أكدت سانام فاكيل، الباحثة في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد تشاتام هاوس، المتخصص في الشؤون الدولية، أنه على الرغم من إفراج إيران مؤخرًا عن رهينتين بريطانيتين كانا محتجزين لديها على خلفية نزاع مع لندن حول صفقة أسلحة، إلا أن التوتر في العلاقات بين البلدين مازال مستعصيًا على الحل حتى الآن.
وأضافت فاكيل ـ في مقال لها نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية ـ أنه على الرغم أيضا من إطلاق إيران للرهينتين - نازنين زغاري راتكليف وأنوشه أشوري - إلا أن المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني مازالت لم تحسم بعد.
وتقول الباحثة في مقالها" إن الإفراج عن الرهينتين قد يوحي لأول وهلة أنه يعكس تحولًا إيجابيًا في العلاقات بين البلدين، ولكن الحقيقة ليست كذلك حيث إن هذه الخطوة تحققت بفضل جهود مضنية من جانب مسؤولين من وراء الستار وضغوط دولية كبيرة".
وتضيف أنه على الرغم من هذه الخطوة الإيجابية، إلا أن هناك الكثير من التحديات تبدو في الأفق قد تعكر صفو العلاقات بين طهران ولندن وأول هذه التحديات المخاوف من أنه في حالة قيام بريطانيا بتسديد مبلغ 400 مليون جنيه استرليني - وهو المبلغ الذي كانت إيران دفعته مقابل الحصول على صفقة أسلحة بريطانية، قامت بريطانيا فيما بعد بحجبها - قد يوجد مبرر لسياسة طهران في احتجاز رهائن، وهو ما دفع وزارة الخارجية البريطانية أن تعلن بعد الإفراج عن الرهينتين أن المبلغ المحتجز لديها سوف يوجه لتمويل أنشطة إنسانية في محاولة لإثبات عدم وجود علاقة بين الإفراج عن الرهينتين وتسديد المبلغ المستحق لإيران على بريطانيا وكذلك لعدم تكرار تجربة إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع إيران التي قامت عام 2016 بتسديد مبلغ 400 مليون دولار لطهران في مقابل الإفراج عن أربعة رهائن أمريكيين كانوا محتجزين لدى إيران وهو الموقف الذي قوبل بانتقادات شديدة آنذاك.
وتوضح الباحثة أن موضوع الرهائن لا يقتصر على الرهينتين المفرج عنهما مؤخرا من جانب إيران، فهناك رهائن آخرين محتجزين لديها يتوقف مصيرهم على نتائج المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني بين طهران وواشنطن، مشيرة إلى أن عودة المفاوضات بين الجانبين في أبريل من العام الماضي أسهمت إلى حد بعيد في عملية الإفراج عن الرهينتين البريطانيين.
وتعرب الباحثة عن اعتقادها أن المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني تحمل أهمية خاصة بالنسبة لمستقبل إيران علي الساحة الدولية، وما إذا كانت سوف تستمر في برنامجها النووي أم لا، موضحة أن انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من خطة العمل الشاملة المشتركة حول برنامج إيران النووي عام 2018، إلى جانب العقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران، عرقل إلى حد كبير عملية تسديد بريطانيا المبلغ المستحق عليها لإيران وهو ما دفع إيران إلى تسريع وتيرة برنامجها النووي.
وتختتم الباحثة مقالها موضحة أن التوصل إلى اتفاق حول برنامج إيران النووي يستلزم من جميع الأطراف أن تضع في الحسبان التقدم الذي تم إحرازه علي مدار الأعوام السابقة في محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي من الإنهيار حيث إن الإخفاق في التوصل إلى اتفاق بين إيران والدول الغربية سوف يدفع طهران إلى الاستمرار في برنامجها النووي وهو ما سوف يؤدي بدوره إلى تصعيد التوتر في المنطقة.
