام 2021، وخصصت المجموعة الإيطالية ما لا يقل عن مليار دولار لإنتاج النفط في خليج السويس ودلتا النيل.
تطلعات مصرية لتصدير الغاز لأوروبا
ونقلاً عن وزير البترول، المهندس طارق الملا، فإن مصر تتطلع إلى إمكانية تصدير المزيد من الغاز الطبيعي المسال، نظرًا لارتفاع أسعار الطاقة في جميع المجالات على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية.
كما ناقش الملا، مؤخرا جهود دول منتدى غاز شرق المتوسط لتأمين جانب من إمدادات الغاز للأسواق العالمية مع مسؤولين من الولايات المتحدة وبريطانيا خلال مؤتمر سيراويك الدولي للطاقة الأسبوع الماضي.
وبحسب بيانات مؤسسة ستاندرد آند بورز، تجاوزت صادرات الغاز المصري إلى أوروبا مليوني طن متري في عام 2021، ارتفاعا من 270 ألفا فقط العام السابق. وذلك من إجمالي نحو 6.5 مليون من الغاز الطبيعي المسال، كانت صدرتهم مصر خلال العام الماضي.
تعظيم صادرات مصر من الغاز
وقال المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس الهيئة العامة للبترول سابقًا، إن مصر لديها قدرة على تعظيم صادراتها من الغاز الطبيعي في خضم الأزمة الحالية بين روسيا وأوكرانيا، لكن ذلك مرتبط بقدرة مصر على الإنتاج من الغاز الطبيعي.
وأضاف، أن مصر صدرت نحو 2.1 مليون طن من الغاز المسال إلى أوروبا وبعض دول آسيا خلال الربع الأخير من عام 2021، مشيرًا إلى أن الأمر مستمر حتى الآن وبالطاقة القصوى لمصانع إسالة الغاز ولإنتاج مشروعات الاستكشاف والتنقيب.
ويتفق ذلك مع البيانات الصادرة عن الشركة القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس"، التي كشفت عن ارتفاع في إنتاج الغاز بنسبة 17% على أساس سنوي إلى 53.1 مليون طن متري سنويًا من الغاز في عام ٢٠٢١، بينما سجلت مصر رقما قياسيا في حجم تصدير الغاز الطبيعي المسال خلال الربع الثالث من العام ٢٠٢١، حيث صدرت مليون طن متري.
وتابع يوسف، أن ذلك الارتفاع في حجم تصدير الغاز الطبيعي كان بسبب عودة مصنع إسالة دمياط للعمل مرة أخرى بعدما توقف لسنوات طويلة، مضيفًا أن مصنعي الإسالة "إدكو، دمياط" يعملان بكامل طاقتهما الإنتاجية التي بلغت 1.6 مليون قدم مكعب غاز طبيعي يوميًا، مشيرًا إلى تطلعات مصر بتحقيق أقصى استفادة من فائض الغاز الذي تم تحقيقه من خلال حقل غاز "ظهر".
وأشار نائب رئيس الهيئة العامة للبترول إلى أن تلك الكميات المصدرة من الغاز الطبيعي جاءت من واقع تناقص حجم الاحتياجات المحلية من الغاز الطبيعي خلال فصل الشتاء، إضافة لتحويل بعض الاستخدامات التي تعمل بالغاز الطبيعي إلى الوقود البديل، وذلك إسهامًا في تعظيم صادرات مصر من الغاز الطبيعي إلى أوروبا.
كما يتفق المهندس أسامة كمال، وزير البترول الأسبق مع ذلك، قائلاً: إن مصر لديها فرص كبيرة للاستفادة من أزمة الطاقة التي تعاني منها أوروبا بسبب الأزمة الأوكرانية.
وأضاف، أن أن الغاز المصري المسال قد يوفر جانبًا من الاحتياجات الأوربية من الطاقة، في ظل ارتفاع أسعاره عالميا، متابعًا أنه في الوقت الحالي تستطيع مصر زيادة إنتاجيتها يوميا لتصل إلى 7 ونصف مليار قدم مكعب غاز، بعد أن بلغ إنتاجها من الغاز الطبيعي نحو 6.550 مليار قدم مكعبة يوميا في 2019-2020.