أمرت السلطات في تركيا بترحيل مواطن مصري ينتمي إلى جماعة الإخوان الإرهابية، بسبب مواصلته نشر مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي تسيء للدولة المصرية، وأعلن الإخواني، ياسر العمدة، عبر مقطع فيديو مسجل علي اليوتيوب قال فيه إنه سيغادر تركيا بطلب من السلطات بسبب عدم التزامه بالتحذيرات الموجهة إليه، كما يتوقع باحثون في الحركات الإسلامية أن يتم ترحيل 3 عناصر إرهابية خلال الفترة المقبلة.
الإرهابي ياسر العمدة واسمه بالكامل: ياسر عبدالحليم أحمد عبدالحفيظ، كان يعمل موظفًا إداريًا بميناء دمياط قبل هروبه إلى تركيا، وكان قد أطلق عدة دعوات تحريضية للتظاهر، واتهمته وزارة الداخلية المصرية في أواخر عام ٢٠١٧ بالتحريض على إسقاط النظام، وأدرجت محكمة جنايات القاهرة العمدة ضمن ١٨٧ متهمًا على قوائم الإرهاب لمدة ٥ أعوام.
وقد أبدت تركيا العام الماضي رغبتها في إصلاح العلاقات مع مصر، وعلى إثر ذلك أمرت أنقرة نشطاء الإخوان وقنواتهم الفضائية المعارضة بعدم الإساءة إلى مصر، حتى عبر منصات التواصل الاجتماعي؛ ممّا اضطر أغلبهم إلى مغادرة تركيا.
وطلبت أنقرة من المذيع الإخواني، معتز مطر، وقف برامجه وأنشطته الإعلامية، وتحديدًا قناته على «يوتيوب» وصفحته على «فيسبوك»، وقد غادر «مطر» بالفعل تركيا، ويقيم في بريطانيا حاليًا.
وأوقفت أنقرة بعد ذلك عدة برامج لمذيعين من الإخوان، على رأسهم محمد ناصر، وحمزة زوبع، والفنان هشام عبدالله، وهيثم أبو خليل، وحسام الغمري، وحذّرت آخرين من تكرار الأمر معهم إذا لم يلتزموا بوقف انتقادهم لمصر.
من جانبه، قال هشام النجار، باحث في شئون الحركات الإسلامية، إن هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها، فتركيا رحلت عناصر إخوانية كانت تسترزق من وراء بث دعايات تحريضية ضد الدولة المصرية، مثل معتز مطر وغيره، لكن لا يجري تسليمهم لمصر ويتوجهون لدول أخرى، وهذا يعكس من جهة محاولة أنقرة دفع القاهرة لاتخاذ خطوات ملموسة في مسار التقارب والمصالحة الذي فتحته وبدأت فيه تركيا لرغبتها في تفكيك أزماتها واللحاق بالتطورات الجارية في الإقليم، خاصة فيما يخص شرق المتوسط وملفات الغاز والعلاقات مع قبرص واليونان، وهو ما يضطرها لتقديم تنازلات مؤلمة بشأن علاقتها وتحالفها مع التنظيم الدولي للإخوان، ومن جهة أخرى، لا تفض تركيا علاقتها بالإخوان بالكلية وتبقي الباب مواربا والعلاقة قائمة، وهذا سر الترحيل لدول أخرى وليس تسليم عناصر الإخوان المتمردة التي اعتادت التحريض للقاهرة.
بينما قال عمرو عبدالمنعم، باحث في شئون الحركات الإسلامية، إن ياسر العمدة يعمل «سوشيال ميديا» بتوجيه من جماعة الإخوان، وقد نصحته السلطات التركية بالالتزام بميثاق الشرف الصحفي، و«العمدة» يعيش علي أموال الإخوان من السوشيال والجميع يستغله ومؤخرا قام بعديد من الموضوعات الكاذبة وغيرها من الدعاية الكاذبة التي بها الكثير من التهويل والكذب.
وأكد «عبدالمنعم» أن «العمدة» سافر إلى بلغاريا حتي يخرج من هناك ببعض الأدوات الإعلامية ويرتب أورقه للذهاب إلى إحدي الدوال الغربية، ومؤخرًا أيضا تم ترحيل شخصيات من قطر مثل عمرو عبدالهادي وسامي كمال الدين، وأيضا قناة «وطن» الإخوانية بها تصفيات لـ٤٠شخصية وقناة «الشرق» الإخوانية أيضا بها ٣٠ شخصية يتم طردهم، وبالتالى سيعانى الإعلام الإخواني من أزمة حقيقية.
وأضاف أن «العمدة» يحاول أن يظهر أن السلطات المصرية هي التي طلبت من تركيا ترحيله وهذا غير صحيح، لأن السلطات التركية استدعته الثلاثاء الماضي وطلبت منه بشكل صريح مغادرة البلاد، وليس هناك تنسيق بين البلدين في هذا الأمر، هناك ثلاث شخصيات إخوانية ستغادر تركيا خلال الأسبوع المقبل.