في الوقت الذي تشتعل وتتصاعد فيه الحرب الروسية الأوكرانية، فإن رغبة كبيرة تسيطر على كثير من جماعات الإسلام السياسي بتمني هزيمة الروس وانتصار المعسكر الغربي، خاصة وأن روسيا هي القوة الهائلة التي دمرت مخططاتهم في سوريا، وساعدت الجيش السوري النظامي في استعادة مناطق واسعة لسيطرته مجددا.
ونقلا عن المرصد السوري فإن جماعات سجلت رغبتها في القتال ضد روسيا والوقوف إلى جانب أوكرانيا، في الحرب الدائرة بينهما حاليا، مثل الجهادي مسلم الشيشاني ومجموعته المسلحة الموجودة في إدلب، ومجموعة قيادي يتبع ما يعرف بـ"هيئة ثائرون" واسمه "أبو عمشة" الذي اتهم من قبل أتباعه بارتكاب جرائم وانتهاكات بحق عناصر تابعة له، وتم عزله من القيادة، لكنه عاود الظهور من جديد في ذكرى اندلاع الأزمة السورية، وبالتزامن مع تصاعد الأزمة الأوكرانية.
وتشير تقارير ذات صلة إلى أن خلايا نائمة لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ستحاول خلال الأيام الحالية الاستفادة من غياب الطائرات المقاتلات الروس في صحراء البادية وبعض المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري النظامي، ليعلن عن ظهوره وبقوة، مستغلا الفرصة في تثبيت أقدامه حيث حاول التنظيم استعادة قوته وترتيب صفوفه طوال الفترات الماضية، إلا أنه فشل في ذلك مرات عديدة.
الغرب يستخدم التنظيمات ضد روسيا
وأكد الكاتب التونسي والمحلل السياسي نزار الجليدي أن الظهور الجديد للجماعات المتطرفة لعبة أمريكية خالصة، لتحدث ضجيجا لروسيا التي تمكنت خلال السنوات الماضية من قطع دابر الإرهاب هناك في سوريا.
وأضاف "الجليدي" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن ورقة القنابل الموقوتة في ليبيا وفي سوريا تستعملها أمريكا والناتو والغرب ضد بوتين في أوكرانيا، فهناك سوق مفتوحة لعقود عمل لهؤلاء الإرهابيين من أجل أن تكون أوكرانيا هي سوريا الجديدة.
ويعتقد المحلل السياسي أن الروس متمكنون جيدا من ضبط حروبهم، حيث استطاعوا أن يضعوا منصات دفاع في حلب وتل الزعتر وفي المدن السورية فضلا عن تكوين الجيش العربي السوري وتسليحه بما لا يسمح لإحداث بلبلة في المنطقة، لذا فالجماعات المتطرفة فزاعة الغرب وصنيعته.
الأزمة الأوكرانية تستقطب المرتزقة للطرفين
وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري: شيء محزن جداً أن نشاهد سوريين تحولوا إلى مرتزقة يقودهم جهلة على غرار أبو عمشة وغيره، الشعب السوري يحتفي اليوم بالذكرى الحادية عشر للثورة السورية التي خرجت مطالبة بالحرية والديمقراطية، من يتحول إلى مرتزقة بيد دول أجنبية هو يسعى للمال فقط لا غير ولن يخرج للقتال بدونه.
ونقلا عن تصريحات تليفزيونية، فإن مجموعة أبو مسلم الشيشاني في إدلب تريد الخروج لقتال الروس في أوكرانيا وأبو عمشة وجماعته أيضاً لكن تركيا لم تمنحهم الضوء الأخضر إلى الآن، لأن أردوغان يخشى من ردة فعل الروس، على المقلب الآخر رأس الحربة للقوات التي ستقاتل إلى جانب الروس في أوكرانيا هي الفرقة 25 ولواء القدس الفلسطيني وكتائب أخرى تدربت على يد الروس ولديهم خبرة قتالية.
"جنود الشام" تسجل رغبتها في الذهاب إلى أوكرانيا
يستقر في يقين المطالع لتحركات الإرهابي مسلم أبو الوليد الشيشاني، المولود في جورجيا، أنه يضع في أولى أهدافه مواجهة القوات الروسية أينما كانت، فهو مؤسس جماعة "جنود الشام" في سوريا، وأدرجته الإدارة الأمريكية على قوائم الإرهاب.
ويملك الإرهابي الشيشاني، المقيم في إدلب الواقعة تحت السيطرة التركية، تاريخًا من القتال ضد القوات الروسية، فهو ينتمي في البداية إلى جماعة "إمارة القوقاز" التي أسسها الإخواني دوكو عمروف، وهي الجماعة المتطرفة التي تزعمت تنفيذ أعمال إرهابية ضد القوات الروسية والأفراد الموالين لها في الشيشان.
