وصل القتال إلى وسط مدينة ماريوبول الساحلية الأوكرانية المحاصرة، حيث أعاقت القصف الروسي مرة أخرى محاولات إنقاذ الأشخاص المحاصرين تحت أنقاض مسرح تعرض للقصف.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها كانت "تضيق الخناق" حول المدينة، وأن "القتال ضد القوميين" يدور في وسط المدينة.
وبدا أن رئيس بلدية ماريوبول، فاديم بويتشينكو، يؤكد هذه المزاعم، قائلًا لبي بي سي إن القتال كان شديدًا، وأضاف: "تتواصل معارك الدبابات والمدافع الرشاشة، الجميع يختبئون في المخابئ."
وتقطعت السبل بأكثر من 350 ألف مدني ليس لديهم سوى القليل من الطعام أو الماء في ماريوبول، التي تعرضت لقصف متواصل يوم الجمعة. يقول المسؤولون إن أكثر من 1000 شخص قد لجأوا إلى ملجأ من القنابل تحت مسرح تعرض للقصف يوم الأربعاء.
وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي في خطاب على فيسبوك: "تم إنقاذ أكثر من 130 شخصًا، لكن المئات من سكان ماريوبول ما زالوا تحت الأنقاض."
وتعهد زيلينسكي بمواصلة عملية الإنقاذ "رغم قصف" القوات الروسية، فيما قال مسؤولون محليون إنهم لا يملكون أي معلومات عن عدد القتلى لكن شخصا واحدا أصيب بجروح خطيرة.
فيما قال الجيش البريطاني إن استمرار استهداف المدنيين في ماريوبول، وهي مدينة ذات أهمية استراتيجية في خطة روسيا لربط المناطق الانفصالية إلى الشرق عبر ممر إلى شبه جزيرة القرم، هو علامة على إخفاقات روسيا في الأسابيع الثلاثة الأولى من الحرب.
وقال اللفتنانت جنرال جيم هوكنهول، رئيس استخبارات الدفاع: "لقد فشل الكرملين حتى الآن في تحقيق أهدافه الأصلية. لقد فوجئت بحجم وشراسة المقاومة الأوكرانية، وعاشت مع مشاكل من صنعها.
وفي سياق متصل، شجب البابا فرانسيس "إساءة استخدام السلطة" التي ظهرت في الحرب الروسية في أوكرانيا ودعا إلى مساعدة الأوكرانيين، الذين قال إنهم تعرضوا للهجوم بسبب "هويتهم وتاريخهم وتقاليدهم" وكانوا "يدافعون عن أرضهم".
كانت تعليقات فرانسيس، في رسالة إلى تجمع للممثلين الكاثوليك الأوروبيين يوم الجمعة، من أقوى تصريحاته حتى الآن في تأكيد حق أوكرانيا في الوجود كدولة ذات سيادة والدفاع عن نفسها ضد الغزو الروسي.
وجاءت تلك التصريحات بعد أيام من إخباره لرئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، البطريرك كيريل، أن مفهوم "الحرب العادلة" قد عفا عليه الزمن لأن الحروب لم يكن لها ما يبررها على الإطلاق ويجب على القساوسة أن يبشروا بالسلام وليس بالسياسة.