يخشى مراقبون للمشهد السوري أن تعلن التنظيمات المسلحة المتطرفة عن عودتها وظهورها في مناطق سورية تم تحريرها منهم، إثر تصاعد الأزمة الأوكرانية، وتحسس البعض لتراجع الدور الروسي الحاسم في العمليات العسكرية ضد المتطرفين وخاصة ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الإرهابي.
وخلال تصريحات تلفزيونية لمدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، فإن روسيا سحبت مقاتلين دربتهم على الحرب في سوريا إلى القتال في أوكرانيا.
وقال "عبدالرحمن": إن داعش تنظيم مهمته تدمير سوريا والبلاد العربية، ويجري استخدامه من قبل أجهزة دولية، مؤكدا أن عناصر التنظيم انتعشت في صحراء البادية تزامنًا مع غياب الطائرات الحربية الروسية.
وأكد المرصد في بيان له، الجمعة الماضية، أن التنظيم أسقط 24 قتيلا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في البادية السورية بهجمات منذ مطلع مارس الجاري.
الضغط على روسيا
ومن جانبه أكد الكاتب التونسي والمحلل السياسي نزار الجليدي أن الظهور الجديد للجماعات المتطرفة لعبة أمريكية خالصة، لتحدث ضجيجا لروسيا التي تمكنت خلال السنوات الماضية من قطع دابر الإرهاب هناك في سوريا.
وأضاف "الجليدي" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن ورقة القنابل الموقوتة في ليبيا وفي سوريا تستعملها أمريكا والناتو والغرب ضد بوتين في أوكرانيا، فهناك سوق مفتوحة لعقود عمل لهؤلاء الإرهابيين من أجل أن تكون أوكرانيا هي سوريا الجديدة.
ويعتقد المحلل السياسي أن الروس متمكنون جيدا من ضبط حروبهم، حيث استطاعوا أن يضعوا منصات دفاع في حلب وتل الزعتر وفي المدن السورية فضلا عن تكوين الجيش العربي السوري وتسليحه بما لا يسمح لإحداث بلبلة في المنطقة، لذا فالجماعات المتطرفة فزاعة الغرب وصنيعته.
غارات جوية في صحراء البادية
يشار إلى أن المرصد السوري نجح في توثيق تنفيذ نحو 21 غارة جوية للطائرات الحربية الروسية على منطقة البادية منذ بداية شهر مارس الجاري،.
وبلغت حصيلة الطلعات الجوية رقمًا كبيرا في الشهر الماضي، فخلال شهر فبراير الفائت رصد المرصد السوري تنفيذ ما يقارب 910 غارات جوية من المقاتلات الحربية الروسية استهدفت منطقة البادية التي يتحصن بها عناصر التنظيم الذين ينفذون هجمات ضد قوات النظام والميليشيات المساندة له في المنطقة.