وهاجمت عناصر "الإمارة" معسكرات تدريب ونقاط أمنية وشرطية، إلى جانب الاشتباك مع قوات حفظ السلام، وتنفيذ عمليات انتحارية خاصة في المناسبات المحلية والقومية.
من هذه الجماعة التي واجهت روسيا انطلق الإرهابي الشيشاني، حيث سافر إلى سوريا وكان من أوائل المتطرفين الذين اتجهوا إلى بؤرة القتال في سوريا ضد النظام وضد القوات الروسية الداعمة للنظام.
ركز الشيشاني دوره على مساعدة الفصائل السورية المختلفة، ابتعد عن الانتماء لأي جماعة، رفع شعار "أنا هنا من أجل مساعدة السوريين" فعمل على تدريب السكان المحليين والشباب على استخدام السلاح، ومدهم بالمزيد من الخبرات القتالية ضد الروس.
لعب دورا في التهدئة بين عدد من الفصائل السورية المختلفة، ووجه لهم النصائح بضرورة تركيز القتال ضد الروس وضد قوات النظام السوري فقط، واشترك في الحرب التي شنها الجيش السوري النظامي على حلب بهدف تخليصها من المتطرفين، وهي الحرب التي انتهت بانتصار النظام وإجلاء المقاتلين إلى إدلب الواقعة تحت سيطرة تركيا، والتي تضم عددا من الفصائل المتطرفة منها جماعة "جنود الشام" التي أسسها مسلم الشيشاني وضمت المقاتلين الشيشان تحت رايتها.
سقوط قيادات داعش في العراق
نفذت الأجهزة الأمنية عمليات ناجحة منذ أول شهر مارس الجاري، حيث تعقبت العناصر الإرهابية الهاربة والتابعة لتنظيم داعش، ففي مطلع الشهر أعلنت خلية الإعلام الأمني عن تفجير كدس من المخلفات الحربية التي تركتها عصابات داعش، ثم تمكنت الاستخبارات العسكرية بالتعاون مع فوج مغاوير قيادة عمليات نينوى الثالث من إلقاء القبض على 3 إرهابيين، أما عمليات بغداد فقد نجحت في ضبط إرهابي صادر ضده حكم بالإعدام.
وفي عملية استباقية ضبطت كالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية ومن خلال المتابعة الميدانية، واستنادا لمعلومات استخباراتية دقيقة، وكرين لعصابات داعش الارهابي احتوتا على أكداس للعتاد من المخلفات، حيث وجد داخل الوكر الأول في قضاء الحويجة ضمن محافظة كركوك 20 قنبرة هاون عيار ٦٠ ملم و5 صواريخ كاتيوشا محلي الصنع وعددٍ كبير من مخازن الكلاشنكوف و٥٠٠ إطلاقة عتاد خفيف، أما الوكر الثاني فبداخله 20 مسطرة تفجير وعبوتان ناسفتان ومخازن عتاد ومواد لوجستية مختلفة، ومن جانبه واستنادا لمعلومات احد المواطنين تم ضبط صاروخ حربي يبلغ طوله ٢٣٠ سم في قضاء بلد روز ضمن محافظة ديالى. حيث تم ردم الوكرين ورفع المواد المتفجرة المضبوطة من قبل الجهد الهندسي المرافق دون أضرار.
ووجهت القوات الجوية في ساعة متأخرة من ليل الجمعة، 11 مارس الجاري، ضربتين جويتين بواسطة طائرة F_16 وسزنا كرفان على وكر للإرهابيين في سلسلة جبال ماما التابعة لقضاء الدبس في محافظة كركوك، أسفرت هاتين الضربتين عن قتل 4 إرهابيين كانوا بداخلها أحدهم قيادي بما يسمى ولاية كركوك وهو المسؤول عن عدد من القناصين الإرهابيين، وفي الرمادي أوقعت الجهات الأمنية إرهابيين اثنين أحدهم ما يسمى المسؤول الأمني لمنطقة زنكورة في الرمادي بمحافظة الأنبار، وذلك في الثالث عشر من نفس الشهر.
وتكثف الأجهزة الأمنية العراقية جهودها لملاحقة العناصر الهاربة من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، للعمل على ضبط الأمن والاستقرار ومنع عودة التنظيم الإرهابي للواجهة مرة أخرى، خاصة بعدما توحش في عملية تهريب المعتقلين بسجن غويران بمحافظة الحسكة السورية الفترة الماضية، بمساعدة خلاياه النائمة.