يعد الفنان شكري سرحان، واحدًا من أهم رموز السينما المصرية في القرن العشرين، فهو صاحب الرصيد الأكبر من الأعمال السينمائية في قائمة أفضل 100 فيلم مصري، برصيد 16 فيلما، بجانب أدوار أخرى تظل علامات في أذهان المشاهدين حتى اليوم. وفي ذكرى رحيله الـ25 نستعرض أبرز محطات “البوسطجي” في السينما.
ولد محمد شكري الحسيني سرحان فى 13 مارس 1925، بمحافظة الإسكندرية، ثم انتقل إلى حى الحلمية بالقاهرة، ليبدأ أولى خطواته في التمثيل بمسرح مدرسة الإبراهيمية، ليلتحق بأولى دفعات المعهد العالي للفنون المسرحية هو وشقيقه صلاح سرحان، ويتخرج منه عام 1947. وكان من ضمن دفعته الفنان فريد شوقي وصلاح منصور وحمدي غيث وعبدالرحيم الزرقاني ونبيل الألفي وعمر الحريري وكمال حسين ومحمد السبع ونعيمة وصفي.
بدأ سرحان مسيرته السينمائية عام 1949، من خلال المشاركة في فيلم “نادية” للمخرج فطين عبد الوهاب، ثم التفت له المخرج حسين فوزي، وقدمه في فيلم “لهاليبو” في نفس العام أمام الفنانة نعيمة عاكف، ليعمل بعدها في 3 أفلام من إخراج يوسف وهبي، هم: “الأفوكاتو مديحة”، “كرسي الإعتراف”، و"أولاد الشوارع".
في عام 1951، عمل للمرة الأولى مع المخرج يوسف شاهين، في فيلم “ابن النيل” أمام سيدة الشاشة فاتن حمامة، وكان دور "حمدان" بمثابة تحول في مسيرته السينمائية.
خلال فترة الخمسينيات لمع نجم شكري سرحان في السينما من خلال أدائه لعدد من الأدوار التي لا تنسى، تنوع خلالها ما بين تقديم الكوميديا والتراجيديا والشخصيات المركبة، لعل أهمهما: شخصية إمام بلتاجي في فيلم “شباب إمرأة”، و"علي" في فيلم “رد قلبي”، و"الطريق المسدود"، و"احنا التلامذة"، “أنا حرة”.
في فترة الستينيات، نضج شكري سرحان على المستوى الفني وقدم 3 أدوار لا تزال عالقة في أذهاننا إلى الأن، بما في ذلك: دور سعيد مهران في فيلم “اللص والكلاب”، وأبو العلا في “الزوجة الثانية”، وعباس في فيلم “البوسطجي”، المقتبس عن رواية للكاتب يحيى حقي.
حصل سرحان على العديد من الجوائز أهمها جائزة الدولة الأولى في التمثيل عن فيلميه "شباب امرأة، اللص والكلاب"، بالإضافة إلى حصولة مرتان على جائزة أحسن ممثل أول عن دوره في فيلمي “الزوجة الثانية، النداهة”، كما حصل عن دوره في فيلم “ليلة القبض على فاطمة” على جائزة أحسن ممثل من جمعية السينما. كما كرمه مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن مجمل مشواره في سياق مئوية السينما المصرية، واختاره النقاد كأفضل ممثل.
قدم شكري سرحان العمل اخر أدواره للسينما بفيلم “الجبلاوي” عام 1991، ورحل عن عالمنا في 19 مارس عام 1997، عن عمر ناهز 72 عاما.